أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. المصطفى رحيب.
إجمالي القراءات : ﴿6928﴾.
عدد المشــاركات : ﴿5﴾.

منظومتنا التربوية بين التطوير ورهانات التجويد .. إلى أين ؟
■ لا يستطيع أحد أن يجادل بكون المنظومة التربوية هي مكونات متعددة، وذات أهمية خاصة تتفرد بها، ونستطيع التمييز بين عناصرها الأساسية، ومواصفاتها التي تطرد باطراد صيرورتها فنصل من خلالها إلى مستويات عديدة، تساهم في تطوير المتعلم، والتلميذ، وإكسابه خصائص التميز والإتقان والجودة، سواء من خلال استثمار الموارد البشرية والمعرفة كثروة وطنية وإستراتيجية، أو من خلال تعزيز القدرة على : البحث والتعلم والإبداع، وتحقيق التنمية المستدامة، والمنافسة إقليمياً وعالمياً.

■ رسالتنا :
تطوير وإدارة نظام تربوي يستثمر موارد بشرية، تتقن كفايات التعلم الأساسية، وذات اتجاهات مجتمعية إيجابية، تمكنها من التكيف بمرونة مع متطلبات الاقتصاد المعرفي والمنافسة فيه بفاعلية.

■ شعارنا :
تعلم نوعي وتعليم متميز للجميع.

■ منهجنا :
النظام التربوي المتمحور حول المتعلم.

■ قيمنا الجوهرية :
1- النوعية، الكفاءة والفاعلية، المواءمة، الابتكار والإبداع، توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التعلم المستمر، اللامركزية، التمويل والاستدامة، بناء شراكات فاعلة، التكامل والتنسيق، تفعيل البحث والتطوير التربوي.
2- كما نركز على إعداد مناهج مدرسية وجامعية متطورة تعلم النشء الجديد القيم المتصلة بالهوية المغربية، وتاريخها، ومرجعيتها الفكريـة، ونظامها الملكي، وتوظيفها عملياً في مجتمع متوافق.
3- تأهيل التربويين وتجديد كفاياتهم وتجويدها لأداء الدور التطويري المتوقع منهم.
4- إعداد برامج مدرسية وجامعية مرافقة للمنهاج، من أجل تعميق المفاهيم المرتبطة بالتنمية ونشرها بين طبقات المجتمع المغربي.
5- إيلاء البحوث التربوية والعلمية الاهتمام الكافي، وربطها باحتياجات القطاعات الوطنية المختلفة.
6- إيجاد آليات مناسبة لتحفيز ورعاية الإبداع والتميّز.
7- توجيه نشاطات الأندية الرياضية والثقافية لخدمة مفاهيم : المشاركة والاندماج والوحدة الترابية والوطنية والتنمية المستدامة التي تؤسس لها مكونات هويتنا.

● من الأهداف والكفايات الخاصة بمبحث التربية الاجتماعية والوطنية التربية على المواطنة، كإكساب المتعلم الكفايات الأساسية التالية التي تمكنه من أن :
1- يمارس النقد الذاتي، ويشارك في اتخاذ القرار.
2- يتحلى بالخلق الرفيع ويستعمل العقل في الحوار ويحترم آراء الآخرين.
3- يتمثل القيم العلمية مثل : الأمانة، الموضوعية، وحب الاستطلاع والمثابرة.
4- يؤدي واجباته، ويتمسك بحقوقه، ويؤمن بمبادئ العدالة الاجتماعية.
5- يتمسك بالحرية ويتحمل المسؤولية ويمارس الأساليب الديموقراطية في سلوكه الاجتماعي سواء داخل فضاءات الحياة المدرسية، أو الحياة الاجتماعية.
6- يعمل بروح الفريق، ويمارس العمل الجماعي والتطوعي في حياته، بإيمان وقناعة.
7- يؤمن بالوحدة الوطنية باعتبارها ضرورة حتمية للتقدم ، تشعره بكونه ينتمي لوطنه المغرب، وكونيته في بعدها الشمولي.
8- يهتم بمشكلات وطنه، ويحمي إنجازاته، ويحافظ على استقراره، ويستشرف الآفاق الممتدة نحو الأفضل في مستويات الإنجاز والتمكن.
9- يقدر المصلحة العامة، ويقدمها على مصلحته الخاصة، ويضحي من اجل الصالح العام.
10- النزعة إلى التجديد في الفكر والعمل.
11- التفكير بطريقة إبداعية.
12- الانفتاح الواعي على ثقافات العالم.
13- التعامل الخلقي مع الآخرين.
14- احترام قيم الفرد والجماعة، وانصهاره في العمل الجماعي، الذي يذوب النرجسية.
15- الاهتمام بما في المجتمع من مشكلات، وما يجري فيه من أحداث.
16- مساواة المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، والتشبع بثقافة التقاسم.
17- تنظيم الأسرة ورعايتها وتماسكها.

