أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. علي عبده أبو حميدي.
إجمالي القراءات : ﴿3551﴾.
عدد المشــاركات : ﴿36﴾.

التربية الإسلامية والتحديات المعاصرة «1».
■ قال بن كثير قوله : (وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا) أي : من سائر الحيوانات وأصناف المخلوقات، وقد استُدل بهذه الآية على أفضلية جنس البشر على جنس الملائكة، قال عبدالرزاق : أخبرنا مَعْمَر، عن زيد بن أسلم قال : قالت الملائكة : يا ربنا، إنك أعطيت بني آدم الدنيا، يأكلون منها ويتنعمون، ولم تعطنا ذلك فأعطناه في الآخرة، فقال الله : (وعزتي وجلالي لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له : كن فكان) (1).
ويظهر الفضل لأهل العلم ومكانتهم ببيان الفرق بين الذي يعلم والذي لا يعلم قال تعالى : (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الزمر : 9).

وبالعلم يتضح الفرق بين العالم والجاهل قال الله تعالى : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الرعد : 19) "فما ثم إلا عالم أو أعمى وقد وصف الله سبحانه وتعالى أهل الجهل بأنهم صم بكم عمي" (2).
وشرف صاحب العلم بالمكانة العظمى ورفع الدرجات قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (المجادلة : 11) وبذلك يرفع الله الذين أوتوا العلم من أهل الإيمان على المؤمنين الذين يؤتوا العلم بفضل علمهم درجات إذا عملوا بما أمروا به.
عن قتادة قوله : (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) أن للعلم لأهله فضلاً، وأن له على أهله حقاً ولعمري للحق عليك أيها العالم فضل والله معطي كل ذي فضل فضله، وكان مطرف بن عبدالله بن الشخير يقول : فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وخيركم دينكم الورع (3).
يظهر شرف العلم وأهله من خلال هذه الآيات، وتكون الدعوة إلى العلم هي الأساس حتى ترتقي الأمة وأفرادها "فإن الكمال أن يكون الشخص كاملاً في نفسه مكملاً لغيره وكماله بإصلاح قوتيه العلمية والعملية فصلاح القوة العلمية بالإيمان وصلاح القوة العلمية بعمل الصالحات وتكملة غيره بتعليمه إياه وصبره عليه وتوصيته بالصبر على العلم والعمل" (4).
لذا يكون العلم بإذن الله مكمل للإنسان، ولن يصلح الإنسان إلا بالعلم الذي ينير البصيرة، ويهدي إلى العمل الصالح المعين على تقوى الله سبحانه وتعالى، وبطريقة علمية واضحة المعالم قادرة على تحقيق الجانب العلمي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
■ التربية الإسلامية والتحديات المعاصرة ـ تأليف : الدكتور علي عبده أبو حميدي.
(1) إسماعيل بن عمر بن كثير، تفسير القرآن العظيم تحقيق : سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، 1420هـ - 1999 م، جـ 5، ص 97، ط 2.
(2) محمد أبو بكر ابن القيم، مفتاح السعادة ومنشور الولاية والعلم والإرادة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1419هـ ـ 1998م، ص 51.
(3) محمد بن جرير الطبري، جامع البيان عن تأويل أي القرآن، دار الفكري للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1421هـ ـ 2001م، جـ28، ص 8335.
(4) محمد أبو بكر ابن القيم، مفتاح السعادة، مرجع سابق، ص 59.