من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. حامد مصطفى المكاوي.
إجمالي القراءات : ﴿2788﴾.
عدد المشــاركات : ﴿23﴾.

صلة الأرحام في النصوص النبوية.
■ سأتناول الحديث عن هذه الموضوع من خلال النصوص النبوية الوارد عن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فهي بينة واضحة، فهاك هي:
• عن أم سلمة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (الرحم شجنة، آخذة بحجزة الرحمن، تناشد حقها، فيقول : ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، من وصلك فقد وصلني، ومن قطعك فقد قطعني).
ولفظه : (شجنة من الرحمن) والشجنة : عروق الشجرة المشتبكة، والمعنى أنها أثر من آثار الرحمة، مشتبكة بها، فالقاطع لها، منقطع من رحمة الله.

• عن أبي هريرة - رضي الله عنه - : أن رجلا قال : «يا رسولَ الله، إِن لي قرابة، أصلِهُم ويقطعونني، وأُحْسِن إِليهم ويُسيئُون إِليَّ، وأحلُم عنهم، ويجهلون عليَّ ؟ قال : لئن كنتَ كما قلتَ، فكأنما تُسِفُّهُم الملَّ، ولن يزال معك من الله ظهير عليهم، ما دُمتَ على ذلك» أخرجه مسلم.

• عن عبدالله بن عمرو، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن الرحم معلقة بالعرش، وليس المواصل بالمكافئ، ولكن الواصل، الذي إذا انقطعت رحمه، وصلها).

• روي في الحديث : "وما من طاعة الله شئ، أعجل ثوابا، من صلة الرحم، ومن معصية الله شئ، أعجل عقوبة من قطيعة الرحم، وإن القوم ليتواصلون وهم فجرة، فتكثر أموالهم، ويكثر عددهم، وإنهم ليتقاطعون، فتقل أموالهم، ويقل عددهم".

• قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "صِلةُ القرابةِ مثراةٌ في المال، محبّةٌ في الأهل، منسأةٌ في الأجل".

• وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليس شيء أُطيع اللهُ تعالى فيه، أعجلَ ثوابا من صلةِ الرحمِ، وليس شيء أعجل عقاباً من البغي وقطيعةِ الرحمِ..".

• قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما من ذنب أجدرُ أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره لهُ في الآخرةِ من قطيعة الرحم والخيانةِ والكذب، وإن أعجل الطاعة ثواباً لصلةُ الرحم حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرةً فتنموا أموالهم ويكثر عددُهم إذا تواصلُوا" حديث صحيح.

• روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة، أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، ألا ومن أراد أن يمد في عمره ويبسط في رزقه فليصل ذا رحمه".

• ورد عن ابن عباس - رضي الله عنه - قوله في تفسير قول الله - عز وجل - : (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) : "إن الرحم لتقطع، وإن النعمة لتكفر، وإن الله إذا قارب بين القلوب، لم يزحزحها شيء أبدا، ثم قرأ : (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم) قال : وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «الرحم شجنة من الرحمن، وإنها تجيء يوم القيامة تتكلم بلسان طلق ذلق، فمن أشارت إليه بوصل وصله الله، ومن أشارت إليه بقطع قطعه الله".

• يقول الله - عز وجل - : (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم).

• فإن قال قائل لي قرابة يستحيل وصلهم بالزيارة، لسوء أخلاقهم فعلا وعبارة، فهل يجوز قطعهم ؟
قلت : لا يجوز لك قطيعتهم نهائيا، لأن أدنى الصلة السلام، فيمكنك الاتصال عليهم بالناقل الصوتي المرئي (التليفون والجوال) والسلام عليهم، بتعمد لقياهم في الطريق، والاطمئنان عليهم، والسؤال عن أحوالهم، ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بُلُّوا أرحامكم ولو بالسلام".
ولولا صلة الأرحام، لذم علم الأنساب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "تعلموا من أنسابكم ما تصلونَ به أرحامكم، فإن صلة الرحِمِ محبة في الأهلِ، مثراةٌ في المال، منسأةٌ في الإثر" حديث صحيح.
جعلني الله وإياكم، من الواصلين لأرحامهم، طاعة لربهم.
وصلى الله على نبيه ورسوله محمدا، وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وآخر دعوانا، أن الحمد لله رب العالمين.