من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

متلاعبون ﴿2770﴾.
ظلم الأحبة ﴿5406﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : محمد أحمد الأكوع.
إجمالي القراءات : ﴿5405﴾.
عدد المشــاركات : ﴿54﴾.

روائع في إحسان الظن.
■ إن إحسان الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، لا سواد في القلوب بل راحة وصفاء، لا غل، لا حقد، لا حسد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا) رواه مسلم.

■ من روائع إحسان الظن :
دخل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ذات يوم السوق يريد أن يبتاع لنفسه شيئاً فوضع يده على رأسه كي يخرج الدراهم من عمامته فإذ بالدراهم قد سُرقـت. نعم لقد امتدت يد سارق إلى عمامة ابن مسعود رضي الله عنه فسرقت دراهمه. فلما رأى الناس ما حصل وهامهم هذا الأمر أن يحصل مع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذوا يدعون على السارق بقطع يده ويشتمونه. فما كان من عبدالله بن مسعود رضي الله عنه إلا أن وقف وقال : اللهم إن كانت لمن أخذ الدراهم حاجة يريد قضاءها اللهم فاقض حاجته وإن لم تكن له بهذه الدراهم حاجة اللهم فاجعله آخر ذنب له.

■ نملة تحسن الظن :
هذه النملة الصغيرة التي لا تملك من القوة والعقل ما يمتلكه الإنسان، انظر لحسن أدبها ورجاحة عقلها وحسن ظنها والتماسها العذر لما رأت نبي الله سليمان عليه السلام وجنوده. قال الله سبحانه وتعالى : (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) (النمل : 18) قالت : (وهم لا يشعرون) فقد التمست لبني الإنسان عذراً لتحطيمه لها لدقة حجمها واستحالة رؤيتها في حال انشغاله عنها بما هو أعظم بينما نرى بني البشر اليوم لا يلتمس لأخيه المسلم عذراً ويتسلط عليه بإساءة الظنون والتفتيش عن النوايا التي ما أُمر بها.

■ حتى نتعلم إحسان الظن هذه بعض من النقاط التي تساعدنا على إحسان الظن :
1- الدعاء : فإنه باب كل خير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يرزقه قلبًا سليمًا.
2- إنزال النفس منزلة الغير : فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين. وقد وجه الله عباده لهذا المعنى حين قال سبحانه وتعالى : (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً) (النور : 12).
3- التمس العذر لغيرك : هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملا) التمس العذر لغيرك فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا التمس لأخيك سبعين عذراً. وقال ابن سيرين رحمه الله : إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا، فإن لم تجد فقل : لعل له عذرًا لا أعرفه.
4- إياك والحكم على النوايا : وهذا من أعظم أسباب حسن الظن حيث يترك العبد السرائر إلى الذي يعلمها وحده سبحانه، وسبحانه لم يأمرنا بشق الصدور.

■ وفى الختام :
إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكل ولا يمل عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم. وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين، رزقنا الله قلوبًا سليمة وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا.