د. طارق عبدالرؤوف عامر.
عدد المشاركات : 2
1436/09/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات : ﴿﴿16130﴾﴾
الضغوط النفسية لدى أسر المتخلفين عقلياً.
◄ لما بدا الله تبارك وتعالى خلق الكون أقسم بعزته وجلاله أن يضع العقل في أغلى خلقه ألا وهو الإنسان؛ فميزه به عن سائر مخلوقاته ليفكر ويبحث ويتعلم ويتدبر حيث يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ • الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران : 190 - 191)، ومع أننا في عصر الانفجار المعرفي والتكنولوجي إلا أن العقل مازال يمثل سراً خفياً من أسرار خالق هذا الكون، وكلما فسر علماء الطب ثغرة فيه ظهرت أمامهم ثغرات أخرى تحتاج إلى تفسير وتحليل، فما بالك بمن سلبه الخالق هذه النعمة - العقل - ألا وهم "المتخلفين عقلياً" (**) ؛ فهذه الفئة إذ ما أحسنا مساعده والديهم على تخفيف درجة معاناتهم من الضغوط النفسية؛ فإننا قد نتمكن من تأهيلهم نحو التكيف مع المجتمع مما قد يعود على أبنائهم بالخير والمنفعة ومن ثم المجتمع بأسره، لذلك فهناك محاولات مستمرة تتسم بالجدية من قبل الاجتماعيين وعلماء علم النفس لمحاولة تخفيف شدة هذه الضغوط على الأقل إن لم يكن هناك أملا في علاجها نهائيا.
فعندما سأل والدي الأطفال المتخلفين عقلياً في كندا وألبرت عن خبراتهم الوالدية؛ أخبروا بأنهم يعانون من ضغوط وجدانية واجتماعية (Wilgosh, 1988 , 255 ; Wikler , 1981,281).
فالآباء الذين يتلقون مستوى عالي من المساندة الاجتماعية من الأزواج وأعضاء الأسرة والأصدقاء كانوا يخبرون درجات أدنى من الضغوط، ويشعروا بأن الصورة الاجتماعية كانت متأثرة عكسيا بإنجاز أهداف الحياة (Moudgil et al, 1987 , 30).
أما عن أمهات الأطفال المتخلفين عقلياً فتعانين من ضغوط نفسية واجتماعية شديدة؛ تتمثل في (رعاية الطفل - الضغوط المالية - العناية الطبية بالطفل - والضغوط الأسرية) فقد تلجأ الأمهات للتعامل مع الضغوط من خلال العديد من الأساليب الإيجابية أو السلبية فمثلاً (44% من الأمهات تستخدمن أساليب الهروب وتحاشى حل المشكلة أو إنكار التخلف، 21% تقبل إعاقة الطفل وظروفه، 23.5% تلجأ إلى التذمر والشكوى والبكاء ولوم الذات، 12.5% تتحدى الضغوط وتواجه الموقف) كما تبين أن الأمهات غير المتزوجات تعانين من مستوى أعلى من الضغوط النفسية مقارنة بالأمهات المتزوجات، وأيضا فإن الأمهات الأقل تعليما تعانين من تلك الضغوط بدرجة أكبر مقارنة بالأمهات الأكثر تعليما (Olley&Willaim ،1997 ،112).
لذا تعاني أمهات الأطفال المتخلفين عقلياً من الضغوط النفسية والاجتماعية بالمقارنة بالآباء لأنهم يمكثون مع أبنائهم أكثر من الآباء فضلاً عن تحملهم عبء الطفل كاملاًShin et al ,2006 ،748 ;Blacher & Mclntyre ,2006 ,184) Hassall et al. ,2005 ،405).
وفيما يخص دور الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة للأطفال المتخلفين عقلياً؛ فيؤكد الاجتماعيين عن أنهما قد يلعبا الدور الفعال في توطيد العلاقات بين المدرسة والأسرة كمساهمة في تخفيف عبء الضغوط الواقع على الوالدين (Hite1985 ,124).
كذلك في نفس الاتجاه قد يلعبا الدور الفعال في تخفيف مثل تلك الضغوط لدى أخوة الطفل المتخلف عقلياً من خلال الخدمات الإرشادية الاجتماعية (Wasserman ,1983 ,622).
كما لا يوجد مكان يتأثر بوجود طفل معاق أكثر من الأسرة، لذا فإن ولادة طفل معاق قد يغير من بنيان الأسرة وتفاعلات أعضائها بعضهم ببعض من جانب، وتفاعلاتهم مع الطفل المعاق من جانب أخر؛ فقد يشعر الوالدين بخيبة الأمل والغضب والشعور بالذنب (Hardman, et al. ,1984 ,21).
كما أن الأبوين عادة ما يكون لديهما أحلاماً وتصورات بما سيكون عليه وليدهما المقبل، وما الذى ستجلبه عليهما تلك المرحلة الجديدة من الوالدية، إلا أنهما يصدمان عندما يولد الطفل معاقا حيث تتغير صورهم عن ذواتهم كآباء وأمهات، حيث تثير المسائل العادية لمساعدة الطفل على النمو للإحباطات وأحاسيس العجز عند الأبوين، وقد يتطور ذلك إلى شعورهم بالهم والغم (Schleifer ,1982 ،420).
