من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالرحمن عبدالقادر سرتي.
إجمالي القراءات : ﴿4311﴾.
عدد المشــاركات : ﴿10﴾.

مواقف وخبرات : مسارات المرحلة الثانوية.
■ تجاوزت سنوات عملي بالتعليم ثلاثة عقود قضيتها بين معلم ومشرف تربوي. تكونت لدي خبرات عريضة وواجهت مواقف شتى منها ما عايشته شخصيا ومنها ما تعرض له زملاء فضلاء، تعلمت من هذه المواقف والخبرات بشكل صقل معرفتي وقيم أدائي.
خبرات ومواقف لم أتعلمها بجامعة ولكن اكتسبتها من جامعة الحياة ومدرسة العمل التربوي.. بعد هذه السنوات العريضة وقبلها سنوات الدراسة الجامعية وقفت أتساءل ولا اخفي سرا أن هذه الوقفة مع الذات تكررت مرارا بعد كل موقف أو خبرة تعرضت لها وكنت أتساءل لماذا نعمل على ردة الفعل وليس الفعل نفسه لماذا نتحرك بعد المؤثر ولا يكون لنا الأثر في صنع القرار.
اعلم أنني أطلت بالمقدمة أحبتي. ولكن لأبدأ من نقطة البداية من أول نقطة لاتخاذ مسار التغيير التعليمي وهي اختيار الطالب لمساره بعد الصف الأول ثانوي (علمي أو أدبي) أو كما هو الآن (1444/1443) مسارات متعددة، لماذا لا تكون هناك دورة بمسمى اختيار المسار تقدم من قبل الموجه الطلابي بشكل علمي أو من قبل متخصصين بالتربية تسهم في اتخاذ الطالب لمساره الصحيح وفق ميوله وقدراته ورغباته ولا يكون الاختيار عن طريق اختبار أو درجات تحصيل. فكم شاهدنا من نماذج اختارت التخصص لرغبة الوالدين أو تقليد لأصدقاء أو حتى لرغبة الطالب نفسه في اختيار الأفضل من وجهة نظر المجتمع حتى ولو لا يناسب قدراته.
نفس الحال ينطبق على مرحلة أخرى من المسار هي مرحلة تخرج الطالب من المرحلة الثانوية والتحاقه بالجامعة فنجد أن معيار تحديد التخصص هو الدرجات التي حصل عليها الطالب بالثانوية العامة و درجات القدرات والتحصيل الدراسي دون النظر لرغبات الطالب وتوجهاتهم فكم طالب أضاع عامين أو اكثر بدراسة تخصص لا يتناسب مع ميوله. والأدهى أن يتخرج من تخصص ولا يحب أن يعمل فيه.
فلماذا أحبتي لا يكون هناك برامج تنبئية ودورات إرشادية يحضرها طالب المرحلة الثانوية واختبارات قياس (الاختبار التنبئي) الذي يستطيع الطالب من خلاله تحديد ميوله ورغباته ويجد يد خبيرة تأخذ بيده للاختيار الصحيح.
ولعلي اختم بمرحلة ثالثة تخص العمل التعليمي وخاصة عند التحول للعمل القيادي سواء كمدير مدرسة أو كمشرف تربوي أو أي منصب قيادي تجدنا نواجه الاختبارات الورقية لتحدد مدى ملائمة المتقدم للمنصب دون النظر لكفاءته أو قدراته فكم من معلم متميز خسرناه بحجة العمل الإداري سواء من خلال رغبة في التغيير من قبل الشخص نفسه أو من خلال رغبة رؤسائه أو المشرفين عليه أو من خلال الاحتياج الوظيفي. فلما لا يضاف للاختبار مع تغيير محتواه والمقابلة الشخصية مع تغيير الأسئلة العقيمة التي تطرح من خلالها نموذج آخر وأهم هو البرامج التوجيهية أو اللقاءات التثقيفية واختبارات عملية أو نظرية تقيس مدى ملائمة الشخص للعمل.