من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : علي شويمي المطرفي.
إجمالي القراءات : ﴿5401﴾.
عدد المشــاركات : ﴿5﴾.

عوداً حميداً وعاماً مجيداً.
■ من خلال ما نشاهده من المفارقات الطلابية التي نعيشها نهاية وبداية كل عام دراسي أنهم يبدون سعداء في النهاية وهم يفعلون بالكتب مالا يطاق من التمزيق والتخريب والتخلص من تلك الكتب التي أنهكتهم طوال العام وكأنها كانت جبالاً على ظهورهم, مرددين عبارات والشعارات التي توحي بنهاية العام الدراسي.
ويختلف المشهد مع بداية العام الدراسي : انشغال بتجليد الكتب وترتيب الدفاتر وحفظها في المكتبة، وانتقاء الحقيبة والقرطاسية، وأحياناً يذهب بعض الطلاب إلى استعراض الزيّ المدرسي لأنه ينتظر العودة إلى المدرسة بفارغ الصبر.
ورغم هذا السرور يجد الطالب السعيد صعوبة في تعويد نفسه مرة ثانية على نظام المدرسة الذي تخلّى عنه طوال الصيف. كذلك الأهل تقابلهم هذه الصعوبة، فيطرحون الأسئلة والمهتمون بشؤون التربية والتعليم يجيبون.

■ كيف يمكن أن أعوّد ابني على نظام المدرسة المعتاد بعد عطلة صيف طويلة سمحت له خلالها بعدم التقيّد بطقوس النوم وتناول الطعام وغير ذلك ؟
يرى المهتمون والمتخصصون في علم النفس والتربية أنه من الطبيعي أن يجد الطالب بعض الصعوبة في التعوّد على إيقاع النظام المدرسي من جديد بعدما عاش فترة من الفوضى، إذا صح التعبير، خلال الصيف. وهو في حاجة إلى هذه الفسحة من الحرية شرط أن تكون ضمن الحدود العائلية.
ولذا يجب على رب المنزل عند نهاية الصيف تعويد ابنهم على الالتزام بالنظام، أي أن ينام باكراً ويتناول وجبات طعامه في أوقات محددة، والعودة من النزهة في ساعة معينة، وأن يقوم بفروض الصيف وطقوسه، بمعنى آخر أن يمهدوا له الالتزام بالقواعد والتعوّد على العادات المدرسية. كما أنه من الممكن أن يلتحق بأحد الأندية الصيفية أو المسائية المستمرة طوال العام.
ولكن تطبيق النظام ينبغي أن يتم في شكل سلس لا يُشعر الطفل على وجه الخصوص بالرهبة والاستياء. اصطحاب الطفل إلى المكتبة أثناء شراء القرطاسية والسماح له باختيار ما يشاء وما يريد، فهذا يشعره بالفرح ويحضّره نفسياً للعودة إلى المدرسة في شكل إيجابي بإذن الله.
كما أن العبارات الإيجابية التي يرددها الأهل حول المدرسة وأهمية التربية وتعلم الآداب وأهمية العلم والتعليم ضرورية، وتحفيزه أيضاً بمقابلة أصدقاءه بعد فترة الإجازة، والحديث عن العلم والنور الذي يضيفه لحياتنا فبه نحقق كل شي ونجعل الحلم علماً. ومثل ذلك وأحسن وألطف؛ حتماً سوف يكون له وقعاً إيجابياً على نفس الطالب أياً كان عمره بما في ذلك التشجيع للعودة إلى المدرسة وبداية عام جديد بكل جدية ونشاط. والمهم في ذلك كله أن يتعوّد الطالب على النظام المدرسي والبيئة المدرسية منذ الساعات الأولى من تلك العودة وعلى الأقل خلال الأسبوع الأول من بداية العام، ولابد من تعاون الأهل في التزام الطالب بالقواعد المنزلية بعمل جدول نظامي لحياته في الفترة المسائية (أكله, ونومه, ولعبه, ومتابعة دروسه) ومن هنا أؤكد على أهمية قصوى ألا وهي تطبيق النظام المعيشي والحياتي والدراسي الآنف الذكر من الأسابيع الأولى من بداية العام.
ومن يعاني من قلق ابنه الذي أخفق في عامه الدراسي من تلك البداية العام بسبب أن زملاءه في الصف قد تغيروا وقد يراهم في ساحة المدرسة وفنائها، في هذه الحالة على الأهل أن ينظروا إلى الأمر بشكل إيجابي بأن هذا التصرف يعد طبيعياً وألا يثقلوا عليه بإلقاء اللوم مثلاً بل يذكرون له محاسن أفعاله ويثنون عليه وأن يذكروه بأن تلك الحالة ليست نهاية المطاف بل من الممكن أن تكون بداية الانطلاقة.
وفي المقابل سيشعر الطالب الذي ينتقل من صف إلى صف أو مرحلة إلى أخرى، كالانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة فهنا أيضاً يحتاج الابن إلى تهيئة نفسية لتغير المرحلة كلياً وزيادة موادها.
وليس من المعقول حينها أن يقلق الأهل من تلك النقلة النوعية لأن هذا الانتقال لابد منه وأنها مسئوليات تكبر مع الطالب وتغييرات منهجية ومرحلية ودراسية يعيشها في حياته حيث يجب وقتها أن يثقوا في قدراته العقلية والمهارية والفكرية والدراسية ويتم ذلك من خلال تهيئة الجو النفسي الملائم للطالب وتركه يعوم في بحور الإبداع ويكتشف المكنون في داخله ومن ذلك سيتعلم ويحس بالمسئولية والثقة وغير ذلك من العوامل التي لا تزيد الإنسان إلا تجارب وخبرات يستفيد منها هو ومن حوله بإذن الله تعالى.