في حين أن أمهات الأطفال المتخلفين عقلياً أكثر معاناة من الشعور بالضغوط النفسية والاجتماعية بالمقارنة بالآباء لأنهم يمكثون مع أبنائهم أكثر من الآباء؛ لذا فهم في حاجة إلي الخدمات الإرشادية النفسية والاجتماعيةDoumaetal.,2006,570;Abbeduto et al.,2006,894;Herring et al.,2006,874;Shin et al,2006,748 Blacher) &Mclntyre2006,184;Hassall et al.,2005,405).
فوجود طفل متخلف عادة ما يشعر به جميع أعضاء الأسرة بسبب المطالب الانفعالية والاجتماعية والتعليمية والمالية المفروضة على الأسرة، وعادة ما تجعل تلك المطالب والالتزامات غير العادية أسر الأطفال المتخلفين معرضون وبصورة كبيرة للضغوط النفسية إذا ما قورنوا بأسر الأطفال العاديين.
■ ومن آثار ذلك نما لدى الوالدين والدا الطفل المتخلف عقلياً - العديد من الضغوط النفسية والاجتماعية منها :
1- اضطراب علاقة الطفل المعاق بوالديه.
2- تباين واختلاف الطفل عن الأطفال الآخرين.
3- تجنب الوالدان المناسبات الاجتماعية.
4- تحطيم حلم الأبوين بأن يكون لهما طفلا سويا.
5- تعرض الوالدان للإحباطات النفسية والإحراج في مواقف عديدة.
6- تقدير الذات المنخفض لدى الأبوين.
7- تناقض الآراء الوالدية وعدم اتفاقهما فيما يتعلق بمستقبل وحياة هذا الطفل.
8- حاجة هذا الطفل إلى انتباه الآباء والأمهات ورعايتهم بصورة أكبر.
9- ردود الفعل السلبية للأقارب والمعارف نحو الأسرة.
10- زيادة التكاليف الطبية والأجهزة الخاصة التي يحتاجها هذا الطفل.
11- سرعة التأثر بالنقد والحساسية الزائدة.
12- قصور المعارف والمعلومات عند الوالدين فيما يتعلق بتنشئة الطفل.
13- المستقبل المجهول الذي سيواجهه هذا الطفل.
14- فقدان العلاقة الاتصالية مع الطفل (Smith, 1984, 20).
وقد تعددت صور الضغوط النفسية والاجتماعية لدى الآباء والأمهات في البيئة العربية فكانت (90% من الأمهات تعانين من القلق حول مستقبل الطفل مقابل (45%) من الآباء، (55%) من الأمهات تعانين من المشكلات الصحية للطفل مقابل (36%) من الآباء ، (27%) من الأمهات تعانين من عدم القدرة على تحمل أعباء الطفل ورعايته مقابل (18%) من الآباء، (18%) من الأمهات تعانين من مشاكل الأداء الاستقلالي للطفل مقابل (36%) من الآباء (خالد محمد الحبيش، 2003).
أما عن البيئة الأجنبية فقد تبين أن الأمهات تعانين من ضغوط نفسية أشد من أباء الأطفال المتخلفين، وتلجأن لطلب الدعم والعون والمساندة لمواجهة الضغوط النفسية أكثر من الآباء، فالآباء أقل طلبا للمساندة والدعم حيث أن (54%) من الأمهات تطلبن المساعدة والعون مقابل (39%) من الآباء، وأن الأمهات تلجأن لتناول الأدوية المهدئة كوسيلة للتخفيف من الضغوط أكثر من الآباء حيث أن (45%) من الأمهات تستخدمن الأدوية مقابل (26%) من الآباء (Little 2003).
ومن هذا المنطلق ثبت أن الضغط النفسي والاجتماعي الذي يتعرض له الوالدين بسبب إعاقة أحد أفراد الأسرة له تأثيرات على المرض الجسمي والعقلي والاضطرابات النفسية والمزاج المكتئب والتكيف الاجتماعي والتوافق النفسي وهي في المقام الأول تأثيرات نفسية فسيولوجية، لذا فهم في حاجة إلى تدخل إرشادي.
ولما كانت المشكلات الاجتماعية ظواهر سلبية غير مرغوبة أو صعوبات ومعوقات تعرقل سير الأمور في المجتمع وتتأتى من ظروف مؤثرة على عدد كبير من الأفراد تجعلهم يحصدون عائدها غير المرغوب.
■ لذا فإن دور خدمة الفرد يتمثل في محاولة التغلب على تلك المشكلات من خلال الوضع في الاعتبار :
1- هل هذه المشكلات الاجتماعية يشعر بها الفرد العادي أم المتخصصون ؟
2- هل هذه المشكلات الاجتماعية تخص قطاع كبير من المجتمع ؟
3- هل هذه المشكلات الاجتماعية قوية أو مداها ممتد ؟
4- هل هذه المشكلات الاجتماعية تنحصر في ثقافة محددة ؟
■ وبالتالي يمكن القول أن أي مشكلة اجتماعية في إطار خدمة الفرد تتضمن :
1- جانب الضرر الاجتماعي الناجم عن المشكلة.
2- كيفية وقوع الضرر الاجتماعي.
3- كيفية التصدي لهذا الضرر.
