من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : طارق يسن الطاهر.
إجمالي القراءات : ﴿5135﴾.
عدد المشــاركات : ﴿78﴾.

في الرد على رسالة تشرح معنى لفظ الجلالة "الله".
■ انتشرت في الوسائط رسالة تتحدث عن فتاة إسبانية تشرح معنى لفظ الجلالة "الله".
الرسالة طويلة ومليئة بالمغالطات، وقناعتي أنه لا توجد في الحقيقة لا فتاة إسبانية ولا غيرها، وإنما هي الفبركة والتلبيس.
أقتبس منها بين القوسين [ ] وأرد عليها مستعينا بالله :
● ● ●
■ يقول :
[فمكونات حروفه دون الأسماء جميعها يأتي ذكرها من خالص الجوف, لا من الشفتين. فـلفظ الجلالة لا تنطق به الشفاه لخلوه من النقاط .. ].

● وأقول :
ليس جميع الحروف الشفوية بها نقاط، خذ مثلا حرف الميم، فهو حرف شفوي، وليس به نقاط، إذن من هنا كلامه غير صحيح، ولا حاجة لمزيد من التعقيب. كذلك ليس كل حروف لفظ الجلالة "لله" حروفا من خالص الجوف، فالحروف الجوفية هي حروف المد الثلاثة: "الألف، الواو، الياء"، والحرف الحلقي الوحيد في كلمة "الله" هو الهاء، أما اللام فحرف مخرجه من أدنى حافتي اللسان الى منتهى طرفه مع ما يحاذيهما من منبت اﻷسنان العليا.
● ● ●
■ يقول :
[ومن حكم ذلك انه إذا أراد ذاكر أن يذكر اسم الله فإن أي جليس لن يشعر بذلك . ].

● أقول :
هذه خلاصة مبنية على ما قبلها، وما قبلها باطل، فهي إذن باطلة، لكن لا بأس في الرد عليها :
• هل ترديد لفظ الجلالة – منفردا - من الذكر ؟
• وما الغرض من عدم شعور جليسك بك ؟
• ولو سلمنا جدلا أنها ذكر، فإن جالست أحدا فهل تحدثه أم تظل في ذكر ؟
● ● ●
■ ثم ينتقل لمزيد من التخاريف حين يقول :
[ومن إعجاز اسمه انه مهما نقصت حروفه فإن الاسم يبقى كما هو]. ويسعى جاهدا ليثبت صحة زعمه.. فيقول: [وإذا ما حذفنا الحرف الأول يصبح اسمه لله كما تقول الآية
(ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)].

■ وأقول :
هنا كلمة "لله" في الآية ليست هي الله، وإنما هي مكونة من اللام وهي حرف جر دخل على لفظ الجلالة "الله" والمعلوم في اللغة أن حرف اللام عندما يدخل على كلمة مبدوءة بألف وصل يحذف ذلك الألف: لـ + الله = لله / لـ + العمل = للعمل، وهكذا.
● ● ●
■ يقول :
[وإذا ما حذفنا الألف واللام الأولى بقيت "له" ولا يزال مدلولها الإلهي كما يقول سبحانه وتعالى: (له ما في السموات والأرض)].

■ وأقول :
كلمة (له) مكونة من حرف الجر اللام دخل على الضمير المتصل الهاء.
ويمكن أن تستخدم "له" ولا يقصد بها الله، وذلك كثير في القرآن، ومنه قوله تعالى: (إذ قال له ربه أسلم ...) [البقرة 131]. "له" في هذه الآية مقصود بها إبراهيم عليه السلام، ومنها قوله تعالى عن عيسى عليه السلام: (... ثم قال له كن فيكون) [آل عمران 59]. وجاءت لغير الناس في قوله تعالى: (وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) [البقرة 117]. والمقصود بـ "له" هنا الأمر.
● ● ●
■ يقول :
[وإن حذفت الألف واللام الأولى والثانية بقيت الهاء بالضمة" هـُ " ورغم ذلك تبقى الإشارة إليه سبحانه وتعالى كما قال في كتابه (هو الذي لا اله إلا هو)].

■ وأقول :
هـ غير هو // هـ ضمير متصل ولا يستقل بنفسه، ولابد أن يكون متصلا بغير؛ حتى يصبح له معنى.
أما هو فضمير منفصل.
ويمكن الحديث بـ : "هو" لأي مدلول، وليست خاصة بالله سبحانه وتعالى، كما في قوله تعالى: (... وهو الحق مصدقا ...) [البقرة 91]. والمقصود بالضمير هو في الآية هنا القرآن الكريم. ثم إنه ليست هناك آية في القرآن الكريم بالصيغة التي ذكرتها الرسالة : (هو الذي لا اله إلا هو) ؟!
● ● ●
■ يقول:
وإذا ما حذفت اللام الأولى بقيت "إله" كما قال تعالي في الآية (الله لا إله إلا هو).

■ وأقول :
كلمة إله لا تعني الله، لأن إله تعني معبود، وقد يكون هناك معبودا، لكنه ليس الله، قال تعالى : (أرأيت من اتخذ إلهه هواه ...) [الفرقان 43]. أي جعل هواه إلها يطيعه. معنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله.
● ● ●
■ ويختم صاحب الرسالة - شأنها شأن جميع الرسائل الملغومة المزعومة - بالحث على نشرها وإن في ذلك نشرا للدين، وذلك بغرض المزيد من التلبيس على الناس.