أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عادل الشرار.
إجمالي القراءات : ﴿6025﴾.
عدد المشــاركات : ﴿5﴾.

القائد والقدوة.
■ تظل القيم والمثل العليا حقائق مجردة لا تأثير لها ولا فائدة حتى تتحوّل إلى نموذج عملي في حياة البشر؛ فتؤثر في تصرفاتهم وسلوكياتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
تعريف القائد : هو الشّخصُ الذّي يستخدم نفوذهُ وسلطتَهُ وقوتَهُ ومهاراتهُ ليؤثِّر على سلوك وأداء وتوجّهات الأفراد من حوله لإنجاز الأهداف والغايات المُحدَّدة.
تعريف القدوة في اللغة : هي من الاقتداء بمعنى الاقتفاء والتأسي، يقولون اقتدى فلان بفلان أي اقتفى أثره، وتأسى بسلوكياته.
اصطلاحًا : هي اقتفاء أثر الصالحين وأصحاب السلوكيات القويمة بهدف تقويم وتعديل السلوك، فصاحب السلوك المعوج أو غير المستقيم لا يمكن أن يقوم أو يعتدل ما لم يتأثر بسلوكيات شخص تقويم السلوك يقتفي أثره ويتتبعه ويقلده حتى يصير سويًا مثله.

■ لماذا القدوة ؟
لا يخلو كتاب في التربية من إيراد القدوة كإحدى الوسائل المهمة لفعاليتها ؛
ففي دراسةٍ أُجريت على 446 شابًّا و94 فتاةً تبيَّن أن 75% يرون أن وجود القدوة مهمٌّ جدًّا، وهي من أكثر الوسائل تأثيرًا، وهذا لا شك يعود إلى رؤية الناس للنموذج الواقعي الذي يشاهدونه، وبدون هذا التطبيق الواقعي تكون التوجيهات كتابةً على الماء لا أثر لها في قلوب المتلقين وعقولهم كما أن الدراسات تشير إلى أنه خلال أي اتصال بين الناس فإن:
◂ 55% من الاتصال يكون بلغة الجسم.
◂ 38% من الاتصال يكون بلحن الخطاب.
◂ 7% من الاتصال يكون بالكلمات المستخدمة.

لذا فإن من المهم جدا لكل قائد أن يكون قدوة حسنة ولا بد من القائد أن يتعلم منه الآخرين ويحمل مواصفات القيادة وأن يكون قدوة في خلقه وفي أسلوب عمله وفي فكره ومبادئه وفي طريقة تعامله مع الناس، الصغير والكبير. ونجاحه يحفز الشباب على الافتداء به والسير على خطاه، لكي يسعى بأفراده، ومرؤوسيه نحو الهدف، وإلا كانت أقواله في طريق، وأفعاله في طريق آخر.
يجب أيضا أن يحذر القائد من أن تكون أقواله مخالفة لأفعاله لذلك حذر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز فقال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)] (سورة الصف).
وكذلك أمر الله سبحانه تعالى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بمن سبقه من الأنبياء والمرسلين؛ فقال تعالى: [أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ (90)] (سورة الأنعام).

■ كيف تكون قدوة صالحة ؟
● يجب على القدوة أن يتحلى بالأخلاق والقيم الحميدة والصدق، لأنه هو باب القوة والشجاعة والرأي الحسن، أمام الكذب الذي هو باب للنفاق والجبن.
● يلتزم القدوة بدوره ويستثمر وقته وجهده في تحقيق أهدافه، ولا يستسلم بسهولة، وعند مواجهة العقبات والمشاكل يعمل بجد وجهد.
● يجب على القدوة أن يدعم من حوله ويقدم المساعدة للآخرين، وأن يكون داعما لهم في مواجهة كل المشاكل التي يقابلونها، وأن يشعر القدوة الناس بالثقة به، ويكون ذلك من خلال كونه قدوة قادرا على تحديد الاتجاه العام بكل وضوح، وتحقيق النتائج الرئيسية المرجوة.
● أن يكون ملهما للآخرين ومتفائلا وإيجابيا، مع الابتكار والإبداع في اكتشاف حلول للمشاكل والعقبات التي تواجهه.

وفي الختام فإن خير قدوةٍ على وجه الأرض رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ثم الأنبياء ثم الصحابة ثم التابعين ...
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربياً عظيماً وهادياً بأخلاقه وحكمته وسلوكه. قال تعالى: [لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)] (سورة الأحزاب).