● فيما يتعلق بالإطار التربوي المرتبط بالقيم الوطنية، استشرافا لبناء قيم إيجابية، تعتمد التمسك بقيمنا الوطنية في بعدها الكوني والذي نعمل على ربطه بما يلي :
المملكة المغربية أولاً في البعد التربوي هو ليس مجرد شعار يرفع، ولكنه منهجية عمل وأسلوب حياة ومسيرة تقدم، ينبغي أن تتخلل المؤسسة التربوية بمختلف مستوياتها وبفعالياتها كافة.
1- في البعد التربوي، يعني تحقيق تكافؤ فرص التعليم الكمي والنوعي للجميع في أنحاء المغرب كافة : مدنه وأريافه وبواديه، مثلما يعني توفير فرص الربط الإلكتروني وحوسبة التعليم لمدارس المملكة كافة.
2- "المغرب أولاً" يعني أن تعكس جميع نشاطات المؤسسة التربوية وفعالياتها وبرامجها، وبمختلف مراحلها : بدءاً من التعليم الأولي ومروراً بالمدرسة الأساسية والثانوية، وانتهاءً بالجامعة، أبعاد الشعار من خلال الممارسة اليومية والعمل التطبيقي، وأن تتكامل هذه الجهود مع جهود الأسرة وجهود المؤسسات المجتمعية الأخرى من خلال الشراكات الفاعلة، مما يعني أن تغدو المدرسة وحدة أساسية لإحداث التطوير التربوي والمجتمعي في إطار مجتمعها المحلي، وأن تقود التغيير الإيجابي في المجالات كافة، وبما يترجم شعار الإصلاح الذي تتبناه المرجعات الإطار من الميثاق الوطني للتربية والتكوين وصولا للبرنامج الاستعجالي عملاً وتطبيقاً، ويسهم في إحداث التنمية بمفهومها الشمولي التكاملي.
3- البرنامج الاستعجالي يعمل وضمن مشاريعه المميزة يحاول الوصول بالمدرسة المغربية إلى مستويات التميز، واعتماد مخرجات تطور أداءاتها الممتدة، من خلال تشجيع التميز.
لقد أكدت فلسفة التربية والتكوين وتوصيات مؤتمر التطوير التربوي والتوجيهات العالمية على أهمية العناية بالمتفوقين لغايات تحقيق قيادات واعدة، وتوفير بيئة تلبي حاجات هذه الفئة، وقد تمثلت هذه بتوصية لجنة مشاريع البرنامج الاستعجالي باعتماد برنامج التسريع الأكاديمي للتلاميذ المتفوقين تحصيلياً في لتعليم الابتدائي، وحتى نهاية الإعدادي الثانوي، وقد بدأ العمل في برنامج التسريع بأجرأة هذا المشروع.

■ مفهوم أجرأة البرنامج الاستعجالي 2012/2009 :
يقصد برنامج الاستعجالي السماح للتلاميذ بالتفوق وبالتقدم في إيقاعه التعليمي والتعلمي التعليمي أو التربوي بسرعة تتناسب مع قدراته العقلية وتفوقه الأكاديمي دون اعتبار للمحددات العمرية وتمكنه من إتمام المناهج المدرسية المقررة في مدة زمنية أقصر وعمر أصغر من المعتاد.

● مبررات البرنامج الاستعجالي :
1- جعل درجة التقدم في البرامج التعليمية يجب أن تكون حسب سرعة استجابة المتعلم لها، وبذلك تكون ملبية للفروق بين التلاميذ وفي مجال القدرات والمعرفة.
2- جعل عملية التعلم تبنى ضمن وضعيات هي مجموعة عمليات متطورة ومتسلسلة.
3- أن هناك فروقاً فردية في التعلم بين الأفراد في أي عمر زمني.
4- يتضمن التعليم الفاعل تحديد موقع التعلمات الملائمة للمتعلم في العملية التعليمية، وتحديد الصعوبات التي يعاني منها المتعلم ومعالجتها وفق استراتيجيات داعمة.

