من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : منصور محمد الكريمي.
إجمالي القراءات : ﴿3499﴾.
عدد المشــاركات : ﴿3﴾.

ساحل الكذب يقع على ضفّة أحد البحار العظيمة كثيرة الأمواج العالية والعاتية وتسمّى تلك الأمواج أمواج الكذب البيضاء. أما الوجه الآخر للكذب فهو شبيه بزلزال يضرب في قاع هذا البحر العظيم الأسود المظلم فينتج عنه تسونامي مخيف ويسمّى الكذب الأسود. لأن الكذب ينقسم إلى قسمين، القسم الأول وهو الكذب الأبيض وصاحبه قد درس هذا النّوع من الكذب ولم يكمل فيه التخصص الدقيق ولكنّه اكتفى بذلك. ومن المؤكّد أنّه مع الممارسة والخبرة يكون في يومٍ من الأيّام من أصحاب القسم الثّاني وله رأيه الثاقب في هذا النوع من الكذب ومن وجهة نظره أنّه كذبٌ لا يضرّ وربما أنّه يكون نافعًا أحيانًا، أمّا بالنسبة لاستشاري الكذب الأسود والمتخصّص في فنّه وأساليبه والحائز على الزّمالة (الكذبيّة في أصول ابتكار الأكاذيب) والبورد العالي في (الكذب على أصوله) فهذا كذّابٌ أشر مع سبق الإصرار والترصّد.

أمّا الجامعة الشهيرة التي يتخرّج منها هؤلاء فاسمها جامعة (الكذب وفنونه) وفيها عدّة أقسام منها قسم (الشّائعات) وهذا القسم يمتاز بكذّابين مهرة على مستوى عالٍ من الجودة ولا تقبل هذه الكليّة وأقصد كليّة (صنع الشّائعات) إلاّ من يجيدون صنع الكذبة من بدايتها حتى تكبر وتكبر وتجوب الآفاق فتصبح شائعة، وقبل دخولهم إليها تجرى لهم عد اختبارات ومقابلة شخصية لمعرفة مدى قدرتهم على ذلك.

أمّا قسم (اكذب في المجالس وأنت جالس) فهذا القسم له شروط، وأهم شرطٍ من شروطه أن يكون من أرباب السوابق في الكذب ومن مرتادي الجلسات العامة والتي يكذب فيها براحته دون تعبٍ أو عناء ومن المشهود لهم في التفنّن بأساليب الكذب لجميع فئات البشر وله صيت وشهرة بين المجالس.

ولكن أتدرون أنّ الدخول في هذه الجامعة صعبٌ للغاية فهو يحتاج إلى تزكية من شيخ مشايخ الكذّابين وشهودٌ عدول لهم باعٌ طويلٌ في فن الكذب وتصنيعه ولا بد أن يجتاز طالب هذه الجامعة الكشف الطبّي لمعرفة مدى قابلية جسمه للكذب من عدمه، وقانا الله وإياكم شرّ الكذب وأهله.