كما أن عملية الإرشاد لا تتوقف على توفير الرعاية الأولية والتأكد من حصول الفرد على الحاجات المادية بل يتعدى ذلك إلى الرعاية الاجتماعية التي تمكن الفرد من التكيف مع ظل الإعاقة ومع الأسرة والمجتمع بشكل يحقق تقدير الذات والتوافق، كما تؤهل أفراد الأسرة في التأقلم مع ظروف الإعاقة والتغلب على الضغوط الناجمة عنها.
والإنسان في العادة تعترضه العديد من المشكلات في مجمل حياته، وهذه المشكلات تختلف من شخص لآخر، فمنها مشكلات اجتماعية ونفسية وعائلية وأكاديمية وبيئية .. إلخ. وكل هذه المشكلات قد تؤثر على الإنسان نفسياً واجتماعياً وشخصياً ومهنياً مما تطلب ضرورة توافر الإرشاد بشتي صوره الديني والاجتماعي والنفسي .. إلخ (محمود عبدالله صالح، 1985، 22).
ولما كان مدخل الإرشاد الاجتماعي الديني في إطار الأسرة يرنو إلى التعامل مع الإعاقة لدى الابن من قبل الوالدين لكونها بداية لسلسلة طويلة من الضغوط والمحاولات والسعي الكثير لتوفير أفضل فرص ممكنة للطفل؛ إلا أن صدمة الاكتشاف تجعلهم غير قادرين على التفكير السليم فيصبحا في أمس الحاجة إلى من يدلهم على الطريق السليم من أجل مساعدة أبنهم وأنفسهم؛ مما يتطلب ضرورة الإرشاد الاجتماعي وفق مظلة الدين الحنيف.
لذا باتت الحاجة ماسة إلى الإرشاد الاجتماعي الديني مع أسر الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وأبنائهم لما تفرضه عليهم الإعاقة من مشكلات وضغوط نفسية واجتماعية تتطلب وبإلحاح الخدمات الإرشادية خاصةً تربوياً ومهنياً وزواجياً وأسرياً واجتماعياً ودينياً في شكل برامج مرنة (حامد زهران، 1980، 430).
كما أن استخدام البرامج العلاجية الاجتماعية من منظور خدمة الفرد والجماعة مع فئات الأطفال ذوي التخلف العقلي وأسرهم له الدور الفعال في تخفيف حدة المشكلات الاجتماعية التي يعنون منها (سيدة أبو السعود، 1995؛ صفاء خضير، 1994، نعيم شلبي، 2007).
وبالتالي يمكن القول أن البحث الحالي ينطلق من مسلمة منطقية تتمثل في أن الأم - باعتبار أنها أقرب من يحتك بالطفل المتخلف عقلياً داخل الأسرة - أكثر من يتأثر بإعاقة الطفل مما قد تكبلها بضغوط كثيرة وغير محصورة كرعاية الطفل، الضغوط المالية، العناية الطبية بالطفل ، الضغوط الأسرية، تحطيم حلم الأم بأن يكون لها طفلا سويا، تعرض الأم للإحباطات النفسية، الإحراج في مواقف عديدة، تناقض آراء الأم وعدم اتفاقها فيما يتعلق بمستقبل وحياة هذا الطفل، حاجة هذا الطفل إلى انتباه الأمهات ورعايته بصورة أكبر، ردود الفعل السلبية للأقارب والمعارف نحو الأسرة، قصور المعارف والمعلومات عند الأم فيما يتعلق بتنشئة الطفل، فقدان العلاقة الاتصالية مع الطفل.
وكل تلك الضغوط لها تأثير على العمليات النفسية والاجتماعية والعلاجية والتربوية للأسرة ككل.
عدد المشاهدات : ﴿﴿16130﴾﴾
الضغوط النفسية لدى أسر المتخلفين عقلياً.
◄ لما بدا الله تبارك وتعالى خلق الكون أقسم بعزته وجلاله أن يضع العقل في أغلى خلقه ألا وهو الإنسان؛ فميزه به عن سائر مخلوقاته ليفكر ويبحث ويتعلم ويتدبر حيث يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ • الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران : 190 - 191)، ومع أننا في عصر الانفجار المعرفي والتكنولوجي إلا أن العقل مازال يمثل سراً خفياً من أسرار خالق هذا الكون، وكلما فسر علماء الطب ثغرة فيه ظهرت أمامهم ثغرات أخرى تحتاج إلى تفسير وتحليل، فما بالك بمن سلبه الخالق هذه النعمة - العقل - ألا وهم "المتخلفين عقلياً" (**) ؛ فهذه الفئة إذ ما أحسنا مساعده والديهم على تخفيف درجة معاناتهم من الضغوط النفسية؛ فإننا قد نتمكن من تأهيلهم نحو التكيف مع المجتمع مما قد يعود على أبنائهم بالخير والمنفعة ومن ثم المجتمع بأسره، لذلك فهناك محاولات مستمرة تتسم بالجدية من قبل الاجتماعيين وعلماء علم النفس لمحاولة تخفيف شدة هذه الضغوط على الأقل إن لم يكن هناك أملا في علاجها نهائيا.
فعندما سأل والدي الأطفال المتخلفين عقلياً في كندا وألبرت عن خبراتهم الوالدية؛ أخبروا بأنهم يعانون من ضغوط وجدانية واجتماعية (Wilgosh, 1988 , 255 ; Wikler , 1981,281).
