من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : معاذ عبدالله.
إجمالي القراءات : ﴿5426﴾.
عدد المشــاركات : ﴿74﴾.

في الثقافة الصحية : وباء الطاعون.
■ تعريف الطاعون :
الطاعون لغة : جاء في لسان العرب أنه: المرض العام والوباء الذي يفسد له الهواء فتفسد له الأمزجة والأبدان (1).
وهذا التعريف غير دقيق، بل الصحيح ما جاء في المعجم الوسيط : داءٌ وَرَمِيٌّ وبائي سببه مكروب يصيب الفئران، وتنقله البراغيث إلى فئران أخرى وإلى الإنسان (2).
ويؤيده ما ورد في التعريف الاصطلاحي الذي ذكره النووي: الطاعون : قروح تخرج في الجسد فتكون في الآباط أو المرافق أو الأيدي أو الأصابع وسائر البدن، ويكون معه ورم وألم شديد، وتخرج تلك القروح مع لهيب ويسود ما حواليه أو يخضر أو يحمر حمرة بنفسجية كدرة ويحصل معه خفقان القلب والقيء (3).
ويؤيد ما ذهب إليه النووي الحديث الذي روي عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال : ” غدة كغدة البعير يخرج في المراق والإبط “ (4).
ومن هذا التعريف يتبين أن الطاعون مرض مخصوص بأعراض معينة، وليس كل وباء معدٍ يعد طاعوناً إلا بالقياس أو المجاز.

ويرى ابن القيم أن بين الوباء والطاعون عموم وخصوص؛ فكل طاعون وباء، وليس كل وباء طاعون، وكذلك الأمراض العامة أعم من الطاعون؛ فإنه واحد منها. (أي: الطاعون أحد أنواع الأوبئة).
وهو ما ذكره الخليل بن أحمد فقال: الوباء: الطّاعون، وهو أيضاً كلّ مَرَض عامّ، تقول : أصاب أهل الكورة العام وباء شديد.. وأرضٌ وَبِئة، إذا كثر مَرْضُها، وقد استوبأتها وقد وَبُؤَت تَوْبُؤُ وَباءةً، إذا كَثُرت أمراضها (5).

■ سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فأخْبَرَنِي أنَّه عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ علَى مَن يَشَاءُ، وأنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، ليسَ مِن أحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أنَّه لا يُصِيبُهُ إلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ له، إلَّا كانَ له مِثْلُ أجْرِ شَهِيدٍ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
■ الهوامش :
(1) لسان العرب، مادة (طعن).
(2) المعجم الوسيط، (طعن).
(3) صحيح مسلم بشرح النووي (14/204)، وانظر عمدة القاري (21/256)، والمنتقى (7/198)، وفتح الباري (10/180).
(4) زاد المعاد لابن القيم (4/38) والعين للخليل 2/209. وحديث عائشة: أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: ” الطعن قد عرفناه فما الطاعون “. أخرجه أحمد (6/145) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/314)، وقال: رجال أحمد ثقات.
(5) زاد المعاد 4/38.
■ إعجاز القران والسنة.