من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عمر علي باسيف.
إجمالي القراءات : ﴿3661﴾.
عدد المشــاركات : ﴿66﴾.

محمد ــ عليه الصلاة والسلام : حُسن العشرة مع الزوجة «2».
■ إن من جميل الأخلاق وأحسنها الإحسان في التعامل مع الزوجة لأنها جزء لا يتجزأ من حياة الزوج ولما بينها من روابط نفسية حيث أنه يسكن إليها وتسكن إليه لذلك كان صلى الله عليه وسلم خير الناس وخيرهم لأهله فمن طيب كلامه وحُسن معاشرة زوجاته بالإكرام والاحترام، أنه قال عليه الصلاة والسلام : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) سنن الترمذي.
فكان صلى الله عليه وسلم يقوم في أمور بيته وكان يدعو السيدة عائشة رضي الله عنها مداعباً لها قائلاً "يا عايش" أو "يا حميراء" أو "يا بنت الصديق" إكراما لأبيها وكان صلى الله عليه وسلم إذا شربت من الإناء شرب من موضع فِيهَا وإذا أكلت من العظم الذي به اللحم أكل من نفس الموضع وكان يغتسل معها من نفس الإناء قائلاً لها دعي لي وتقول له دع لي - أي الماء - وكان يتكئ على حجرها ويقرأ القرآن وهو كذلك وربما كانت حائضاً وكان يخيط ثوبه ويخصف نعله وكان يسابقها فتسبقه ويسبقها. وكان لشدة حبه لخديجة واحترامه لها رضي الله عنها وهي ميتة كان يذبح الشاة ويهدي اللحم لصديقاتها. وكأن إذا انفق أو إهداء لإحدى زوجاته عدل في ذلك وأعطى باقي زوجاته. فكان يعدل بين نسائه صلى الله عليه وسلم ويتحمل ما قد يقع من بعضهن من غيرة كما كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ غيورة، فعن أم سلمة ـ رضي الله عنها أنها ـ أتت بطعامٍ في صحفة لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة ومعها فِهرٌ ففلقت به الصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وهو يقول : (كلوا، غارت أُمكم ـ مرتين ـ) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة، رواه : النسائي وصححه : الألباني.
حتى في مرضه صلى الله عليه وسلم كان يطوف بين بيوته وهو محمول حتى ثقل به المرض فستأذن زوجاته أن يبقى في بيت عائشة فأذن له رضي الله عنهن أجمعين. فهذه أخلاقه صلى الله عليه وسلم مع زوجاته وهذا تعامله معهن رضي الله عنهن.

فما أحوجنا أن نقتدي به صلوات ربي وسلامه عليه في التعامل مع زوجاتنا. إن الكثير من الرجال هداهم الله يعاملون الزوجة كأنها سلعة اقتناها، له إن يعمل ما يشاء فيها من ظلم وسب وضرب وتحقير مدعياً أنه هو الرجل الذي له القوامة وهي الزوجة المطيعة طاعة عمياء فسبحان الله ما كان هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا فريق أفرط في القسوة بالتعامل مع الزوجة وأما الفريق الأخر فهو الرجل الذي لا شخصية له، الذي لا يُصرف أمور بيته انهزامياً تذهب به الريح حيث هبت رياح زوجته، فسبحان الله ليس كذلك هدى النبي صلى الله عليه وسلم في بيته.
إن القوامة للرجل في أمور بيته هذا هو المعيار الحقيقي للمعاشرة وأن تكون محلاه بالحب والعدل والألفة والإحسان والمعروف والاحترام والتقدير بين الطرفين والنفقة على أهل بيته بالاستطاعة بدون شح وهذا ما كان عليه سيد البشر عليه الصلاة والسلام في تعامله مع زوجاته ولنا أن نقتدي به صلى الله عليه وسلم.
اللهم أسألك كما أحسنت خلقتنا أن تحسن خُلقنا. اللهم جملنا بكريم الأخلاق وأبعدنا عن سقيمها أنك ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.