فالآباء الذين يتلقون مستوى عالي من المساندة الاجتماعية من الأزواج وأعضاء الأسرة والأصدقاء كانوا يخبرون درجات أدنى من الضغوط، ويشعروا بأن الصورة الاجتماعية كانت متأثرة عكسيا بإنجاز أهداف الحياة (Moudgil et al, 1987 , 30).
أما عن أمهات الأطفال المتخلفين عقلياً فتعانين من ضغوط نفسية واجتماعية شديدة؛ تتمثل في (رعاية الطفل - الضغوط المالية - العناية الطبية بالطفل - والضغوط الأسرية) فقد تلجأ الأمهات للتعامل مع الضغوط من خلال العديد من الأساليب الإيجابية أو السلبية فمثلاً (44% من الأمهات تستخدمن أساليب الهروب وتحاشى حل المشكلة أو إنكار التخلف، 21% تقبل إعاقة الطفل وظروفه، 23.5% تلجأ إلى التذمر والشكوى والبكاء ولوم الذات، 12.5% تتحدى الضغوط وتواجه الموقف) كما تبين أن الأمهات غير المتزوجات تعانين من مستوى أعلى من الضغوط النفسية مقارنة بالأمهات المتزوجات، وأيضا فإن الأمهات الأقل تعليما تعانين من تلك الضغوط بدرجة أكبر مقارنة بالأمهات الأكثر تعليما (Olley&Willaim ،1997 ،112).
لذا تعاني أمهات الأطفال المتخلفين عقلياً من الضغوط النفسية والاجتماعية بالمقارنة بالآباء لأنهم يمكثون مع أبنائهم أكثر من الآباء فضلاً عن تحملهم عبء الطفل كاملاًShin et al ,2006 ،748 ;Blacher & Mclntyre ,2006 ,184) Hassall et al. ,2005 ،405).
وفيما يخص دور الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة للأطفال المتخلفين عقلياً؛ فيؤكد الاجتماعيين عن أنهما قد يلعبا الدور الفعال في توطيد العلاقات بين المدرسة والأسرة كمساهمة في تخفيف عبء الضغوط الواقع على الوالدين (Hite1985 ,124).
كذلك في نفس الاتجاه قد يلعبا الدور الفعال في تخفيف مثل تلك الضغوط لدى أخوة الطفل المتخلف عقلياً من خلال الخدمات الإرشادية الاجتماعية (Wasserman ,1983 ,622).
كما لا يوجد مكان يتأثر بوجود طفل معاق أكثر من الأسرة، لذا فإن ولادة طفل معاق قد يغير من بنيان الأسرة وتفاعلات أعضائها بعضهم ببعض من جانب، وتفاعلاتهم مع الطفل المعاق من جانب أخر؛ فقد يشعر الوالدين بخيبة الأمل والغضب والشعور بالذنب (Hardman, et al. ,1984 ,21).
كما أن الأبوين عادة ما يكون لديهما أحلاماً وتصورات بما سيكون عليه وليدهما المقبل، وما الذى ستجلبه عليهما تلك المرحلة الجديدة من الوالدية، إلا أنهما يصدمان عندما يولد الطفل معاقا حيث تتغير صورهم عن ذواتهم كآباء وأمهات، حيث تثير المسائل العادية لمساعدة الطفل على النمو للإحباطات وأحاسيس العجز عند الأبوين، وقد يتطور ذلك إلى شعورهم بالهم والغم (Schleifer ,1982 ،420).
في حين أن أمهات الأطفال المتخلفين عقلياً أكثر معاناة من الشعور بالضغوط النفسية والاجتماعية بالمقارنة بالآباء لأنهم يمكثون مع أبنائهم أكثر من الآباء؛ لذا فهم في حاجة إلي الخدمات الإرشادية النفسية والاجتماعيةDoumaetal.,2006,570;Abbeduto et al.,2006,894;Herring et al.,2006,874;Shin et al,2006,748 Blacher) &Mclntyre2006,184;Hassall et al.,2005,405).
فوجود طفل متخلف عادة ما يشعر به جميع أعضاء الأسرة بسبب المطالب الانفعالية والاجتماعية والتعليمية والمالية المفروضة على الأسرة، وعادة ما تجعل تلك المطالب والالتزامات غير العادية أسر الأطفال المتخلفين معرضون وبصورة كبيرة للضغوط النفسية إذا ما قورنوا بأسر الأطفال العاديين.
■ ومن آثار ذلك نما لدى الوالدين والدا الطفل المتخلف عقلياً - العديد من الضغوط النفسية والاجتماعية منها :
1- اضطراب علاقة الطفل المعاق بوالديه.
2- تباين واختلاف الطفل عن الأطفال الآخرين.
3- تجنب الوالدان المناسبات الاجتماعية.
4- تحطيم حلم الأبوين بأن يكون لهما طفلا سويا.
5- تعرض الوالدان للإحباطات النفسية والإحراج في مواقف عديدة.
6- تقدير الذات المنخفض لدى الأبوين.
7- تناقض الآراء الوالدية وعدم اتفاقهما فيما يتعلق بمستقبل وحياة هذا الطفل.
8- حاجة هذا الطفل إلى انتباه الآباء والأمهات ورعايتهم بصورة أكبر.
