×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
  • ×
×
  • ◄ الوثيقة.
  • ◄ الأقسام.
  • ◄ المثبتة.
  • ◄ الأعضاء.
  • ◄ الأكثر قراءة «1».
  • ◄ الأكثر قراءة «2».
  • ◄ القرآن.
  • ◄ استقبال المشاركات.
  • الأعضاء
  • ﴿المقالات﴾
    • الثقافة الإعلامية : الثقافة العامة.
    • سمية مسرور أول إعلامية مغربية تطرح بكل جرأة قضايا الاحتضان والكفالة في العالم العربي في حوار خاص.
    • عذاب قوم هود : تنوع التعبير ووحدة المعنى - تأملات.
    • علي بن أبي طالب : الخليفة الرابع.
    • الثقافة التسلسلية : الثقافة العامة.
    • إدارة الأزمات : الأزمة التعليمية - أنموذجاً.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الجنائية.
    • المملكة العربية السعودية : التاريخ.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الإدارية.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الطلابية.

    الرئيسية.

    ■ 19- قسم : الثقافة التوثيقية.

    د. عبدالخالق سيد أحمد أبو الخير
    د. عبدالخالق سيد أحمد أبو الخير.
    إجمالي المشاركات : ﴿35﴾.
    1435/09/01 (06:01 صباحاً).

    من خبراتي : أخلاقيات النقد وآدابه لدى المربي.

    ■ يسهم النقد التربوي بشكل مباشر فيدفع عجلة التنمية والنهضة الثقافية والبناء الحضاري في المجتمعات. ذلك أنه تصحيح وتقويم، ومراجعات وتطوير، وتعزيز للإيجابيات وتقليل من السلبيات.
    ● وصدق من قال:
    عداتي لهم فضل علي ومنة • • • فلا أبعد الرحمن عني الأعاديا
    همو بحثوا عن زلتي فاجتنبتها • • • وهم نافسوني فارتقيت المعاليا

    ● بيد أن هذه المقاصد والمكاسب لا تتحقق غالباً، ولا يؤتي النقد ثمرته وأُكله ما لم تتوافر فيه أخلاقيات النقد وآدابه، والتي من أبرزها:
    1. الصدق والأمانة : وهي من أبرز وأهمّ الصفات التي ينبغي للمربي أن يتحلى بها. قال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}.
    ولن يكون لكلام الناقد ورأيه أي اعتبار وقيمة ما لم يعرف بصدقه وأمانته. سواءً في نقله وتوثيقه أونسبة الأقوال ورواية الآثار، أوسرد القصص والأخبار، أو تقييم المواقف والأحداث، أو غير ذلك، ولم يستطع كفار مكة أن يصرفوا الناس عن دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه اشتهر في قومه بأنه الصادق الأمين.

    2. العلم والمعرفة : فلابد للناقد أن يكون متمكناً من الناحية العلمية، وخاصة في الموضوع الذي ينقده، وما يرتبط به من فنون ومعارف، محيطاً بالدراسات المتعلقة بموضوع النقد. وعنده إطلاعٌ واسعٌ ورؤيةٌ عميقة للموضوع من كل جوانبه. لأن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره.
    والنقد العلمي الرصين هو الذي يعتمد على معايير دقيقة وأسس موضوعية، ملتزماً بأصول النقد وقواعده الصحيحة، متحلياً بأخلاقياته وآدابه.

    3. العدالة والإنصاف : النقد تقويم وتصحيح، ووزن بالقسطاس المستقيم، والمولى جل وعلا يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
    وحين نتأمل كتاب الله تعالى نلحظ التأكيد على التربية على مبدأ العدل في الحكم على الأمور والناس والأفعال وغير ذلك، حتى مع الأعداء والخصوم.
    إنه لحري بالمسلم وبالمربي خاصة وطالب العلم أن يقتدي بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في إنصافها ممن تورطوا في شأنها في حادثة الإفك، على الرغم من أن الهفوة كانت بحقها. ويقتدي بتلميذها سعيد بن المسيب في فهمه لطريقتها فأوجزها وصاغها بنداً في قانون الجرح والتعديل الإسلامي فقال: (ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه فمن كان فضلـه أكثـر مـن نقصه وهب نقصه لفضله). وهذا هو ما أدركه حتى علماء الإسلام المعاصرين فلا تجد منهم ما يعيب ويجرح بل غاية ما يصدر حوار هادئ أو نقد للرأي نفسه مع إعطاء ذي الفضـل فضله ، ومن عدل القرآن وإنصافه ما ذكره في شأن الخمر والميسر؛ حين قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا }، وكذلك حين ذكر اليهود في معرض الذم، لم يجعل ذلك مانعاً من ذكر ما لدى بعضهم من محاسن، فقال {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً}.

    4. التجرّد من الأهواء وحظوظ النفس : فلا يكون الناقد في نقده متبعاً لهواه، خاضعاً لشهواته، قاصداً بنقده التشفي من الغير والانتقام من الخصوم، والحطّ من قدر الآخرين، إنما غاية مرامه، وأعظم مقصده في إبراز الحق وإظهار الصواب، وكشف الزور وتصحيح الأخطاء، يحدوه ما كان يحدو الإمام الشافعي رحمه الله الذي يقول: "ما ناظرت أحداً إلا تمنيت أن يظهر الله الحق على لسانه" وقال أيضاً: "وددت أن الخلق يعلمون هذا العلم ولا ينسب منه شيءٌ إليّ".

