من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

متلاعبون ﴿2770﴾.
ظلم الأحبة ﴿5406﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عمر عبدالله مغربي.
إجمالي القراءات : ﴿7847﴾.
عدد المشــاركات : ﴿27﴾.

علم النفس المهني فرع تطبيقي من علم النفس يُعنى بدراسة السلوك الإنساني في المجالات المهنية، ومساندة المهنيين في أعمالهم، والعمل على تقدمهم ونجاحهم المهني.
ومن المصطلحات المهمة في علم النفس المهني التي يحتاجها المعنيون والمهتمون بتطوير التعليم، مصطلحا: التوجيه المهني، والاختيار المهني.
فماذا نعني بهذين المصطلحين، وما الفرق بينهما ؟ وما علاقتهما بتطوير التعليم ؟

التوجيه المهني vocational guidance : هو تحديد أفضل المهن التي تناسب قدرات واستعدادات الأفراد، بينما الاختيار المهني vocational selection : هو انتقاء أصلح الأفراد لمهنة معينة. وعليه فالتوجيه المهني عملية تخدم الأفراد، بينما الاختيار المهني عملية تخدم المهن.

في مجال التعليم وتحديداً المجالات المتعلقة بإعداد المعلمين، غاب عنا هذان المصطلحان ولم نعمل بهما لسنوات طويلة، فقد كان التحاق الطلاب بكليات المعلمين –وما زال- مبنياً على رغباتهم الشخصية.

ولكون المجال التعليمي مجالاً جاذباً نوعاً ما لكثير من خريجي المرحلة الثانوية، ولا يتطلب معايير خاصة للقبول في كلياته ومعاهده، فقد التحق الكثير من الطلاب بكليات ومعاهد المعلمين التي فتحت أبوابها للجميع.

وبالرغم من أن هذا المسار قد ساهم سريعاً في توفير كادر من المعلمين في كافة التخصصات، إلا أن له تبعات سلبية تمثلت في الضعف الذي نعاني منه اليوم في مخرجات التعليم ونواتج التعلم كنتيجة لعدم مناسبة كثير ممن التحق بمهنة التعليم لها.

في السنوات الأخيرة بدأت في الظهور صورة من صور الاختيار المهني ممثلةً في الاختبارات المهنية للمعلمين التي يعدها المركز الوطني للقياس، غير أن توقيت هذا الإجراء من وجهة نظري جاء متأخراً عن وقته، إذ يفترض أن تتم عملية الاختيار المهني قبل التحاق الطلاب بكليات المعلمين وليس بعده.

إن عملية الاختيار المهني التي تتم حالياً بعد عملية إعداد المعلمين تتسبب ولا شك في هدر كبير في الوقت والجهد، كما أنها محبطة لكثير من المتخرجين الذين لم يتمكنوا من اجتياز الاختبار بعد أن أمضوا سنوات من عمرهم في الإعداد والتأهيل.

وفي خضم الاهتمام المتزايد بتطوير التعليم، من المهم إعادة النظر في إجراءات قبول المتقدمين لكليات إعداد المعلمين، واعتماد عمليات التوجيه التربوي والاختيار المهني المعتمدة في كثير من دول العالم كعمليات علمية موثوقة النتائج.

فمن خلال تطبيق عمليات التوجيه المهني والاختيار المهني يمكن ضمان إعداد معلمين ذوي كفاءات مهنية عالية، الأمر الذي يسهم في تجويد التعليم والتعلّم، وتسريع وتجويد كافة الجهود المبذولة في عمليات التحسين والتطوير.