9- ردود الفعل السلبية للأقارب والمعارف نحو الأسرة.
10- زيادة التكاليف الطبية والأجهزة الخاصة التي يحتاجها هذا الطفل.
11- سرعة التأثر بالنقد والحساسية الزائدة.
12- قصور المعارف والمعلومات عند الوالدين فيما يتعلق بتنشئة الطفل.
13- المستقبل المجهول الذي سيواجهه هذا الطفل.
14- فقدان العلاقة الاتصالية مع الطفل (Smith, 1984, 20).
وقد تعددت صور الضغوط النفسية والاجتماعية لدى الآباء والأمهات في البيئة العربية فكانت (90% من الأمهات تعانين من القلق حول مستقبل الطفل مقابل (45%) من الآباء، (55%) من الأمهات تعانين من المشكلات الصحية للطفل مقابل (36%) من الآباء ، (27%) من الأمهات تعانين من عدم القدرة على تحمل أعباء الطفل ورعايته مقابل (18%) من الآباء، (18%) من الأمهات تعانين من مشاكل الأداء الاستقلالي للطفل مقابل (36%) من الآباء (خالد محمد الحبيش، 2003).
أما عن البيئة الأجنبية فقد تبين أن الأمهات تعانين من ضغوط نفسية أشد من أباء الأطفال المتخلفين، وتلجأن لطلب الدعم والعون والمساندة لمواجهة الضغوط النفسية أكثر من الآباء، فالآباء أقل طلبا للمساندة والدعم حيث أن (54%) من الأمهات تطلبن المساعدة والعون مقابل (39%) من الآباء، وأن الأمهات تلجأن لتناول الأدوية المهدئة كوسيلة للتخفيف من الضغوط أكثر من الآباء حيث أن (45%) من الأمهات تستخدمن الأدوية مقابل (26%) من الآباء (Little 2003).
ومن هذا المنطلق ثبت أن الضغط النفسي والاجتماعي الذي يتعرض له الوالدين بسبب إعاقة أحد أفراد الأسرة له تأثيرات على المرض الجسمي والعقلي والاضطرابات النفسية والمزاج المكتئب والتكيف الاجتماعي والتوافق النفسي وهي في المقام الأول تأثيرات نفسية فسيولوجية، لذا فهم في حاجة إلى تدخل إرشادي.
ولما كانت المشكلات الاجتماعية ظواهر سلبية غير مرغوبة أو صعوبات ومعوقات تعرقل سير الأمور في المجتمع وتتأتى من ظروف مؤثرة على عدد كبير من الأفراد تجعلهم يحصدون عائدها غير المرغوب.
■ لذا فإن دور خدمة الفرد يتمثل في محاولة التغلب على تلك المشكلات من خلال الوضع في الاعتبار :
1- هل هذه المشكلات الاجتماعية يشعر بها الفرد العادي أم المتخصصون ؟
2- هل هذه المشكلات الاجتماعية تخص قطاع كبير من المجتمع ؟
3- هل هذه المشكلات الاجتماعية قوية أو مداها ممتد ؟
4- هل هذه المشكلات الاجتماعية تنحصر في ثقافة محددة ؟
■ وبالتالي يمكن القول أن أي مشكلة اجتماعية في إطار خدمة الفرد تتضمن :
1- جانب الضرر الاجتماعي الناجم عن المشكلة.
2- كيفية وقوع الضرر الاجتماعي.
3- كيفية التصدي لهذا الضرر.
كما أن عملية الإرشاد لا تتوقف على توفير الرعاية الأولية والتأكد من حصول الفرد على الحاجات المادية بل يتعدى ذلك إلى الرعاية الاجتماعية التي تمكن الفرد من التكيف مع ظل الإعاقة ومع الأسرة والمجتمع بشكل يحقق تقدير الذات والتوافق، كما تؤهل أفراد الأسرة في التأقلم مع ظروف الإعاقة والتغلب على الضغوط الناجمة عنها.
والإنسان في العادة تعترضه العديد من المشكلات في مجمل حياته، وهذه المشكلات تختلف من شخص لآخر، فمنها مشكلات اجتماعية ونفسية وعائلية وأكاديمية وبيئية .. إلخ. وكل هذه المشكلات قد تؤثر على الإنسان نفسياً واجتماعياً وشخصياً ومهنياً مما تطلب ضرورة توافر الإرشاد بشتي صوره الديني والاجتماعي والنفسي .. إلخ (محمود عبدالله صالح، 1985، 22).
ولما كان مدخل الإرشاد الاجتماعي الديني في إطار الأسرة يرنو إلى التعامل مع الإعاقة لدى الابن من قبل الوالدين لكونها بداية لسلسلة طويلة من الضغوط والمحاولات والسعي الكثير لتوفير أفضل فرص ممكنة للطفل؛ إلا أن صدمة الاكتشاف تجعلهم غير قادرين على التفكير السليم فيصبحا في أمس الحاجة إلى من يدلهم على الطريق السليم من أجل مساعدة أبنهم وأنفسهم؛ مما يتطلب ضرورة الإرشاد الاجتماعي وفق مظلة الدين الحنيف.
