من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : خالد صابر خان.
إجمالي القراءات : ﴿3082﴾.
عدد المشــاركات : ﴿122﴾.

المكتبة المدرسية : آهات وشجون.
كنت أتساءل : كيف أننا نشجع الأطفال والشباب على القراءة وهم يرون الكتب تهان أمام أعينهم ؟
نعم !!!
المكتبة المدرسية التي كانت مليئة بالكتب النافعة وكانت منبعا عذبا لمن يبحث عن العلم والمعرفة ورافدا مهما من روافد المعرفة للأسف تم الاستغناء عنها تماما واستبدالها بمركز مصادر المعلومات وحل محلها جهاز الحاسب الآلي مزودا بالأنترنت وأصبح مرجعا للطالب والمعلم.
ويا ليت تم الاستغناء عن الكتب بطريقة لائقة تحفظ كرامتها بإهدائها أو التبرع بها ولكن للأسف تم رميها والتخلص منها في كراتين قديمة تحت الدرج والسلالم أو رميها متناثرة في مستودع الكتب المدرسية كأنها كانت عبئا عليهم.

ولو كان لها لسان لاشتكت وهي تبكي ...
أهكذا يكون جزائي ؟
أهكذا يكون رد الجميل ؟
هكذا وبكل بساطة تتخلصون مني كما لو كنت كلبا أجربا ؟
أبعد كل هذه السنين الطوال من خدمة باحثي العلم والمعرفي تجحدون معروفي ؟
ألا ليت شعري هل هناك من يحفظ معروفي ويصون كرامتي ويعرف قدري ؟
آه ثم آه من هذا الجحود ومن هذا النكران ؟
أتذكرون يوم أن كنت مرجعا لكم في كل أبحاثكم ؟
أتذكرون يوم أن كنتم تبحثون عني بكل لهفة وشوق ؟
أتذكرون يوم أن كنت متربعا على عرش المعرفة لا بديل لي سواي ؟
أتذكرون يوم أن كانت لنا جمعية في المدرسة باسم جمعية المكتبة ؟
هل تذكرون كيف كانت فرحتكم وسعادتكم عندما تجدونني بعد بحث مضن عني في المكتبات ؟
لماذا تناسيتم كل ذلك وأبدلتموني بهذا الصندوق ؟
كيف ألقى اليوم على قارعة الطريق (وجدت بعض الكتب ملقاة للأسف جوار برميل النفايات) وتحت السلالم بجوار الخردات ؟

ولكن بالرغم من ذلك أقول لكم :
سأعود بقوة وسيعود مجدي مهما طال الزمان ..
سأتربع على عرش المعرفة مرة أخرى رغم أنف التقنية ..
سأستعيد تألقي لأن هناك ثمة أوفياء باقون على عهدهم معي.

انتهى ما قاله الكتاب عن نفسه ...
أعود وأقول :
بالله كيف نزرع حب القراءة وحب الكتاب في نفوس طلابنا وهم يشاهدون هذا الإهمال المتعمد من قبل القائمين على التربية ؟
حز في نفسي وأنا أرى ذلك وحزنت لضياع الكتب وإلغاء المكتبة المدرسية.

أطالب بعودة المكتبة المدرسية كما كانت في سابق عهدها جنبا إلى جنبا مع مركز مصادر المعلومات فلا ضير من ذلك.
أنا لا أنكر دور التقنية في البحث عن المعلومة ولكن يجب أن لا ننسى دور الكتاب أيضا في نشر المعرفة.

أذكر قبل ظهور الإنترنت أني اقترحت على طلابي إنشاء مكتبة صغيرة في كل فصل وأن يقوم طلاب الفصل بتأسيسها وإحضار الكتب التي قرأوها وأعجبتهم مدون عليها إهداءاتهم، فوجدت صدى طيبا منهم وأيدت الإدارة الفكرة ووجدت تجاوبا كبيرا منهم وأصبحوا يقرؤون من هذه الكتب في الحصص التي يغيب فيها المعلم والتي يسمونها حصص الاحتياط، فياليت هذه الفكرة يتم تطبيقها في المدارس كي نغرس فيهم حب القراءة وحب الكتب.