من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿3246﴾.
عدد المشــاركات : ﴿722﴾.

خطوات عملية لبناء خطة مذاكرة فعالّة.
تقترب الامتحانات دائمًا مصاحبة معها المزيد من القلق والتوتر النفسي والعصبي الذي يصيب الطلاب بسبب الخوف من تلك الامتحانات ونتائجها، فضلًا عن الإحساس بضياع الوقت وعدم تبقي الوقت الكافي من أجل الاستعداد جيدًا. في تلك الأوقات تتجه أسئلة الطلاب بشكلٍ دائم حول معرفة الحلول والطرق التي يجب عليهم اتباعها من أجل الاستعداد الجيد للاختبارات في هذا الوقت البسيط، وتأتي الإجابة دائمًا مركزة في حلّ خطة المذاكرة.

■ ما هي خطة المذاكرة ؟
خطة المذاكرة هي جدول منظم يقوم الطلاب بإنشائه بهدف تحديد أوقات ومواعيد المذاكرة، وكذلك تحديد أهداف التعلّم الخاصة بكل موضوع. يشبه جدول المذاكرة جداول العمل أو المدرسة، حيث يقوم الطلاب من خلاله بتحديد الأيام والأوقات المخصصة للمذاكرة فقط، بالإضافة إلى تحديد ومتابعة مخرجات التعلّم الخاصة بهم.
خطة المذاكرة هي جدول منظم يقوم الطلاب بإنشائه بهدف تحديد أوقات ومواعيد المذاكرة
الأمر ليس قاصرًا على طرق التعليم التقليدية فقط، بل في التعلم الذاتي والتعلّم عبر الإنترنت يحتاج الطلاب أيضًا إلى إنشاء خطط وجداول للمذاكرة من أجل تقييم أنفسهم وعملية التعلم الخاصة بهم بشكلٍ دوري، وأيضًا التذكير بمواعيد الدروس والواجبات، حيث تمتاز تلك الأنظمة بكونها ذاتية معتمدة فقط على العامل الشخصي مما يلزم وجود أدوات تقييمية مثل التي توفرها خطط المذاكرة.
أحد المميزات المتعلقة بخطط المذاكرة هي المرونة التي يجب أن تتمتع بها، حيث تختلف خطة المذاكرة من طالبٍ إلى آخر، فلا يوجد خطة واحدة تصلح لجميع الطلاب، بل يقوم كل طالب بإنشاء وتصميم الخطة الخاصة به بما يتوافق مع وقته وأهدافه.