لذا باتت الحاجة ماسة إلى الإرشاد الاجتماعي الديني مع أسر الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وأبنائهم لما تفرضه عليهم الإعاقة من مشكلات وضغوط نفسية واجتماعية تتطلب وبإلحاح الخدمات الإرشادية خاصةً تربوياً ومهنياً وزواجياً وأسرياً واجتماعياً ودينياً في شكل برامج مرنة (حامد زهران، 1980، 430).
كما أن استخدام البرامج العلاجية الاجتماعية من منظور خدمة الفرد والجماعة مع فئات الأطفال ذوي التخلف العقلي وأسرهم له الدور الفعال في تخفيف حدة المشكلات الاجتماعية التي يعنون منها (سيدة أبو السعود، 1995؛ صفاء خضير، 1994، نعيم شلبي، 2007).
وبالتالي يمكن القول أن البحث الحالي ينطلق من مسلمة منطقية تتمثل في أن الأم - باعتبار أنها أقرب من يحتك بالطفل المتخلف عقلياً داخل الأسرة - أكثر من يتأثر بإعاقة الطفل مما قد تكبلها بضغوط كثيرة وغير محصورة كرعاية الطفل، الضغوط المالية، العناية الطبية بالطفل ، الضغوط الأسرية، تحطيم حلم الأم بأن يكون لها طفلا سويا، تعرض الأم للإحباطات النفسية، الإحراج في مواقف عديدة، تناقض آراء الأم وعدم اتفاقها فيما يتعلق بمستقبل وحياة هذا الطفل، حاجة هذا الطفل إلى انتباه الأمهات ورعايته بصورة أكبر، ردود الفعل السلبية للأقارب والمعارف نحو الأسرة، قصور المعارف والمعلومات عند الأم فيما يتعلق بتنشئة الطفل، فقدان العلاقة الاتصالية مع الطفل.
وكل تلك الضغوط لها تأثير على العمليات النفسية والاجتماعية والعلاجية والتربوية للأسرة ككل.
◄ لما بدا الله تبارك وتعالى خلق الكون أقسم بعزته وجلاله أن يضع العقل في أغلى خلقه ألا وهو الإنسان؛ فميزه به عن سائر مخلوقاته ليفكر ويبحث ويتعلم ويتدبر حيث يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ • الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران : 190 - 191)، ومع أننا في عصر الانفجار المعرفي والتكنولوجي إلا أن العقل مازال يمثل سراً خفياً من أسرار خالق هذا الكون، وكلما فسر علماء الطب ثغرة فيه ظهرت أمامهم ثغرات أخرى تحتاج إلى تفسير وتحليل، فما بالك بمن سلبه الخالق هذه النعمة - العقل - ألا وهم "المتخلفين عقلياً" (**) ؛ فهذه الفئة إذ ما أحسنا مساعده والديهم على تخفيف درجة معاناتهم من الضغوط النفسية؛ فإننا قد نتمكن من تأهيلهم نحو التكيف مع المجتمع مما قد يعود على أبنائهم بالخير والمنفعة ومن ثم المجتمع بأسره، لذلك فهناك محاولات مستمرة تتسم بالجدية من قبل الاجتماعيين وعلماء علم النفس لمحاولة تخفيف شدة هذه الضغوط على الأقل إن لم يكن هناك أملا في علاجها نهائيا.
فعندما سأل والدي الأطفال المتخلفين عقلياً في كندا وألبرت عن خبراتهم الوالدية؛ أخبروا بأنهم يعانون من ضغوط وجدانية واجتماعية (Wilgosh, 1988 , 255 ; Wikler , 1981,281).
فالآباء الذين يتلقون مستوى عالي من المساندة الاجتماعية من الأزواج وأعضاء الأسرة والأصدقاء كانوا يخبرون درجات أدنى من الضغوط، ويشعروا بأن الصورة الاجتماعية كانت متأثرة عكسيا بإنجاز أهداف الحياة (Moudgil et al, 1987 , 30).
أما عن أمهات الأطفال المتخلفين عقلياً فتعانين من ضغوط نفسية واجتماعية شديدة؛ تتمثل في (رعاية الطفل - الضغوط المالية - العناية الطبية بالطفل - والضغوط الأسرية) فقد تلجأ الأمهات للتعامل مع الضغوط من خلال العديد من الأساليب الإيجابية أو السلبية فمثلاً (44% من الأمهات تستخدمن أساليب الهروب وتحاشى حل المشكلة أو إنكار التخلف، 21% تقبل إعاقة الطفل وظروفه، 23.5% تلجأ إلى التذمر والشكوى والبكاء ولوم الذات، 12.5% تتحدى الضغوط وتواجه الموقف) كما تبين أن الأمهات غير المتزوجات تعانين من مستوى أعلى من الضغوط النفسية مقارنة بالأمهات المتزوجات، وأيضا فإن الأمهات الأقل تعليما تعانين من تلك الضغوط بدرجة أكبر مقارنة بالأمهات الأكثر تعليما (Olley&Willaim ،1997 ،112).
لذا تعاني أمهات الأطفال المتخلفين عقلياً من الضغوط النفسية والاجتماعية بالمقارنة بالآباء لأنهم يمكثون مع أبنائهم أكثر من الآباء فضلاً عن تحملهم عبء الطفل كاملاًShin et al ,2006 ،748 ;Blacher & Mclntyre ,2006 ,184) Hassall et al. ,2005 ،405).
