من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

فوائد لغوية ﴿22067﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. محمد عبدالله الشدوي.
إجمالي القراءات : ﴿3783﴾.
عدد المشــاركات : ﴿35﴾.

للنحت أربعة أنواع تضم ما تفرق من أمثلته وهي :
1- النحت الفعلي : وينحت من الجملة دلالة على النطق بها أو حدوث مضمونها، نحو قولهم : بأبأ : إذا قال : بأبي أنت، وبسمل : إذا قال : بسم الله الرحمن الرحيم.

2- النحت الوصفي : وينحت من كلمتين أو ثلاث دلالة على صفة بمعنيي الكلمتين، أو بمعاني الكلمات الداخلة في النحت، أو أشد من ذلك، نحو قولهم : "الهجرع" للخفيف الأحمق، من هِرع وهِجع. فالهرع : المتسرع، والهجع : الأحمق.

3- النحت الاسمي : ويكون المنحوت هنا اسمًا من اسمين أو أكثر جامعًا بين ما نحت منه. نحو قولهم : "القلفع" : وهو ما يبس من الطين على الأرض فيتلقف. نحت من ثلاثة أسماء : القفع والقلع والقلف.

4- النحت النسبي : وينحت نسبة إلى علمين، نحو قولهم : عبشمي، نسبة إلى عبد شمس، ومرقسي : نسبة إلى امرئ القيس.
وما يجب أن نلحظه هو أن النحت لم يكن استعماله وقفًا على العرب قبل الإسلام فقد شاع بعده ومن ذلك قولهم : الحمدلة : إذا قال : الحمد لله. والحوقلة، والبسملة، والسمعلة : إذا قال : السلام عليكم وغير ذلك كثير جدًّا.

■ وما نريد أن نختم به حديثنا عن النحت ..
هو أن المحدثين عندما قارنوا النصوص التاريخية وجدوا أن الاتجاه في تطور البنية للكلمات نحو الاختصار والاختزال لا نحو التكثير والتضخيم، أي إنهم شاهدوا أن اللغات في أقدم صورها المعروفة كانت تتضمن كلمات كثيرة الحروف، طويلة البنية، متعددة المقاطع ثم إنها بتوالي العصور قد أصبحت قصيرة البنية قليلة المقاطع وقد تم هذا نتيجة الميل العام لدى الإنسان في كل شؤونه الاجتماعية ومنها اللغة نحو أيسر السبل وبذل أقل مجهود، وأن هذا الميل لا يزال سائدًا في اللغات الحديثة. ومن الأمثلة لذلك قولهم : "يونسكو" للهيئة العالمية للثقافة، فأغلب الظن أن ما نسميه بالنحت ليس إلا مظهرًا من مظاهر الاختزال في مقاطع الكلام أو صورة ضمن صوره، وأن لغتنا العربية قد قطعت شوطًا بعيدًا في التطور اللغوي في هذا الجانب.