من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

سُر من رقا ﴿4446﴾.
دعوني أحلم ! ﴿5385﴾.
كلمات عابرة ﴿6147﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : أ. د. عبدالله سالم بافرج.
إجمالي القراءات : ﴿6506﴾.
عدد المشــاركات : ﴿8﴾.

القول الحسن : وقولوا للناس حُسنا.
■ من لطف الله تعالى بعباده أن أمرهم بأحسن الأخلاق, والأعمال, والأقوال الموجبة للسعادة في الدارين ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا﴾ [الإسراء : 35]؛ فأمر تعالى عباده أن يقولوا الكلام الأحسن والكلمة الطيبة ؛ وهي : كل كلمة تعرب عن حسن النية وعن نفوس زكية, وهي : كل كلام يقرب إلى الله من قراءة وذكر وعلم وأمر بمعروف ونهي عن منكر وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين فإنه يأمر بإيثار أحسنهما إن لم يمكن الجمع بينهما.
والمقصد الأهم من هذا التأديب تأديب الأمة في معاملة بعضهم بعضاً بحسن المعاملة وإلانة القول, وهو تأديب عظيم في مراقبة اللسان وما يصدر منه, وأن لا يستخف بفاسد الأقوال؛ فإنها تثير مفاسد من عمل الشيطان. وفي الحديث قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ, هَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ؟" رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه, وقال الترمذي : حسن صحيح, وقال الألباني: صحيح.
فإنهم إذ لم يفعلوا ذلك، نزغ الشيطان بينهم- وأصل النزغ الطعن السريع, واستعمل هنا في الإفساد السريع الأثر- وسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم, وأخرج الكلام إلى الفعال، ووقع الشر والمخاصمة والمقاتلة.
وفي هذا التحذير من إلقاء الشيطان العداوة بين المؤمنين تحقيقاً لمقصد الشريعة من بث الأخوة الإسلامية, والدواء الناجح في الحزم كل الحزم أن لا يطيعوا الشيطان في الأقوال غير الحسنة التي يدعوهم إليها، وأن يلينوا فيما بينهم لينقمع الشيطان الذي ينزغ بينهم فإنه عدوهم الحقيقي الذي ينبغي لهم أن يحاربوه فإن ﴿الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ [لقمان : ١٢]؛ فبذلك يطيعوا ربهم ويستقيم أمرهم ويهتدوا لرشدهم.
وعداوة الشيطان للإنسان أمر مستقر في خلقته, من وقت نشأة آدم عليه الصلاة والسلام، وأعظم كيد الشيطان أن يوقع المؤمن في الشر وهو يوهمه أنه يعمل خيراً.