من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. خالد محمد الصحفي.
إجمالي القراءات : ﴿2743﴾.
عدد المشــاركات : ﴿104﴾.

علم المكان هو : العلم المعلق على مكان من الأمكنة. أو هو علم أسماء الأماكن.
قالت الزوجة في مكالمة مع احد الزملاء المستشارين : زوجي إذا حضر للبيت لا أسمع منه إلا كل قاس من العبارات والألفاظ، دائماً مقطب الحاجبين، أوامره زجرا، لا يتكلم إلا قليلاً، لا يضحك، الابتسامة غائبة عن شفتيه، ثقافته (لابد أن يكون لك هيبة في البيت).
أما في الاستراحة مع الشلة، فهو إنسان آخر، حمل وديع، حبيب وسمح، كلماته جميلة، راقي في تعامله وثقافته، محبوب من الجميع، هو يعيش بشخصيتين، شخصية بيتيه، وشخصية استراحة، ثم أجهشت بالبكاء، تعبت كثيراً، ترك علي مسؤولية البيت وتربية أولاده، معاناة يومية معهم، تبدأ من إيقاظهم لصلاة الفجر، مروراً بذهابهم للمدارس، وما يتخلله من مشهد يومي لا ينتهي، ولم يكلف خاطره أن يساهم ولو بجزء يسير بتخفيف هذه المعاناة.
هذه مشهد صرحت به إحدى الزوجات، وليس فيلماً درامياً يعرض على إحدى الشاشات، مشهد واقعي لما يحدث في بعض البيوت، وما خفي قد يكون اعظم، والحل ليس صعباً، بل أسهل مما يكون، وفي متناول الجميع، فقط إذا قام كل منا بدوره في البيت، وعرف كل من الزوجين مسؤوليته الحقوقية التي اقرها الشرع المطهر (ولهن مثل الذي عليهن) ما معنى هذا ؟ كثير من البيوت تهدمت، أو هي متصدعة، بسبب غياب هذا المفهوم، كثيرة هي المشكلات التي تنشأ بين الزوجين، وتحتاج إلى تدخل من الطبيب الاستشاري (فيركب الزوج رأسه، ويعاند ويكابر، ويقول أنا اعرف كل شيء) ثم تكبر المشكلة، ويبدأ مسلسل الهروب من البيت، واللجوء الاختياري للاستراحة، بحجة أن البيت لا يطاق، وهي حجة كبيت العنكبوت، هروباً من مواجهة المشكلة أو الاعتراف بها، ولو كلمه احد أقارب الزوجة أنكر وجود هذه المشكلات.

■ يا أحبابي :
من السهل حل أي مشكلة، بشرط الاعتراف بها ومعالجتها وهي في المهد، وسماع رأي محايد من طرف محايد، لماذا نخجل من ذلك، وسائل التواصل الآن تتيح لك أن تعرض مشكلتك دون أن تعرف شخصيتك، لا ندع المشكلات تتفاقم وتكبر بتركها، بإمكاننا أن نجعل بيوتنا جنة إذا رغبنا ذلك، بنفس الطريقة التي نشعل فيها النيران بكل سهولة.
تأمل هذا المشهد : وأنت تدخل إلى بيتك، يأتي ابنك الذي لم يتجاوز السنة والنصف، ثم يلقي بنفسه في حضنك، ويأخذ قلمك ويده ملطخة بحلوى الكاكاو، ثم يطبعها على ثوبك، أنت تصرخ منه، وهو فرح مسرور، ما هو شعورك، وما هو إحساسه ؟
◄ عبدالله العيادة ــ بتصرف يسير.