من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

متلاعبون ﴿2788﴾.
ظلم الأحبة ﴿5416﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿2236﴾.
عدد المشــاركات : ﴿722﴾.

قال الزمخشري : "ظن؛ ظننت به الخير فكان عند ظني. قال النابغة :
وهم سـاروا لحُجْـرٍ في خميسٍ • • • وكانوا يوم ذلك عند ظني
وهو مَظِـنَّة للخير؛ وهو من مَظانّه؛ وأنا كظنك إن فعلت كذا. وقال امرؤ القيس :
أبلغ سُبيعـاً إن عرضت رسالـة • • • أني كظنّـك إن عشـوت أمامي
وليس الأمر بالتظني ولا بالتمني؛ ورجل ظنين : متهم؛ وفيه ظِـنّة؛ وعنده ظِنّـتي؛ وهو ظِنّـتي: أي موضع تهمتي؛ وبئر ظنون: لا يوثق بمائها؛ ورجل ظنون: لا يوثق بخيره؛ ودَين ظنون: لا يوثق بقضائه"(1).
الظن : "هو الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض، وقيل الظن : أحد طرفي الشك بصفة الرجحان"(2). "والظن اسم لما يحصل عن أمارة"(3). والاعتقاد هنا المقصود به التصديق فحسب أي معناه اللغوي.
قال الفيروز أبادي : "الظن: التردد الراجح بين طرفي الاعتقاد الغير الجازم؛ [والصواب غير الجازم] جمع: ظنون وأظانين، وقد يوضع موضع العلم. والظِّـنَّةُ، بالكسر: التهمة؛ والظَّنين: المتَّهم، وأَظَـنَّهُ: اتّهمه، وقول ابن سيرين : لم يكن علي يُظَّـنُّ في قتل عثمانَ، يُفْتَعَلُ: من تظَنَّـنَ، فأدغم، والتَّظَـنِّي: إعمال الظن؛ وأصله التَّـظَنُّنُ ومَظِنَّـةُ الشيء: بكسر الظاء: موضع يُظنُّ فيه وجوده؛ وأظْـنَـنْـتُـهُ: عرّضته للتهمة"(4).
وقال ابن عطية : "والظن ميل النفس إلى أحد معتقدين متخالفين دون أن يكون ميلها بحجة ولا برهان"(5).

■ وقد اختلف علماء اللغة والأصول في الظن وعلاقته بالشك وباليقيـن، وإليك بعض التفصيل :
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسير قوله تعالى "حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ" (110 ــ يوسف) يقول رحمه الله: "والظن لا يراد به في الكتاب والسنة الاعتقاد الراجح كما في اصطلاح طائفة من أهل الكلام في العلم، ويسمون الاعتقاد المرجوح وهمًا، بل "قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَأْثُرُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ" رواه البخاري(6). وقد قال تعالى "وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا" (28 ــ النجم)، فالاعتقاد المرجوح هو ظن وهو وهم"(7).
ويقول الإمام ابن قيم الجوزية في الصواعق المرسلة "الوجه السابع والأربعون : إن القائل بأن الأدلة اللفظية لا تفيد اليقين، إما أن يقول: إنها تفيد ظناً أولا تفيد علمًا ولا ظنًا، فإن قال: لا تفيد علمًا ولا ظنًا فهو مع مكابرته للعقل والسمع والفطرة الإنسانية، من أعظم الناس كفرًا وإلحادًا وإن قال بل تفيد ظنًا غالبًا وإن لم تفد يقينًا قيل له: فالله تعالى قد ذم الظن المجرد وأهله، فقال تعالى: "إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا" (28 ــ النجم)؛ فأخبر أن الظن لا يوافق الحق ولا يطابقه، وقال تعالى "إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى" (23 ــ النجم)؛ وقال أهل النار "إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ" (32 ــ الجاثية)؛ فلو كان ما أخبر الله به عن أسمائه وصفاته واليوم الآخر وأحوال الأمم.
[B]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أساس البلاغة ــ معجم في اللغة والبلاغة ــ للإمام جار الله أبي القاسم الزمخشري ــ ص 286.
(2) الاستدلال بالظني في العقيدة ــ فتحي سليم ــ ص 20.
(3) مفردات ألفاظ القران ــ الراغب الأصفهاني ــ ص 539.
(4) القاموس المحيط ــ الفيروز أبادي ــ ص 1566.
(5) تفسير ابن عطية ــ 14/105.
(6) (البخاري / كتاب الوصايا ــ مسلم / كتاب البر ــ الترمذي ــ كتاب البر ــ مسند أحمد /3/345).
(7) دقائق التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية ــ تحقيق د. محمد السيد الجليد 3/302.