بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿9312﴾.
عدد المشــاركات : ﴿722﴾.

الله يشتاق إلينا بكل وقت وحين وقد راعى ظروف الخلق لكسب رزقهم بالعمل والاجتهاد من اجل عمارة الأرض الذي جعله دون خلقه خليفة فيها ! فلمَ لمْ يلبِ المؤمن نداء ربه وقت الصلوات الخمس (ولو في البيت) كحد أدنى من تلبية شوق الله إليه، ويمكن أن يضيف نافلة أخرى - لها أجرها الخاص - مثل قيام الليل الذي لا يوجد به رياء أو نفاق وصلاة الضحى الذي يعتبر ثوابها وأجرها يومياً 360 صدقة كاملة عن كل سلامة (مفصل في جسم الإنسان) ويعتبر له حماية ودرعاً عن مداخل الشيطان.

أما تعلم - أخي القارئ الكريم - أنك عندما تقرأ يومياً فقط آية الكرسي فأن فضلها يسد منافذ الشيطان الثمانية الموجودة بجسم الإنسان، حيث أن بها (8 حروف مفرغة) تسد كلا منها فتحات ومنافذ العينين والأنفين والأذنين والفم والدبر (أعزكم الله) وإذا خرجت من بيتك قلت : اللهم إنك أنت الخليفة في المال والأهل والولد اللهم إني أعوذ بك أن أزل أو أزل أو أظلم أو أُظلم أو أن أطغي أو أن يطغى عليَّ، فإن الشيطان يدبر مولولا قائلاً لأصحابه وجنوده مكرراً قول الله - على لسان ملائكته - كفيت ووقيت، فيندحر الشيطان بلا أية قدرة على ذلك المؤمن الصادق.
ومن مثال هذه الأحاديث الصادقة - بل بصدق تطبيقها قوله على لسان ربه (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) نكون جميعاً بصدق شوق إلى الله، ومن اشتاق إلى الله اشتاق الله إليه، ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه .. فمن أكرم من الله - وهو مستعد أن يستقبلك - أما تسمعه يقول في الحديث القدسي الكريم (أن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل) فالله تعالى يفرح لتوبة العبد العاصي أكثر من توبة العبد الصالح لأن الله تعالى بذلك يظهر صدق رحمته وهو القائل - على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : (كتب الله أن رحمتي سبقت غضبي) فهل من ولي أو ملك أو مالك قوة ونفوذ يقر ويقرر أن يكون العفو والرحمة قبل الجزاء والعقاب. نعم أعيد ما أجزم به قاطعاً قوله تعالى : (وما قدروا الله حق قدره) ؟
نعم إن الله يشتاق لك أخي وأختي يشتاق لسماع صوتك بلجوئك إليه, بدعائه, بشكره ألا نخجل من أنفسنا يوماً أمام ربنا .. أن لا نسمعه صوتنا ولا نلجأ إليه إلا إذا ضاقت بنا الدنيا أترككم أخوتي مع البعض من شوق ربنا إلينا من أدلة وأحاديث :
قال تعالى : (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم) يقول الله عز وجل : (ما غضبت على أحد كغضبي على عبد أتى معصية فتعاظمت عليه في جنب عفوي)، أوحى الله لداود : (يا داود لو يعلم المدبرون عن شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابوا شوقاً إلي يا داود هذه رغبتي في المدبرين عنى فكيف محبتي في المقبلين علي)، يقول الله عز وجل : (إني لأجدني أستحي من عبدي يرفع إلى يديه يقول يا رب يا رب فأردهما فتقول الملائكة إلى هنا إنه ليس أهلا لتغفر له فأقول ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم أنى قد غفرت لعبدي).
(جاء في الحديث : إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصي فيقول يا رب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يا رب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يا رب فتحجب الملائكة صوته فيكررها في الرابعة فيقول الله عز وجل إلى متى تحجبون صوت عبدي عني ؟ لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي) (ابن آدم خلقتك بيدي وربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني فإذا رجعت إلي تبت عليك فمن أين تجد إلهاً مثلي وأنا الغفور الرحيم) (عبدي أخرجتك من العدم إلى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل عبدي أسترك ولا تخشاني، أذكرك وأنت تنساني، أستحي منك وأنت لا تستحي مني. من أعظم مني جوداً ومن ذا الذي يقرع بابي فلم أفتح له ومن ذا الذي يسألني ولم أعطيه، أبخيل أنا فيبخل عليّ عبدي ؟).
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.