من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿2876﴾.
عدد المشــاركات : ﴿722﴾.

فضل الإنفاق على المحتاجين.
■ إن من الأساليب التي يزداد الشيطان بقوته على الإنسان ضعيف الأيمان لاسيما الإغناء بمنعه من الصدقة على الفقراء ولو بالشيء اليسير موهماً إياه بأن ماله ينقص وهو حي بالدنيا فيصبح فقيراً لا يجد ثمن لقمة العيش ويزين له قبل مماته بأن أولاده سينقص مالهم وتركة والدهم من بعده بسبب صدقات والدهم ويصبحون متسولين وفقراء، فالله تعالى يغيظ الشيطان بتلك اللحظة وساعة الغرغرة عند الموت فيكشف الحجاب عمن دنا موته عن فضل الصدقة ومكانتها عند الله وحتى في الجنة أمام ناظريه وعندما يتحقق الإنسان الكافر أو البخيل من صدق وعد الله تعالى بأنه ميت ومفارق لكل أمواله وعقاراته وارضه وأهله وأحبابه في الدنيا ويشعر بأن ماء غسله حار أو على النار لتغسيله بعد خروج روحه وأنه لا يخرج من بيته إلا بالكفن الخالي أبداً من أي جيب، فيقول معلنا وداعياً الله تعالى آملا قبول قوله تعالى ومستجيبا له بتحقيق وطاعة أمر الله تعالى : (وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) (المنافقون)، ولم يقل ارجعني لأصلي أو لأصوم أو لأحج أو أن يقوم بأية عبادة أخرى - لما للصدقة من فضل عظيم - وقد قالت الحكماء (الكرم يغطي كل عيب).
فالحمد لله رب العالمين أمر بالإحسان ووعد المحسنين بجزيل الثواب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، حث على الصدقة لا سيما في أوقات الحاجة صلى الله عليه وعلى جميع الآل والأصحاب وسلم تسليما كثير.
إن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان، ودار شدائد ورخاء، يتعاقب فيها الخير والشر، ويتعاقب فيها العسر واليسر، ابتلاء وامتحان، وإن الله جل وعلا أمر المؤمنين عندما تنزل الشدائد والحاجة والفقر أمرهم بالتعاون على دفع حاجة المحتاجين ومساعدة المعسرين، فالله سبحانه وتعالى أعطى الأموال وأمر بالإنفاق أمر بالإنفاق منها كما قال سبحانه وتعالى : (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ ۝ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، ووعد المحسنين بأنه لا يضيع أجورهم، بل يضاعفها لهم أضعافا كثيرة (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون). والنبي صلى الله عليه وسلم وصف المسلمين بأنهم "كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، قال صلى الله عليه وسلم : "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، قال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وشبك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم.
فاتقوا الله عباد الله (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ۝ فَكُّ رَقَبَةٍ ۝ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ۝ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ ۝ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ ۝ ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ۝ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ۝ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ۝ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ).