من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالله علي الخريف.
إجمالي القراءات : ﴿2321﴾.
عدد المشــاركات : ﴿27﴾.

التدبر في القرآن : مفردات من نور.
■ أجمل نور في حياتنا ولا شك. هكذا وصفه الله سبحانه. وهكذا هو حقيقة للمؤمنين، وهو أيضا لهم حياة وهدى وطريق وشفاء وكل شيء جميل ومميز. لكننا وبشكل مؤسف ومؤذ نتجاهل ذلك لا أقول نجهل ! فنحن على درجة كبيرة من التنظير لكننا في قيعان التطبيق.
القران الكريم : كما يعلم الجميع نزل بلسان عربي مبين. لكنّ الذي يخفى على البعض أن اللسان العربي ذاك كان ثريا وكبيرا لدرجة أن هناك العديد من اللهجات، تتفق كلها فتكون لغة عربية ماجدة، لكنها تختلف قليلا في بعض الدلالات والمفردات وأصوات الكلمات وطريقة نطقها.
هذا الأمر إضافة إلى البعد الزمني عن قوة اللغة بين الناس وغلبة اللهجات المشوهة نتيجة الاختلاط بلغات أخرى وعوامل التعرية ! جعل الكثير من الناس يتلون كتاب الله دون تدبر، مرة لانصراف القلوب، ومرات لضعف الفهم وإدراك معاني القرآن العظيمة تلقائيا. وكل ذلك أحدث ضعفا في التواصل مع الكتاب العظيم، لكنّني اليوم لا أريد الحديث عن ذلك تحديدا وإن كنت قد جعلته مقدمة لأهمية الحديث عنه.

سأورد بعض الكلمات التي تمر علينا في كتاب ربنا وربما الكثير منا لا يتوقف عندها لمعرفة معناها. مع أن البحث عن معناها له دلالة كبيرة على فهم المعنى وليس من قبيل التكلف كالذي يبحث عن معنى كلمة (أبّا) الواردة بعد الفاكهة.
الأبّ : ما تأكله البهائم والدوابّ من العشب والنبات ـ تفسير الطبري.

وعلى سبيل المثال، فإن الكثير يرددون صباح مساء سورة الفلق لكنّهم يجهلون تماماً : معنى (غاسق إذا وقب) مع أنهم يتعوذون منه يوميا ! وفي معرفتهم لهذا المعنى فائدة كبيرة في فهم الآية، وفهم معنى التعوّذ.
(وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ) : ومن شرّ مظلم إذا دخل، وهجم علينا بظلامه (الليل إذا أظلم) ـ تفسير الطبري.

■ سأعرض بعض المفردات المشابهة، وسأكتب معناها العام مختصراً ومن أراد الاستزادة فليرجع لكتب التفسير التي تمنح الأمر شمولاً وروعة تتناسب مع روعة الكتاب العظيم :
• قال تعالى : (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد) الوصيد : مقدمة الكهف.
(وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد) (الكهف : 18). اختلف أهل التأويل في الذي عنى الله بقوله: (وكلبهم) فقال بعضهم: هو كلب من كلابهم كان معهم، وقال بعضهم: كان إنسانا من الناس طباخا لهم تَبِعهم. (وأما الوصيد: الفناء أو المقدمة) ـ تفسير الطبري.

• قال تعالى : (وأخذتم على ذلكم إصري) إصري : عهدي المؤكد.
(وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا..) (آل عمران : 81). الرسول هنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في قول علي وابن عباس ـ تفسير الطبري.

• قال تعالى : (ويضع عنهم إصرهم) إصرهم : الأمور التي تثبطهم وتقعدهم عن الخيرات.
(الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ۚ فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه ۙ أولئك هم المفلحون) (الأعراف : 157). قال بعضهم : عني بذلك أنه يضع عمن اتّبع نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم، التشديدَ الذي كان على بني إسرائيل في دينهم ـ تفسير الطبري.

• قال تعالى : (والسماء ذات الحبك) الحبك : الطرق التي تسير فيها الكواكب.
• قال تعالى : (أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون) مبلسون : يائسون من الرحمة والنجاة.
• قال تعالى : (وكلا تبرنا تتبيرا) أهلكنا إهلاكا عجيبا شديدا.
• قال تعالى : (صعيدا جرزا) جرزا : لا أصل لنبات فيه.
• قال تعالى : (وغدوا على حرد قادرين) الحرد : الحدة والغضب.
• قال تعالى : (ذواتى أكل خمط) خمط : ثمر مر حامض.
• قال تعالى : (ذات ألواح ودسر) دسر : مسامير.
• قال تعالى : (وقد خاب من دساها) دساها : وضع من شأنها.
• قال تعالى : (يدّع اليتيم) يدّع : يدفعه دفعا عنيفا عن حقه.
• قال تعالى : (لدلوك الشمس) دلوك : بعد زوالها من وسط السماء.
• قال تعالى : (وكأسا دهاقا) دهاقا : مترعة ممتلئة.
• قال تعالى : (واترك البحر رهوا) رهوا : ساكناً منفرجاً باقياً على حاله.

• قال تعالى : (وقدّر في السرد) احكم صنعتك في نسج الدروع.
• قال تعالى : (وأنتم سامدون) سامدون : لاهون.
• قال تعالى : (أَخْرَجَ شَطْأَهُ) شَطْأَهُ : أي فروعه.
• قال تعالى : (فالموريات قدحا) الموريات : المخرجات النار بسنابكها.
• قال تعالى : (وإذا قيل انشزوا فانشزوا) انشزوا : انهضوا.
• قال تعالى : (والناشطات نشطا) الناشطات : الملائكة تنزع أرواح المؤمنين.
• قال تعالى : (وجعلنا بينهم موبقا) موبقا : اسم واد في جهنم.
■ وفقني الله وإياكم لتدبر كتاب ربنا وللهدى والخير.