وفيما يخص دور الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة للأطفال المتخلفين عقلياً؛ فيؤكد الاجتماعيين عن أنهما قد يلعبا الدور الفعال في توطيد العلاقات بين المدرسة والأسرة كمساهمة في تخفيف عبء الضغوط الواقع على الوالدين (Hite1985 ,124).
كذلك في نفس الاتجاه قد يلعبا الدور الفعال في تخفيف مثل تلك الضغوط لدى أخوة الطفل المتخلف عقلياً من خلال الخدمات الإرشادية الاجتماعية (Wasserman ,1983 ,622).
كما لا يوجد مكان يتأثر بوجود طفل معاق أكثر من الأسرة، لذا فإن ولادة طفل معاق قد يغير من بنيان الأسرة وتفاعلات أعضائها بعضهم ببعض من جانب، وتفاعلاتهم مع الطفل المعاق من جانب أخر؛ فقد يشعر الوالدين بخيبة الأمل والغضب والشعور بالذنب (Hardman, et al. ,1984 ,21).
كما أن الأبوين عادة ما يكون لديهما أحلاماً وتصورات بما سيكون عليه وليدهما المقبل، وما الذى ستجلبه عليهما تلك المرحلة الجديدة من الوالدية، إلا أنهما يصدمان عندما يولد الطفل معاقا حيث تتغير صورهم عن ذواتهم كآباء وأمهات، حيث تثير المسائل العادية لمساعدة الطفل على النمو للإحباطات وأحاسيس العجز عند الأبوين، وقد يتطور ذلك إلى شعورهم بالهم والغم (Schleifer ,1982 ،420).
في حين أن أمهات الأطفال المتخلفين عقلياً أكثر معاناة من الشعور بالضغوط النفسية والاجتماعية بالمقارنة بالآباء لأنهم يمكثون مع أبنائهم أكثر من الآباء؛ لذا فهم في حاجة إلي الخدمات الإرشادية النفسية والاجتماعيةDoumaetal.,2006,570;Abbeduto et al.,2006,894;Herring et al.,2006,874;Shin et al,2006,748 Blacher) &Mclntyre2006,184;Hassall et al.,2005,405).
فوجود طفل متخلف عادة ما يشعر به جميع أعضاء الأسرة بسبب المطالب الانفعالية والاجتماعية والتعليمية والمالية المفروضة على الأسرة، وعادة ما تجعل تلك المطالب والالتزامات غير العادية أسر الأطفال المتخلفين معرضون وبصورة كبيرة للضغوط النفسية إذا ما قورنوا بأسر الأطفال العاديين.
■ ومن آثار ذلك نما لدى الوالدين والدا الطفل المتخلف عقلياً - العديد من الضغوط النفسية والاجتماعية منها :
1- اضطراب علاقة الطفل المعاق بوالديه.
2- تباين واختلاف الطفل عن الأطفال الآخرين.
3- تجنب الوالدان المناسبات الاجتماعية.
4- تحطيم حلم الأبوين بأن يكون لهما طفلا سويا.
5- تعرض الوالدان للإحباطات النفسية والإحراج في مواقف عديدة.
6- تقدير الذات المنخفض لدى الأبوين.
7- تناقض الآراء الوالدية وعدم اتفاقهما فيما يتعلق بمستقبل وحياة هذا الطفل.
8- حاجة هذا الطفل إلى انتباه الآباء والأمهات ورعايتهم بصورة أكبر.
9- ردود الفعل السلبية للأقارب والمعارف نحو الأسرة.
10- زيادة التكاليف الطبية والأجهزة الخاصة التي يحتاجها هذا الطفل.
11- سرعة التأثر بالنقد والحساسية الزائدة.
12- قصور المعارف والمعلومات عند الوالدين فيما يتعلق بتنشئة الطفل.
13- المستقبل المجهول الذي سيواجهه هذا الطفل.
14- فقدان العلاقة الاتصالية مع الطفل (Smith, 1984, 20).
وقد تعددت صور الضغوط النفسية والاجتماعية لدى الآباء والأمهات في البيئة العربية فكانت (90% من الأمهات تعانين من القلق حول مستقبل الطفل مقابل (45%) من الآباء، (55%) من الأمهات تعانين من المشكلات الصحية للطفل مقابل (36%) من الآباء ، (27%) من الأمهات تعانين من عدم القدرة على تحمل أعباء الطفل ورعايته مقابل (18%) من الآباء، (18%) من الأمهات تعانين من مشاكل الأداء الاستقلالي للطفل مقابل (36%) من الآباء (خالد محمد الحبيش، 2003).
أما عن البيئة الأجنبية فقد تبين أن الأمهات تعانين من ضغوط نفسية أشد من أباء الأطفال المتخلفين، وتلجأن لطلب الدعم والعون والمساندة لمواجهة الضغوط النفسية أكثر من الآباء، فالآباء أقل طلبا للمساندة والدعم حيث أن (54%) من الأمهات تطلبن المساعدة والعون مقابل (39%) من الآباء، وأن الأمهات تلجأن لتناول الأدوية المهدئة كوسيلة للتخفيف من الضغوط أكثر من الآباء حيث أن (45%) من الأمهات تستخدمن الأدوية مقابل (26%) من الآباء (Little 2003).