● هذه بعض النصائح التي يمكنك اتباعها عند إنشاء خطة المذاكرة الخاصة بك من أجل امتحانك القادم :
1- تحديد الأحداث الهامة : الخطوة الأولى عند إنشاء خطة المذاكرة هي تحديد وكتابة مواعيد الأحداث الهامّة خلال الفترة القادمة. هذه الأحداث قد تشمل اختبارات نصف العام، درس المراجعة النهائية، أو حفلة عيد ميلادك. كل الأحداث التي لا يمكنك التحكم في مواعيدها أو تغييرها عليك كتابتها في ورقة بشكلٍ مفصل حتى تستطيع معرفة باقي الأيام المتاحة لك من أجل المذاكرة.
2- تحديد أوقات النشاط : أوقات النشاط هي الأوقات التي يصبح فيها الطالب أكثر نشاطًا ولديه استعداد أكثر لاستقبال معلومات جديدة. يختلف هذا الوقت من شخص لآخر فقد يكون وقت النشاط الأفضل عند طالبٍ ما هو فترة الصباح، بينما عند طالب آخر هو فترة المساء. تحديد ومعرفة أوقات النشاط الخاصة بك يمكنّك من تخصيص هذا الوقت للمذاكرة، حيث يصبح هذا الوقت هو الأفضل من أجل التعلم ومعرفة المزيد من المعلومات.
3- تحديد المواد الدراسية : بعد تحديد مواعيد الأحداث الهامة والثابتة، ومعرفة عدد الأيام المتاحة للمذاكرة وأوقات النشاط، قم بكتابة المواد الدراسية التي يجب عليك مذاكرتها من أجل الامتحانات. الكثير يقومون بالاكتفاء بهذه النقطة والبدء في مذاكرة المواد التي قاموا بتحديدها مباشرة إلا أن هذا الأمر ليس صحيحًا ويتسبب في إضاعة الكثير من الوقت والمجهود دون فائدة. بعد تحديد المواد الدراسية قم بتقسيم كل مادة وكتابة عدد الفصول الخاصة بها بالإضافة إلى عناوين كل فصل، ليس هذا فقط، قم أيضًا بتحديد وتقييم مستواك المعرفي في كل مادة على حدة. حدّد المواد التي لديك معرفة قوية بها ولا تحتاج سوى المراجعة، والمواد التي تحتوي على معلومات جديدة بالنسبة إليك وتحتاج إلى مذاكرة مكثفة.
4 - كتابة الجدول : بعد الانتهاء من تخصيص المواد الدراسية وتحديد الفصول الخاصة بكل مادة، وأيضًا تقييم المستوى المعرفي من ناحية القوة والضعف، قم بإنشاء جدول خاص للمذاكرة فقط. قد يكون هذا الجدول مقسمًا بشكلٍ يومي، أو أسبوعي، أو حتى بشكلٍ شهري.
يمكن إنشاء الجداول بشكلٍ يدوي من خلال استخدام الورق والأقلام، أو يمكن الاستعانة ببعض التطبيقات والبرامج.
عند إنشاء جدول المذاكرة بهدف الاستعداد للاختبارات، حاول قدر الإمكان أن يكون موعد الاختبار هو النقطة الأخيرة التي ينتهي عندها جدول المذاكرة الخاص بك. كذلك قم بتقسيم المواد التي يجب عليك مذاكرتها على الأيام المتاحة للمذاكرة مع الأخذ في الاعتبار أن هناك مودا تحتاج إلى جهدِ مضاعف ووقتٍ أطول، ومواد أخرى لا تحتاج سوى وقتٍ بسيط من أجل المراجعة فقط.
يمكن إنشاء الجداول بشكلٍ يدوي من خلال استخدام الورق والأقلام، أو يمكن الاستعانة ببعض التطبيقات والبرامج التي تتيح لك العديد من المميزات عند إنشاء جداول المذاكرة مثل تطبيق My study life، وتطبيق My study Planner وغيرهما من التطبيقات المختلفة.
5- الالتزام : الهدف من إنشاء جداول وخطط المذاكرة هو اتباعها وتنفيذها وليس إضاعة الوقت في إنشائها ثم تركها. لذا بعد إنشاء جدول المذاكرة، عليك الالتزام به جيدّا وتطبيق جميع الأهداف التي تمت كتابتها في هذا الجدول بهدف الانتهاء من مراجعة جميع الموادّ قبل مواعيد الاختبارات. العديد من الطلاب يواجهون مشاكل الالتزام حيث لا يوجد أي دافع أو وسيلة تُلزم الطلاب بالالتزام بالجدول مما يؤدي الى تخليهم عن الفكرة بعد بعض الوقت إما بدافع الملل والكسل، أو بدافع تأجيل المهام حتى اللحظات الأخيرة مما يؤدي إلى عدم فعالية الجدول في نهاية المطاف.

● لذا إذا كنت أحد الطلاب الذين يقومون بإنشاء الجداول دون الالتزام بها، فعليك بالتالي :
1- عند إنشاء الجدول، لا تقم بتخصيصه لمواد الدراسة فقط، بل حاول قدر الإمكان أن يتخلل جدولك مجموعة من الأنشطة الترفيهية التي تفضلها.
2- عند تحديد ساعات المذاكرة الخاصة بكل مادّة، يفضل أن تتخللها استراحات قصيرة. الطريقة الشائعة والفضلى في هذا الأمر هي تخصيص 25 دقيقة لكل جلسة مذاكرة ثم 5 دقائق للراحة.
3- إذا كنت من الطلاب الذين يفضلون التعلم مع زملاء آخرين، يمكنك إنشاء جدول مذاكرة مع زميلٍ لك، حيث يصبح هذا الجدول مشتركًا بينكما، ويقوم كلً منكما بتشجيع الآخر على الانتهاء منه وتحقيق أهدافه.

■ أخيرًا :
التعلم هو أحد الأمور التي قد تصبح ممتعة إلى أكبر حدٍ ممكن، أو مملة بالقدر ذاته، الأمر فقط يعتمد على الطريقة التي ينظر بها الطالب إلى هذه العملية. لذا عند المذاكرة، لا تجعل الهدف فقط هو المذاكرة من أجل الاختبار، بل اجعل الهدف المذاكرة بهدف التعلّم واستكشاف المزيد من المعلومات المثيرة، حينها يصبح الأمر أكثر مرحًا، ويصبح العقل أكثر قدرة على الاحتفاظ بالكمّ الهائل من البيانات والمعلومات التي يحصل عليها خلال أوقات المذاكرة.
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.