من أحدث المقالات المضافة في القسم.

محمد عاطف السالمي عدد المشاركات : ﴿207﴾ التسلسل الزمني : 1433/04/01 (06:01 صباحاً) عدد القراءات : ﴿4200﴾

قصة : توبة الأمير.
يُحكى أنّ إبراهيم بن أدهم وأحد أصدقائه كانا يسيران في صحراء فأتيا على قبر، فترحّم عليه إبراهيم وبكى، فقال صديقه : قبر من هذا ؟
فقال : هذا قبر حميد بن جابر أمير هذه المدن كلها، كان غارقاً في بحار الدنيا، فأخرجه الله تعالى منها واستنقذه، ولقد بلغني أنه سُرّ يوما بشيء من ملاهي ملكه ودنياه وغروره وفتنته، ثُمّ نام في مجلسه ذلك مع من يخصّه من أهله، فرأى في منامه رجلاً واقفاً على رأسه بيده كتاب فناوله ففتحه فإذا فيه كتاب مكتوب بالذهب : لا تؤثرنّ فانياً على باق، ولا تغتر بملكك وقدرتك وسلطانك وخدمك وعبيدك ولذاتك وشهواتك، فإن الذي أنت فيه جسيم لولا أنه عديم، وهو مُلك لولا أن بعده هلك، وهو فرح وسرور لولا أنه لهو وغرور، وهو يوم لو كان يوثق له بغد فسارع إلى أمر الله تعالى، فإنّ الله سبحانه قال : (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السموات والأرض أُعدّت للمتقين).
قال : فانتبه فزعاً، وقال : هذا تنبيه من الله عزّ وجل ّوموعظة، فخرج من ملكه لا يُعلم به، وقصد هذا الجبل، فتعبّد فيه، فلمّا بلغتني قصته وحُدّثتُ بأمره، قصدتُه، فسألتُه، فحدّثني ببدء أمره، وحدّثتُه ببدء أمري فما زلتُ أقصده حتى مات، ودُفن هُنا، فهذا قبره رحمه الله.
|| محمد عاطف السالمي : عضو منهل الثقافة التربوية.