من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : بندر عبدالله الحازمي.
إجمالي القراءات : ﴿7904﴾.
عدد المشــاركات : ﴿16﴾.

معايير اليونيسكو بشأن كفاءة المعلمين في التكنولوجيا.
توطئة :
بات العيش، والتعلم، والنجاح في العمل داخل مجتمعاتنا القائمة على المعرفة، والغنية بالمعلومات، والمتزايدة تعقيداً، يقتضي من الطلاب والمعلمين استخدام التكنولوجيا بفعالية، فمن خلال التكنولوجيا، يتمكَّن الطلاب في بيئة تعليمية متينة من :
1ـ استخدام تكنولوجيا المعلومات بكفاءة.
2ـ البحث عن المعلومات، وتحليلها، وتقييمها.
3ـ حلّ المسائل واتخاذ القرارات.
4ـ استخدام أدوات الإنتاجية على نحو مبدع وفعال.
5ـ الاتصال، والتعاون، والنشر، والإنتاج.
6ـ التحول إلى مواطنين ذوي حسّ بالمسؤولية، يسهمون في مجتمعاتهم، ويُلمون بما يدور في العالم.

يكتسب الطلاب قدرات تكنولوجية هامة من خلال استخدام التكنولوجيا بانتظام وفعالية ضمن النظام المدرسي. ويمثل المعلم الشخص الرئيس القادر على مساعدتهم على تطوير هذه القدرات والمهارات في قاعة الدرس. فعلى المعلم تقع مسؤولية إقامة بيئة تعليمية في قاعة الدرس، وإتاحة فرص التعلم التي تسهِّل استخدام الطلاب للتكنولوجيا لأغراض التعلم، والاتصال، وتطوير منتجات المعرفة. من هذا المنطلق، يصبح إعداد جميع المعلمين في قاعات الدرس أمراً حاسماً بغية إتاحة تلك الفرص لطلابهم. إذ يجب أن توفر برامج تطوير القدرات المهنية للمعلمين في قاعة الدرس، وبرامج إعداد الأفواج المقبلة من المعلمين، خبرات تكنولوجية متطورة على مختلف مستويات البرامج التدريبية. كما أن المعايير والموارد التي يتضمنها "مشروع معايير اليونيسكو بشأن كفاءة المعلمين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال" تشمل مبادئ توجيهية لجميع المعلمين، ولا سيما تخطيط برامج تعليم المعلمين ودورات التدريب المعدَّة خصيصاً لإعدادهم على الاضطلاع بدور جوهري، ألا وهو إنتاج طلاب ذوي مؤهلات وكفاءات تكنولوجية.

فاليوم يجب أن يكون المعلمون في قاعات الدرس مُعدين تماماً لتيسير فرص التعلم القائمة على التكنولوجيا لطلابهم، ولقد بات التدريب على استخدام التكنولوجيا، والإلمام الكامل بمدى دعم هذه التكنولوجيا لعملية تعلم الطالب، جزءاً لا يتجزأ من المهارات الواردة في الدليل المهني لكل معلم.
ويجب أن يكون المعلم مُعداً كذلك لإكساب الطلاب مجمل المزايا التي تتيحها التكنولوجيا. كما ينبغي أن تحظى المدارس وقاعات الدرس، سواء كانت فعلية أو افتراضية، بمعلمين ذوي موارد ومهارات تكنولوجية معينة، وقادرين على تعليم المحتوى الدراسي بفعالية لطلابهم، ودمج المفاهيم والمهارات التكنولوجية ضمن النهج الدراسي .. من نماذج المحاكاة الحاسوبية القائمة على أسلوب تفاعلي، إلى الموارد التعليمية الرقمية والمفتوحة، وصولاً إلى الأدوات المتطورة لجمع البيانات وتحليلها، تلك أمثلة قليلة عن الموارد المتاحة أمام المعلمين لتوفير فرص الإدراك النظري، وهي فرص لم يكن ليتصورها أحد من قبل.
وتجدر الملاحظة هنا بأن الممارسات التعليمية التقليدية ما عادت توفر "معلمين للمستقبل"، أي معلمين يتمتعون بجميع المهارات الضرورية لتعليم الطلاب على الصمود اقتصادياً في أمكنة العمل في هذا الزمن.

