من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿4429﴾.
عدد المشــاركات : ﴿722﴾.

السراب كالماء من بعيد، لكنه من قريب لا شيئ. وكذلك حياة وأعمال الكافر بالدنيا، لا خيرا منها بالآخرة شيئا ينفعه بتاتا. إلا بعد الإيمان وتوحيد الله تعالى بلا شرك أبدا بالدنيا قبل موته وليس كإيمان وإسلام فرعون وقت الغرق.
وللعلم أول مرة اعلم واقرأ اليوم بأنه يمكن حدوث السراب بالليل، وهذه رسالة لكل سائق بعدم السرعة بتاتا ليلا أو نهارا (والصورة المرفقة اصدق من ١٠٠٠ كلمة).

أذكر بعام ١٩٦٧م وأنا بالصف الثاني الإعدادي وعمري ١٥ سنة بمدرسة مخيم عقبة جبر ــ أريحا ــ فلسطين، كان معلم اللغة العربية (الأستاذ محمد رحمه الله تعالى) يقول : إنك لو نظرت للون الأسود من قريب جدا (بالبحلقة) لرأيته لونا اخضرا، فعليكم دراسة أي موضوع بعمق وتركيز جدا.
وأذكر أيضا أنه رحمه الله تعالى، قد كلفنا بتحضير موضوع أدوات (العطف)، فقلت له بيت أمير الشعراء (أحمد شوقي) على أن حرف الفاء من حروف العطف تفيد التراخي، وهو كالتالي :
نظرة فابتسامة فسلام • • • فكلام فموعد فلقاء
فقال نعم صحيح، لكن من أين قرأت هذا البيت (مستغربا ذلك وأنا بأول عمر المراهقة بعمر ١٥ سنة) ؟
فقلت له : من كتاب لغة عربية لبنت خالي في بيتهم زرتهم في أريحا ؟
فقد استحسن هو ذلك مني نظرا لمحبة المطالعة الخارجية غير الكتب المدرسية المقررة بمنهاج كل صف فقط لا غير.
وكان رحمه الله تعالى يركز على إعراب أية كلمة تنطق بخطأ نحوي بالحركات الأعرابية، مثل تحريف الكسرة (وهي أقوى حركات الأعراب) والضمة والفتحة، والسكون. فلا ينفك عن الطالب المخطئ حتى يعرف الطالب أو هو يصحح له سبب الحركة الصحيحة، وأنا أقول (نعم هذا هو إخلاص وأمانة وبركة رزق المعلم المسلم والمؤمن بربه حقا، والمحسن حقا لطلابه)، وقد كأن رحمه الله تعالى هو قدوة تربوية ومثال الأمانة حتى الساعة لي، وكم أنا لا زلت أغار (مثله رحمه الله تعالى) من سماع أي كلمة خاطئة نحويا أو إملائيا حتى الساعة، وللأسف أن هناك الكثير من المثقفين بالمستوى الجامعي يكتبون منشورات خاطئة إملائيا أو حتى باللهجة الوطنية عندهم بأية دولة، وذلك قتلا حقيقيا إلى لغة القرآن الكريم.
والله الموفق.