ومن هذا المنطلق ثبت أن الضغط النفسي والاجتماعي الذي يتعرض له الوالدين بسبب إعاقة أحد أفراد الأسرة له تأثيرات على المرض الجسمي والعقلي والاضطرابات النفسية والمزاج المكتئب والتكيف الاجتماعي والتوافق النفسي وهي في المقام الأول تأثيرات نفسية فسيولوجية، لذا فهم في حاجة إلى تدخل إرشادي.
ولما كانت المشكلات الاجتماعية ظواهر سلبية غير مرغوبة أو صعوبات ومعوقات تعرقل سير الأمور في المجتمع وتتأتى من ظروف مؤثرة على عدد كبير من الأفراد تجعلهم يحصدون عائدها غير المرغوب.
■ لذا فإن دور خدمة الفرد يتمثل في محاولة التغلب على تلك المشكلات من خلال الوضع في الاعتبار :
1- هل هذه المشكلات الاجتماعية يشعر بها الفرد العادي أم المتخصصون ؟
2- هل هذه المشكلات الاجتماعية تخص قطاع كبير من المجتمع ؟
3- هل هذه المشكلات الاجتماعية قوية أو مداها ممتد ؟
4- هل هذه المشكلات الاجتماعية تنحصر في ثقافة محددة ؟
■ وبالتالي يمكن القول أن أي مشكلة اجتماعية في إطار خدمة الفرد تتضمن :
1- جانب الضرر الاجتماعي الناجم عن المشكلة.
2- كيفية وقوع الضرر الاجتماعي.
3- كيفية التصدي لهذا الضرر.
كما أن عملية الإرشاد لا تتوقف على توفير الرعاية الأولية والتأكد من حصول الفرد على الحاجات المادية بل يتعدى ذلك إلى الرعاية الاجتماعية التي تمكن الفرد من التكيف مع ظل الإعاقة ومع الأسرة والمجتمع بشكل يحقق تقدير الذات والتوافق، كما تؤهل أفراد الأسرة في التأقلم مع ظروف الإعاقة والتغلب على الضغوط الناجمة عنها.
والإنسان في العادة تعترضه العديد من المشكلات في مجمل حياته، وهذه المشكلات تختلف من شخص لآخر، فمنها مشكلات اجتماعية ونفسية وعائلية وأكاديمية وبيئية .. إلخ. وكل هذه المشكلات قد تؤثر على الإنسان نفسياً واجتماعياً وشخصياً ومهنياً مما تطلب ضرورة توافر الإرشاد بشتي صوره الديني والاجتماعي والنفسي .. إلخ (محمود عبدالله صالح، 1985، 22).
ولما كان مدخل الإرشاد الاجتماعي الديني في إطار الأسرة يرنو إلى التعامل مع الإعاقة لدى الابن من قبل الوالدين لكونها بداية لسلسلة طويلة من الضغوط والمحاولات والسعي الكثير لتوفير أفضل فرص ممكنة للطفل؛ إلا أن صدمة الاكتشاف تجعلهم غير قادرين على التفكير السليم فيصبحا في أمس الحاجة إلى من يدلهم على الطريق السليم من أجل مساعدة أبنهم وأنفسهم؛ مما يتطلب ضرورة الإرشاد الاجتماعي وفق مظلة الدين الحنيف.
لذا باتت الحاجة ماسة إلى الإرشاد الاجتماعي الديني مع أسر الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وأبنائهم لما تفرضه عليهم الإعاقة من مشكلات وضغوط نفسية واجتماعية تتطلب وبإلحاح الخدمات الإرشادية خاصةً تربوياً ومهنياً وزواجياً وأسرياً واجتماعياً ودينياً في شكل برامج مرنة (حامد زهران، 1980، 430).
كما أن استخدام البرامج العلاجية الاجتماعية من منظور خدمة الفرد والجماعة مع فئات الأطفال ذوي التخلف العقلي وأسرهم له الدور الفعال في تخفيف حدة المشكلات الاجتماعية التي يعنون منها (سيدة أبو السعود، 1995؛ صفاء خضير، 1994، نعيم شلبي، 2007).
وبالتالي يمكن القول أن البحث الحالي ينطلق من مسلمة منطقية تتمثل في أن الأم - باعتبار أنها أقرب من يحتك بالطفل المتخلف عقلياً داخل الأسرة - أكثر من يتأثر بإعاقة الطفل مما قد تكبلها بضغوط كثيرة وغير محصورة كرعاية الطفل، الضغوط المالية، العناية الطبية بالطفل ، الضغوط الأسرية، تحطيم حلم الأم بأن يكون لها طفلا سويا، تعرض الأم للإحباطات النفسية، الإحراج في مواقف عديدة، تناقض آراء الأم وعدم اتفاقها فيما يتعلق بمستقبل وحياة هذا الطفل، حاجة هذا الطفل إلى انتباه الأمهات ورعايته بصورة أكبر، ردود الفعل السلبية للأقارب والمعارف نحو الأسرة، قصور المعارف والمعلومات عند الأم فيما يتعلق بتنشئة الطفل، فقدان العلاقة الاتصالية مع الطفل.
وكل تلك الضغوط لها تأثير على العمليات النفسية والاجتماعية والعلاجية والتربوية للأسرة ككل.