من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

كالنسيم هم ﴿2352﴾.
العبط ﴿8312﴾.
ارحم روحك ﴿2267﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : حامد مصلح القرشي.
إجمالي القراءات : ﴿3004﴾.
عدد المشــاركات : ﴿8﴾.

في ثقافة الإرشادات : أفاعي على طريق التربية.
التربية الصالحة هي بستان وارف الظلال، شهي الثمار، عذب النسمات، يتوق الآباء دوماً إلى رؤية أنجالهم وهم يرتعون في جنباته ويتنعمون بخيراته. وفي سبيل تحقيق تلك الغاية السامية بذل رجالات التربية على مدى عقود من الزمن جهوداً مضنية في تأليف كتب قيمة تؤصل لمبادئ تربية الأبناء المثالية وفق منظور إسلامي قويم، وبما أن الحرب الطاحنة بين الخير والشر لم تضع أوزارها بعد فقد كان لزاماً أن ترى أفاعي شر على جنبات الطريق يسوءها أن ترى قوافل الخير متجهة إلى بستان التربية فعقدت العزم أن تنفث سمومها في عقول الناشئة بكل ما أوتيت من قوة ودعم من شياطين الأنس.
واسمحوا لي أن أستعرض بين أيديكم بعضاً من تلك الأفاعي التي كانت وما زالت تفتك بعقول أبناءنا وتسعى جاهدة إلى قذفهم في أتون الرذيلة والضياع !

■ القنوات الفضائية الهابطة :
مشروع تغريبي بامتياز، نجح بخبث في التسلل إلى بيوت آمنة مطمئنة فأحالها إلى مستنقعات للانحلال الخلقي والتفكك الأسري وذلك بدعم وتمويل من بعض بني جلدتنا ممن أداروا ظهورهم لمجتمعاتهم وفضلوا أن يكونوا معول هدم في قبضة الأعداء !

■ أصدقاء السوء :
أكاد أجزم أن أغلبنا يحتفظ في ذاكرته بنماذج من شبابنا كانت في يوم من الأيام نجوماً ساطعة في سماء الفضيلة والأخلاق بيد أنهم انحرفوا فجأة عن طريق الصواب وفضلوا الالتحاق بركب التائهين ممن لا هدف لهم، ولو تتبعنا الأسباب والظروف التي قادتهم إلى تلك الانتكاسة المريرة لوجدنا أن عدم التورع في مرافقة أصدقاء السوء هو السبب الرئيس الذي أدى إلى تلك النهاية السوداء !

■ مواقع الإنترنت الإباحية :
لا يختلف اثنان من ذوي الألباب أن الإنترنت قد خطف وبجدارة لقب (خير جليس) من الكتاب عند السواد الأعظم من شباب الوطن العربي وتلك حقيقة لابد من الاعتراف بها ولا مجال لإنكارها ولكن تظل الحقيقة الأكثر إيلاماً أن النسبة الأكبر من شبابنا لا زالت تصر على استخدام الوجه القبيح من تلك الثورة الإلكترونية الهائلة وذلك من خلال إدمانهم لمواقع إباحية هدامة تقضي على كل ما هو أبيض وجميل !

وحتى نكون منصفين فلا بد أن نعترف أن تلك الأفاعي لم تقوى ويشتد عودها إلا بسبب غياب الرقابة الأسرية من طرف كلا الوالدين أو أحدهما، فلكم أن تتخيلوا مثلاً حجم الألم الذي ستشعر به فتاة مراهقة ترجع إلى بيتها بعد يوم دراسي شاق ثم تبحث عن مدرسة شوقي التي طالما سمعت عنها من معلماتها فلا تجد غير أم لاهية، يمتلأ برنامجها اليومي بالزيارات والمحادثات الهاتفية فلا تجد أمامها تلك الفتاة متنفساً غير مواقع الدردشة ودهاليزها المظلمة !

فيا معشر الآباء والأمهات، أحقنوا أولادكم بجرعات من فيتامين الرعاية والاهتمام، دثروهم برداء الحب والحنان، أوقدوا في نفوسهم جذوة الوازع الديني فهو الترياق الذي سيحمي فلذات أكبادكم من شرور تلك السموم. قد تتعبون قليلاً وربما كثيراً ولكن حتماُ ستجدون في نهاية المطاف شمس الفلاح في انتظاركم، صدقوني !