من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. عبدالله خميس العمري.
إجمالي القراءات : ﴿4625﴾.
عدد المشــاركات : ﴿3﴾.

في التطوير التربوي : المعرفة المفقودة.
■ يشهد الميدان التربوي حركة دائبة من التطوير والتحديث في خطوات جريئة ومحسوبة بدأتها الوزارة في السنوات الأخيرة لكافة مكونات العملية التربوية والتعليمية وهو ما بدأنا نلمسه في الميدان التربوي كتطوير المقررات الدراسية والاهتمام بالمبنى المدرسي ومحاولة تهيئة الأجواء التربوية المناسبة لتنفيذ العملية التربوية والتعليمية من خلال إصرار الوزارة على الاستغناء عن المباني المستأجرة خلال السنوات الثلاث القادمة والاهتمام بالجانب التدريبي للكفاءات التربوية في مختلف التخصصات والمهمات إلا إنني أعتقد أننا لا نزال بحاجة لإعادة النظر في المبنى المدرسي من حيث التصميم والمكونات للأخذ بالعوامل الجاذبة للطلاب في المكان الذي يقضون فيه ثلث يومهم, فنحن نشاهد ظاهرة الغياب فيما يسمى بالأسابيع الميتة وكذلك حالات الغياب اليومية في مختلف المراحل الدراسية وهذه وإن كانت لا تشكل ظاهرة إلا أنها في تزايد في كل عام فضلاً عن توجه الطالب إلى المدرسة صبيحة كل يوم بخطى ثقيلة تنبئ عن عدم توفر البرامج التي تتوافق مع ميوله ورغباته وعدم توفر الأماكن التي تنفذ بها تلك البرامج إن لم تكن غير موجودة أصلاً.

وإن أردتم معرفة حجم الشعور بالملل عند الطلاب أثناء اليوم الدراسي ما عليكم سوى النظر في خطوات الطلاب وهم يتجهون إلى المدرسة والأعداد التي تحرص على الحضور المبكر ومقارنة ذلك بتسابق الطلاب وازدحامهم في ممرات المدرسة وعند أبوابها بعد قرع جرس الحصة الأخيرة من اليوم الدراسي !

ولمعرفة مدى تأثير توفر العوامل الجاذبة للطلاب وحرصهم على الحضور المبكر وعدم الغياب أنظروا في حضور الطلاب وتفاعلهم في احتفالات النشاط التي تنظمها المدارس في كل عام فالمدرسة التي لا تراعي إشراك الطلاب في فقرات الاحتفال وتوفر لهم عوامل جاذبة للتفاعل والمشاركة يكاد يقتصر الحضور فيها على الطلاب المشاركين في تنفيذ الأنشطة حتى ولو كان عددهم لا يمثل (5 %) من مجموع طلاب المدرسة, وعلى العكس تماماً المدرسة التي تحاول أن تجعل (اليوم المفتوح) شعلة من النشاط الملبي لميول وهوايات الطلاب وتحرص على توفير عوامل الجذب التي تجعل الطلاب يحرصون على الحضور حتى ولو بتنفيذ بعض المسابقات البسيطة التي تشعر الطالب بأهمية حضوره ومشاركته.

أقول إنه بمقارنة بسيطة بين هذه وتلك سندرك أننا بحاجة ماسة لإعادة النظر في تصاميم المباني المدرسية ومراعاة ذلك لتنفيذ الأنشطة والبرامج التي تتخلل اليوم الدراسي وعدم اقتصار حصص النشاط على حصتين أسبوعياً تشغل بالاحتياط في أغلب المدارس وليكن الترفيه إلى جانب الحرص كل الحرص على بناء النشء تربوياً وعلمياً.

■ تأمل :
يقول المثل الصيني : المعرفة التي لا ننميها كل يوم تتضاءل يوماً بعد يوم.