من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : علي عياش المزجاجي.
إجمالي القراءات : ﴿4468﴾.
عدد المشــاركات : ﴿4﴾.

في ثقافة الجودة : طلابنا وتحقيق الذات.
لقد أصبحت المجتمعات تنظر للجيل الناشئ على أنه مستقبلها الزاهر والاستثمار الحقيقي لها، وهناك دول كثيرة مقوماتها المادية والطبيعية ضعيفة جداً ولكن أصبحت دول رائدة بسبب ثروتها البشرية وجهود وهمم أبناءها.
من الملاحظ على العقلية العربية التمادي في تحطيم الذات والإغراق في التشاؤم وعدم الثقة في كل شيئ، وأصبح هذا ديدن نردده صباح مساء، حتى وصل الأمر إلى قصور في إيماننا بقدراتنا وعقولنا وهممنا، وبات من الضروري تضافر الجهود من أجل كسر هذا الحاجز من الخوف والوهم للانطلاق والتفوق والإنجار.
ودورنا جميعاً أن نخرج أبناءنا وطلابنا من هذه الدائرة السوداء ونجعلهم يتطلعون إلى نور الصباح بدلاً من ظلمات الخوف والانطلاق إلى عالم النجاح بدلاً من الاستسلام لبراثن التخلف والخنوع للأوهام والأحلام.

■ وسأتناول تحقيق الذات للطلاب من خلال دور كل من : (الأسرة ـ المدرسة ـ المجتمع).
● أولاً : الأسرة.
يتفق علماء النفس على أن الأسرة هي الأساس في التنشئة الاجتماعية للطفل، وتزوده بالمؤشرات المبدئية لكونه مقبولاً أو غير مقبول، جديراً بالثقة أو غير جدير بها، مميز أو تعيس، فآراء الآباء تصبح تصورات الأبناء لذواتهم.

♦ وهذه بعض الأمور التي يساعد توفرها في جو الأسرة الأبناء على تقدير ذواتهم :
• الحب والعاطفة غير المشروطة، وإظهار تقبلنا لهم في جميع الجوانب (المظهر ـ الذكاء .. الخ).
• معاملة الأطفال باحترام وثقة، وبذل التشجيع لهم.
• تعليق آمال وتوقعات عالية في سلوك وأداء الأبناء.
• الاعتدال والمسئولية في تربية الأبناء، حيث أن تسلط الآباء أو تساهلهم المبالغ فيه ينتج غالباً أبناء ذي تقدير متدني لذواتهم.
• إشراك الأبناء في الأمور التي تخصهم والأمور المشتركة في الأسرة، وأخذ وجهة نظرهم فيها.
• تكليف الأبناء بمهام تناسب المرحلة العمرية لهم، وإظهار الاعتماد والثقة فيهم لإنجازها.
• توجيههم إلى الصحبة المناسبة وتهيئة الوسط المساعد على تقدير ذاتهم.

● ثانياً : المدرسة.
إن للمدرسة دور رئيس في تعزيز تقدير الذات لدى الطلاب ومعالجة القصور في هذا الجانب لدى الأسرة إن وجد وذلك لعدة أسباب منها، الاستعداد النفسي والعقلي للطلاب تجاه المدرسة، جماعة الأقران المساعدة لتحقيق ذلك متى ما تم التوجيه المناسب لهم، البيئة المدرسية النشطة التي تساعد الطلاب على تحقيق ذاتهم.

♦ وسأقتصر هنا على دور المعلم في تحقيق الذات لدى الطلاب وذلك من خلال :
• التعرف على الطلاب وتحديد مستوى تحقيق الذات لديهم.
• إتاحة الفرصة للطلاب للإنجاز وتنفيذ المهام وأداء الأدوار مهما كانت بسيطة.
• التركيز على أساليب التعليم غير المباشر مثل الاستقصاء والاكتشاف والبحث .. الخ.
• إتاحة الفرصة للطلاب لممارسة الاستقلالية والاعتماد على أنفسهم في اختيار الأنشطة وممارستها.
• احترام الطلاب وتقدير خصوصيتهم وإظهار القبول لهم.
• تقديم التشجيع والدعم الكافي والتغذية الراجعة لهم باستمرار.
• مراعاة اتجاهات الطلاب ووجهات نظرهم وكيفية تقويمهم للأمور.
• الاعتناء بالبيئة الصفية والمدرسية والأنشطة المختلفة بما يساهم في إيجابية الطلاب ونشاطهم.
• توفير جو الأمان للطلاب والاتفاق على القوانين والحقوق والواجبات.

● ثالثاً : المجتمع.
إن للمجتمع دور قيادي في تحقيق الطلاب لذواتهم، فمن الأهمية أن يتبنى المجتمع بكافة أطيافه هذا الأمر وعلى جميع الأصعدة، ويبرز دور المجتمع من خلال إسهامات عديدة منها :
• الخطاب الإعلامي الواعي ونشر الوعي لجميع فئات المجتمع فيما يخص هذا الجانب.
• زيادة تبنى مشاريع رعاية الموهوبين والجوائز التشجيعية والنشاطات المختلفة.
• توفير الأندية الاجتماعية للطلاب وتأهيلها وتوفير الأنشطة الملائمة العلمية، والكشفية، والرياضية .. الخ.
• تبني المواهب وتطويرها ببرامج مقننة وعلمية، وتوفير المناخ الداعم لها.
• إظهار الاعتزاز بالمنجزات والمناسبات الوطنية المختلفة.

لا يخفى علينا أن هناك جهات أخرى مؤثرة وهناك جوانب أخرى للموضوع لم أتناولها لدواعي الاختصار، أتمنى أن أجد فرصة أخرى للخوض فيها، والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
■ المراجع :
1ـ علم النفس التربوي ، أبو رياش ، حسين.
2ـ مهارات التدريس الفعال ، قطامي ، نايفة.
3ـ تقدير الذات ، مالهي ، رانجيت.


في ثقافة الجودة : تقدير الذات علامة فارقة.
في ثقافة الجودة : تعزيز تقدير الذات.
في ثقافة الجودة : المعلمون وتقدير الذات.
في ثقافة الجودة : طلابنا وتحقيق الذات.