ومن خلال مشروع المعايير بشأن كفاءة المعلمين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، تستجيب اليونيسكو لـ : (أ) التفويض الذي كلِّفت به كوكالة رائدة لتنفيذ خطَّي العمل ج4، بشأن "بناء القدرات" (بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي)، وج7، بشأن "التعلم الإلكتروني" كما نصَّت عليه خطة عمل مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات1 في تونس (2005)، وب) هدفها الشامل المتمثل في إقامة مجتمعات معرفة جامعة من خلال الاتصال والمعلومات.
كما يوفر مشروع المعايير بشأن كفاءة المعلمين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال إطاراً متكاملاً من خلال (أ) عرض "إطار السياسات" الرئيسة (الوثيقة 1 من 3) ؛ (ب) دراسة مكونات الإصلاح التعليمي وتطوير شبكة من المهارات للمعلمين تتلاءم مع نهوج السياسات ومكونات الإصلاح التعليمي2 على اختلافها (الوثيقة 2 من 3) ؛ (ج) عرض تفصيلي للمهارات المحددة التي ينبغي على المعلمين اكتسابها ضمن كل مجموعة من المهارات / الوحدات 3 (الوثيقة 3 من 3).
أما المرحلة الثانية من مشروع المعايير بشأن كفاءة المعلمين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، فتشمل إنشاء آلية لليونيسكو لإقرار برامج التدريب حرصاً على الامتثال الجيد لمعايير اليونيسكو. وسوف تُنشر مجمل المبادئ التوجيهية بشأن تقديم الطلبات وعملية تقييمها وإقرارها على الموقع الشبكي لليونيسكو المصمم خصيصاً لهذا المشروع.
وبالإضافة إلى ذلك، ستضع اليونيسكو جداول بيانية بالمعايير وبرامج التدريب القائمة حالياً في مجال إعداد المعلمين لكي تضاف إلى مجموعات المهارات ضمن شبكة المعايير بشأن كفاءة المعلمين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، في محاولة لتبسيط وترشيد الجهود في هذا النطاق العام. ونأمل أن يسهم هذا العمل في تطوير برامج تدريبية ملائمة لتكوين مهارات المعلمين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وأن تحظى هذه البرامج باعتراف دُوَليّ.

أخيراً، لا بد من الإشارة إلى أن تطوير المعايير بشأن كفاءة المعلمين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال يوفر مثالاً حقيقياً على قوة الشراكات الاستراتيجية الإنمائية بين القطاعين العام والخاص.
ومن دواعي سرورنا، بالفعل، أن نتوجه بالشكر إلى شركائنا العديدين في المجال الأكاديمي والقطاع الخاص لتكنولوجيا المعلومات، على حدّ سواء، لدعمهم الاستثنائي لنا. ونودّ أن نعرب عن الامتنان، بوجه خاص، لشركات مايكروسوفت، وإنتل، وسيسكو، والجمعية الدولية للتكنولوجيا في مجال التعليم، ومعهد فيرجينيا للعلم والتكنولوجيا وجامعة ولاية فيرجينيا. فجميع هذه الإسهامات موضع تقديرنا العميق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ نظِّم مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات على مرحلتين. قد عُقدت المرحلة الأولى في جنيف، من 10 إلى 12 كانون الأول/ديسمبر 2003، والمرحلة الثانية في تونس، من 16 إلى 18 تشرين الثاني / نوفمبر 2005.
2 ـ يشار إلى هذه الشبكة بتسمية "وحدات معايير الكفاءة".
3 ـ يرد هذا الوصف في وثيقة "تنفيذ المبادئ التوجيهية". وتجدر الملاحظة بأن هذه الوثيقة تعرض مجموعة من المبادئ التوجيهية التي تتطور بدينامية، وسوف يجري تحديثها باستمرار ونشرها بما يعكس تأثير التطور التكنولوجي على عمليتي التعليم والتعلم.