من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالله صالح الشدوي.
إجمالي القراءات : ﴿5413﴾.
عدد المشــاركات : ﴿2﴾.

العمل في المدارس الأهلية بين الواقع والمأمول.
حينما لا يترشح الخريج للوظيفة التعليمية في التعليم الحكومي يبدأ رحلة البحث عن الوظيفة المؤقتة انتظارا لدوره في الترشيح. وقد يكون التعاقد مع المدارس الأهلية هو أقرب الحلول لمن أراد انتظار التعيين فهو بذلك يضرب عصفورين بحجر.
♦ أولاٌ : هو يبحث عن شهادة الخبرة التي تمكنه من الحصول على الأولوية في الترشيح كونها عنصرا مهما في المفاضلة على التعيين.
♦ ثانياٌ : وهو يبحث أيضاً عن الخبرة المعرفية والعملية التي تساعده في تحسين أداءه وتكسبه الثقة لمزاولة مهنة التعليم في المدارس الحكومية.

أنا هنا أحببت أن أركز على العنصر الثاني ألا وهي الخبرة المعرفية والعملية حيث تعتبر الأهم من وجهة نظري لما ستمثله من دور إيجابي في شخصية المعلم على المدى القصير والطويل.
فالكل يعلم حرص كثير من المدارس الأهلية على الظهور بالمظهر الحسن الذي يعزز مكانتها التعليمية ويتطلب ذلك بذل مجهود وأداء أكثر اتقانا بصورة تميزها عن غيرها من المدارس الأخرى سواء كانت أهلية أم حكومية.
والكل يعلم حرص القائمين على تلك المدارس على أهمية الانضباطية في العمل والتقيد بأداء وظيفي منتج مدعوم بالحماسة والإخلاص.
وبما أن المدارس الأهلية هي مشاريع تعليمية ربحية فمن الطبيعي أن يكون اهتمام القائمين عليها أولا وأخيرا الطالب وكيفية تنمية مهاراته العلمية والتربوية التنمية التي تضمن له الخروج بقدر وافر من التربية والتعليم بحيث لا يجد مثل ذلك في أي مكان آخر، وتضمن لولي أمره حسن اختياره لتلك المدرسة وبالتالي تضمن للمدرسة البقاء والاستمرار.
نخرج بذلك كله لنعرف أهمية الخبرة التي سيجنيها المعلم من خلال عمله بتلك المدارس, والواقع الذي يعيشه الشاب السعودي في المدارس الأهلية.
حقيقة لا أبالغ حينما اذكر بأن الشاب السعودي العامل في المدارس الأهلية مازال يعيش حالة من التوهان والتشتت سببها النظرة التي شابها الكثير من القصور نحو أهمية العمل بالمدارس الأهلية.
فالكثير ممن يذهب للعمل في المدارس الأهلية يضع في مخيلته بأنها محطة مؤقتة لا تتعدى كونها استراحة محارب حتى يأتي العمل الحقيقي في المدارس الحكومية، وذلك له دور كبير في كسر عزيمته وتقويض طموحه في تطوير أداءه واكتساب الخبرة تلو الأخرى.
وحتى نضع للشاب السعودي معلم المستقبل رؤية واضحة نحو عمل جيد يساعده على اكتساب الخبرة العملية نذكر ما قاله الدكتور مسعد محمد زياد عن كيفية اختيار المعلم الكفء والمؤهل علمياً وتربوياً حيث قال مقالته : المعلم هو أحد المرتكزات الثلاثة في العملية التعليمية والتربوية، التي يمثلها الطالب كمحور ثانٍ، والمنهج كمحور ثالث، وتتلاحم هذه المحاور الثلاثة لتشكل معا أطراف المثلث في العمل التعليمي، وفي هذه العجالة سنخص المعلم بالحديث لأنه الطرف المؤثر في مدخلات التعليم، والذي ينبغي على مالك المدرسة الأهلية أن يحسن اختياره، ليستطيع القيام بالأعباء المختلفة الملقاة على عاتقه.
لذا رصد التربويون مجموعة من الصفات والخصائص الشخصية ـ النفسية ـ الوظيفية التي يراعى في المعلم التمتع بها ليتمكن بوساطتها من أداء واجباته على أكمل وجه، لما فيه مصلحة طلابه وتحقيق رغباتهم وأهدافهم في الحياة العلمية والعملية، ومن أهم هذه الصفات :
1 ـ الالتزام الفطري بقوانين ومتطلبات مهنة التدريس.
2 ـ الرغبة الطبيعية في التدريس ، وحبه لهذا العمل وشعوره بأنه لا يؤدي عملاً يفترض أنه يؤديه.
3 ـ النظرة الموضوعية الواقعية للأمور ، والابتعاد عن التعصب لرأيه الخاص.
4 ـ التميز بالعطف الإنساني والتفهم لظروف طلابه الاجتماعية والنفسية.
5 ـ أن يكون على قدر مناسب من الذكاء، ويمتلك معالجة لديها القدرة على التفسير السليم للأحداث.
6ـ أن يتمتع بالمعرفة الكافية سواء في المعارف العامة، أو المعارف الخاصة بموضوع تدريسه، أو بمعرفة ذاته، وأن يكون مثقفاً واسع الأفق.
7- البحث عن الحقيقة والدفاع عن الحق.
8- الاستعداد الكافي لمسايرة نفسه والتقدم.
9 ـ أن يكون متفتحاً على الجديد من العلم ومكتشفاته لا منغلقاً على نفسه.
10 ـ المهارة في العلاقات الاجتماعية.
11 ـ أن يمثل التدريس على التخيل، ورؤية الواقع في صورته المحسنة والمرجوة.
12 ـ القدرة على استخدام أكثر من طريقة أو أسلوب في التدريس.
13 ـ أن يكون قادراً على تناول الموضوعات التي يدرسها بأسلوب جذاب يحبب الطلاب فيها ولا ينفرهم منها.
14 ـ أن يكون قدوة حسنة في سلوكه ومظهره وملابسه ورائحته لأنه أنموذج لطلابه يقتدي به.
15 ـ أن يكون شخصاً متحملاً للمسؤولية.
16 ـ القدرة على التصرف السليم والحاسم طبقاً لما يقتضيه كل موقف.
ولكي يكون المعلم في المدارس الأهلية فاعلاً ومنتجاً إلى جانب توافر الصفات التي أشرنا إليها آنفاً أن يتمتع بالراحة النفسية والاستقرار الذاتي وإلا سيؤثر ذلك على عطائه سلباً، ومن الضروريات التي تحفز المعلم على بذل المزيد من الجهد، والشعور بالحب بل بالعشق لهذه المهنة التي تعد من أشرف المهن وأسماها : أن يؤمن له مالك المدرسة الحد الأوسط على الأقل من متطلبات العيش الكريم الذي يرغّبه في أداء عمله بدافع ذاتي وعدم الإحساس بالغبن، انتهى كلام الدكتور.

من هنا نستطيع أن نتأكد أن المعلم في المدارس الأهلية قد حاز على الخبرتين التي ذكرناها آنفا. وهو بالتالي قد اثبت انه عنصر مهم لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتباره عنصرا مفروضا على المدارس الأهلية تحت قرار السعودة في المؤسسات الخاصة.