    5. النصيحة والنقد سرّاً ما لم تدع الحاجة : وقد جاء في الأثر: (من وعظ أخاه سرّاً فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه). إن النقد أمرٌ شاقٌ على نفس المنقود، مبغوضٌ إليه في كل حال، ويزداد نفورٌ الإنسان عنه ورفضه له حين يسبب له الحرج والانتقاص من الآخرين.
    ولذا قال الشافعي مؤدباً وموصياً:
    تعمدني بنصحك في انفرادٍ • • • وجنّبني النصيحة في الجماعة
    فإن النصح بين الناس نوعٌ • • • من الذلّ لا أرضى استماعه
    والنقد في حضور الآخرين من غير ما حاجةٍ ولا ضرورة يورث عند المرء كبراً وإصراراً وتشبثاً بموقفه وعناداً.

    6. البدء بالمحاسن قبل المساوئ، وذكر الإيجابيات قبل السلبيات : فإذا استهلّ الناقد نقده بالثناء والمديح الصادق المنضبط، وأشعر من ينقده بعدله وإنصافه، ومحبته وإخلاصه؛ لانت نفس المنقود وتهيأت لقبول ما بعد ذلك من ملحوظات وانتقادات، ويكون لنقد المربي عظيم الأثر والمنفعة إذا قال للمتربي: لقد أعجبتني كثيراً، وسررت بما أراه منك من حرصٍ ومثابرة، وحبذا لو أضفت على ذلك كذا وكذا.

    7. نقد الخطأ والسلوك لا نقد الذات والأشخاص : لأن ذلك يبيّن للمخطئ خطأه ويظهر سلامة صدر الناقد، حيث أنه صحّح له وقوّم، ولم يتخذ ذلك ذريعةً للانتقاص والبغي والظلم، والمبالغة في التجريح والحط من الأقدار، وكم يخطئ المربي خطأً فادحاً حين يكيل للمتربي من أوصاف الذم والتجهيل والحكم عليه بالغباء والفشل والجهل لخطأ ارتكبه أو قصور حصل منه، ولذلك نلحظ التركيز الأكبر والأعظم في نقد القرآن الكريم على سلوكيات الأقوام والأشخاص وإبراز أخطائهم، ولا يهتم لذكر صفاتهم أو أحوالهم الشخصية والذاتية.

    8. عدم مخالفة أقوال الناقد أفعاله : فالقدوة والامتثال أعظم أثراً في الآخرين من مجلدات النصح والتوجيه. ولا قيمة لنقد المرء وتقويمه إذا كان مخلاً بما يدعو إليه مرتكباً لما ينهى عنه. قال تعالى: {كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } (الصف 3).
    فمن انتقد قصوراً لزمه امتثاله، ومن عاب خطأً وجب عليه اعتزاله.
    يا أيها الرجل المعلم غيره • • • هلا لنفسك كان ذا التعليم
    تصف الدواء لذي السقام وذي • • • الضنا كيما يصح به وأنت سقيم
    لا تنه عن خلق وتأتي مثله • • • عار عليك إذا فعلت عظيم

    9. التلميح والتعريض، لا التصريح والمواجهة : ينبغي للناقد أن يحرص على إيصال رسالته وتبليغ نصحه بأقلّ السلبيات وأحسن الأساليب والعبارات. فإذا كان التلميح يؤدي الغرض لم يعدل عنه إلى غيره، وإذا كانت النصيحة سراً تحقق الغاية والمنشود لم يجز له التشهير والجهر. فقد كان رسول الهدى صلى الله عليه وسلم يرى الخطأ في بعض الناس فيقوم على المنبر يقول: (ما بال أقوام يصنعون كذا وكذا). فتصل الرسالة إلى أهلها، ويبلغ النقد المقصود من غير ما إحراجٍ ولا مجاملة.

    10. اختيار الوقت المناسب والزمان المناسب : النقد رسالةٌ ثقيلةٌ على النفس، ويزداد ثقلها وسوءتها حين تصل إلى المرء في حالٍ غير سويّة. فمتى ما تحين الناقد الظرف والحال المناسب؛ وقع النقد على القلب كالبلسم الشافي، والماء الزلال البارد.

    11. الدقّة في اختيار الألفاظ والعبارات المناسبة : وهل أكفر من فرعون وأجهل، وأشدّ استكباراً وجحوداً وعناداً!! ومع ذلك يحثّ المولى جل جلاله كليمه موسى عليه السلام إلى أن يخاطبه بعبارةٍ رقيقةٍ لطيفةٍ، قائلاً: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ۝ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى} (النازعات 17، 18). ويأمره وأخاه هارون أن يتلطفا مع فرعون الطاغية {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}.

    12. التثبّت والتبيّن : فيلزم الناقد أن يتثبت ويتبين لما ينقده، من قائله؟ وما مراده؟ وما مصدره؟ وما هي دوافعه وأسبابه؟ وهلمّ جرّا، وكم أدى التسرع والعجلة إلى نتائج لا وخيمة لها في استعداء الآخرين، أو جحود الجهود والاجتهادات، أو رفض الحق وغمطه، أو تفريق الكلمة وتمزيق الصف، أوغير ذلك من العداوات والخصومات، وتأخير عجلة التقدم والنهضة بمختلف فروعها ومجالاتها؛ لأن الناس انشغلت بتتبع العيوب والعثرات، بل تسرعت في الحكم على الآخرين من غير ما بينةٍ ولا برهان، وصدق الله تعالى إذ يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }.
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    ■ انطلاق منتدى منهل الثقافة التربوية: يوم الأربعاء المصادف غرة شهر محرم 1429هـ، الموافق التاسع من يناير 2008م.
    ■ المواد المنشورة في مَنْهَل تعبر عن رأي كاتبها. ويحق للقارئ الاستفادة من محتوياته في الاستخدام الشخصي مع ذكر المصدر. مُعظَم المقالات أعيد ترتيب نشرها ليتوافق مع الفهرسة الزمنية للقسم.
    Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
    Copyright© Dimensions Of Information.