● أهداف البرنامج الاستعجالي :
1. تحسين مستوى الدافعية والثقة بالنفس والشعور بالإنجاز.
2. تخفيض الملل من المدرسة، وتحبيب الفضاءات المتعددة داخل المدرسة.
3. تسهيل وإغناء التعليم بتقليل مدى الفروق الفردية.
4. توفير فرص أكبر للتأثير المتبادل بين عقول متقاربة المستوى.
5. التخرج مبكراً من الجامعة وبذلك يتاح للطالب وقت أكبر للإبداع المهني.
6. تقليل كلفة التعليم وتجنب الهدر والتسرب المدرسي، تدبيرا للموارد الأسرية والاجتماعية.
7. زيادة سنوات الإسهام المهني في المجتمع.

● آلية برنامج الاستعجالي المتبعة في وزارة التربية :
يعتمد هذا البرنامج على إتباع برنامج (الضغط والاكتظاظ الذي تعرفه الأقسام الدراسية)، ويقوم البرنامج على الآلية التالية :
تقوم المدرسة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ الأمور التالية :
1- ضرورة التنسيق المستمر بين المدرسة والأسرة حتى يجتاز التلميذ الأسلاك التعليمية وتملك كفايات البرنامج بسلاسة.
2- إعداد برنامج دراسي منظم للتلاميذ مع الانفتاح على نسبة 30/100 منه من طرف خصوصية المحيط وذلك بالتعاون ما بين المدرسة والأسرة.
3- تقوم المدرسة بعملية متابعة للتلاميذ وتقديم الخدمات التربوية اللازمة أثناء الالتحاق بالبرنامج وكذلك بعد اجتيازه.
4- تزويد الوزارة بتقرير فصلي وسنوي عن أداء التلميذ المسرع منذ بداية التحاقه في البرنامج وبعد اجتيازه وحتى نهاية المرحلة الثانوية بحيث يتضمن ذلك نتائج التلميذ المدرسية ونتائجه المميزة.
5- إعداد نشرات توعية وعقد اجتماعات تتحدث عن الموهبة والإبداع والتفوق موجهة لأولياء الأمور والمدرسين.

● دور الأسرة من خلال البرنامج الاستعجالي :
1- الاتصال المستمر والتنسيق الكامل مع المدرسة في مختلف الأمور المتعلقة بالتلميذ.
2- تناسب مستوى التوقع الأسري حول التلميذ مع قدراته بحيث يكون ضمن المستوى الطبيعي للتلميذ وعدم مقارنته مع غيره أو العكس، وعدم التباهي به أمام الناس بل يجب استثمار نتائجه قصد الإغناء.
3- الوعي والتنبه للمشكلات التي قد يعاني منها التلميذ والتي تنتج عن خصائص التلميذ كموهوب حيث تشير الدراسات إلى أن التلاميذ الموهوبين هم في العادة أكثر انتباهاً وحباً للاستطلاع من حولهم وأكثر طرحا للأسئلة التي تفوق في الغالب عمرهم الزمني وأكثر قدرة على النقد وأكثر مشاركة في النشاطات التعليمية وهم في الغالب يتسمون في النزعة للكمالية.
4ـ وقد يتم التوصل للنتائج التي تنزع المنظومة لتملكها، من خلال الترشيد، والتدبير التي سوف نصل له، كون التحديات العالمية المعاصرة تحتم على المنظمات الاقتصادية انتهاج الأسلوب العلمي الواعي في مواجهة هذه التحديات واستثمار الطاقات الإنسانية الفاعلة في ترصين الأداء التربوي والتعليمي بمرونة أكثر كفاءة وفاعلية، ومن أكثر الجوانب الإدارية الهادفة إدارة الجودة الشاملة، التي أصبحت الآن وبفضل الكم الهائل في المعلومات وتقنيات الاتصال سمة مميزة لمعطيات الفكر الإنساني الحديث وهذا ما يمكن ملاحظته في المؤسسات الصناعية والهيئات والمنظمات بشكل عام، والذي سيعمل على تطوير أساليب تدبير المنظومة التربوية.