أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : محمد حامد الطلحي.
إجمالي القراءات : ﴿4815﴾.
عدد المشــاركات : ﴿6﴾.

اهتموا بالصف الأول وأكرموا معلمه .. نسمو بالتعليم.
■ الصف الأول هو أول المراحل الدراسية التي يتلقى فيها الطالب والطالبة تعليماً منظماً حين دخوله المدرسة، وهي المرحلة التأسيسية التي يعتمد عليها نجاح بقية المراحل التي تليها. حينما نرى أحد أبنانا المتميزين أو بناتنا المتميزات فإن فضل هذا التميز بعد الله يعود إلى المعلم أو المعلمة الذين قاموا على تعليمه بالصف الأول الابتدائي والذين يراهن الكثير منهم أنه بعد مضي ثلاثة أشهر من دخوله المدرسة، يستطيع الطالب أن يقرأ ويكتب ويحسب. هذا دليل كبير أنه باستطاعة المعلم أو المعلمة أن يذللوا الصعاب ويأخذوا بأيدي طلابهم إلى النجاح إن هم أرادوا ذلك.
إن هذه المرحلة التأسيسية تتطلب جهدا استثنائيا كبيراً يبذله المعلم أو المعلمة لنعد هذا الطالب المستجد إعداداً جيداً للمراحل التالية بحيث ينتقل من مرحلة إلى أخرى بسلاسة دون تعثر ومن ثم نستطيع أن نقضي على الضعف الذي نشاهده في مراحل دراسية متقدمة.

■ إن هذا يتطلب منا إعادة النظر في آلياتنا المتبعة الآن بحيث نأخذ في الاعتبار ما يلي :
● أولاً : أن يحدد حافز مادي مجزٍ لمعلم ومعلمة الصف الأول ابتدائي يصل إلى 30% من الرتب وأن يتابع أداء هذا المعلم أو المعلمة عن طريق إجراء اختبارات مقننة تقيس مدى تحصيل الطالب أو الطالبة العلمي خلال العام الدراسي وعلى ضوء هذه الاختبارات تتقرر استمرارية المعنيين بتدريس هذا الصف مع بقاء الحوافز من عدمها .. أعتقد أن مثل هذا الإجراء مدعاة لمضاعفة جهد المعلم أو المعلمة وبذل قصارى جهدهم لضمان استمرارية الحافز وعدم التفريط فيه، ومن ثم تتحسن جودة الناتج التعليمي.

● ثانياً : يجب أن توضع ضوابط لاختيار من يقوم بتعليم هذا الصف بحيث يكونوا من ذوي المؤهلات العالية والخبرة الواسعة مع الإلمام التام باستراتيجيات التدريس الحديثة والقدرة على استخدام الوسائل التعليمية المختلفة كما يجب أن يتحلى بالصبر والأناة والخلق الحسن مع المعرفة بخصائص هذه المرحلة العمرية والنفسية. لقد حان الوقت أن يستحدث تخصص جديد في الجامعات أو كليات المعلمين تحت مسمى معلم الصف الأول.

● ثالثاً : غرفة الصف لهؤلاء الطلاب يجب أن تتميز عن غيرها من الغرف الأخرى في المدرسة بحيث تغطّى جدرانها وأسقفها بالكامل بالوسائل التعليمية وأن تزود بأجهزة العروض المرئية والأدوات السمعية وحبذا لو زود كل فصل بمكتبة مصغرة ليتعود الطالب على استعارة الكتيبات والقصص وقراءتها وإعادتها وبهذا يصبح كلما يراه الطالب أو يسمعه أو يلمسه في غرفة الصف يساعد على التعلم.

إن من يقومون اليوم بتعليم أبنائنا حال دخولهم المدرسة وفي هذه المرحلة التأسيسية الحساسة التي تتطلب بذل الكثير من الجهد، لا يتميزون عن زملائهم بشيء، ولسان حال البعض منهم يقول : لماذا نجهد أنفسنا ونحن سنحصل في آخر الشهر على الراتب مثلنا مثل غيرنا من الزملاء ؟ ولكن حينما يكون هناك ما يخسره المعلم نتيجة إهماله أو يتحصل عليه نتيجة جهده البنّاء، سيختلف الوضع تماماً ونكون بذلك قد حققنا مبدأ الثواب والحساب لا العقاب.
إن المعلـم والطبيب كلاهـما • • • لا يخلصان إذا هما لم يكرما
فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه • • • واصبر لجهلك إن جفوت معلما


■ الإخوة الأعزاء :
هذه وجهة نظر قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة، الهدف من طرحها هو التأكيد على أهمية السنة الأولى في حياة الطالب التعليمية لكونها الأساس الذي يتوف عليه نجاح الطالب في المراحل الدراسية التالية، وهي دعوة لأصحاب الفكر والقلم للنقاش البناء وإبداء الرأي، والله هو الهادي إلى سواء السبيل.