من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. عبدالله سافر الغامدي.
إجمالي القراءات : ﴿4188﴾.
عدد المشــاركات : ﴿33﴾.

تعد القضية الفلسطينية من أهم القضايا التي شغلت الأمة الإسلامية لعقود عديدة، والتي بدأ ظهورها عام 1897م، وذلك مع المؤتمر الصهيوني الأول؛ الذي غرس اليهود في أرضنا الفلسطينية، لتبدأ هجرتهم إليها؛ عندما ضعفت الدولة العثمانية، وعندما وجدوا السند والمدد من قوى الشر والظلم، والذين لا يزالون يدعمونهم ويحمونهم حتى هذه اللحظة.

ولقد عانى الفلسطينيون منذ تواجد اليهود في بلادهم، ووجدوا منهم أشد أنواع البطش، والتنكيل، والقتل والتدمير، فصارعوا لوحدهم، وناضلوا دفاعاً عن حقوقهم، وقامت لهم انتفاضة في عام 1987م، سميت انتفاضة الحجارة، ولكن في عام 1993م وقعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقية سلام مع دولة الاحتلال، واعترفت بدولة إسرائيل على أراضي 1948م، فهي بهذا الاعتراف تكون قد تخلت عن تحرير 78% من الأرض الفلسطينية، وفي مقابل ذلك يكون للفلسطينيين في قطاعي غزة والضفة الغربية ؛ حكم ذاتي وليس دولة مستقلة.

وفي عام 2007م فازت حركة حماس بالانتخابات، إلا أن كوادر السلطة الفلسطينية لم تتعاون مع السلطة الجديدة، وبدأ العملاء والخونة بالانقلاب على حماس؛ التي تولت إدارة قطاع غزة، ليقوم الكيان الصهيوني بمحاصرتها، وإغلاقٌ معابرها, وطرد شبابها، وهدم بعض المنازل فيها، وتضييق الخناق والمعيشة على أهلها.

وفي عام 2011م وقعت ثورات في بعض الدول العربية ؛ ونتج عنها الإهمال والتهاون من العالم العربي لهذه القضية، لأن كل دولة انكمشت على نفسها؛ تضمد جراحها، وتعالج أحوالها وهمومها المضافة لشعبها، ونسوا بذلك أهلنا في فلسطين؛ حتى من عبارات التنديد والإدانة، والشجب والاستنكار، التي كانوا يرددونها، بالرغم من تكرار العدوان، واستمرار الطغيان.

■ ومن أجل هذه القضية :
فلابد من العودة الصادقة إلى الله تعالى والرجوع إليه ، فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، لابد من التفاؤل والبعد عن اليأس والتشاؤم، ولقد كان - صلى الله عليه وسلم - في أحلك الظروف وأشدّ الأيام معاناة أكثر الناس تفاؤلاً وحسن ظن بالله والمسلم الصادق يدرك أن الانتصار الأخير سيكون لهذه الأمة، (كما في حديث شجرة الغردق المشهور).
وكذلك حماية الأمة من عوامل الهزيمة النفسية، وحالة الذِلَّ والضعف والهوان؛ إلى عوامل العزة والقوة والتمكين، والذي لن يكون ذلك، ولن يتم أبداً؛ ما لم نلجأ إلى خالقنا سبحانه وتعالى, فالدعاء من أقوى أسلحة المؤمنين في حربهم مع الكافرين, وهو الركن الرئيس من أركان النصر؛ فما تركه رسولُ الله أبدًا, والذي كان من دعائه (اللهم منزل الكتاب وهازم الأحزاب، اهزمهم، وانصرنا عليهم)، ولا يأس منه قط مهما عَظُمَ الخطب, وتأزمت الأمور، وإن تأخَّرت الإجابة, فالمؤمن موقن أن البلاء لا يرفعه إلا الدعاء، وأن الكيد والمكر لا يُحبطه إلا الدعاء، وأن النصر لا يُنَال إلا بالدعاء.

ومما هو مؤكد أن القضية الفلسطينية سوف تبقى من أصعب القضايا التي واجهتها الأمة الإسلامية منذ قرون طويلة، وأنها سوف تكون المقياس الدقيق لإيمان الأمة ولقوتها واتحادها، وأنها هي المنصورة في الأخير؛ على الرغم من فواجعها ومواجعها، فالظلم مهما طال سوف يندحر، وأن نهاية المعاناة قريبة، وأن مع العسر يسرا (إن مع العسر يسرا).