من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

كالنسيم هم ﴿2341﴾.
العبط ﴿8261﴾.
ارحم روحك ﴿2258﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. سعيّد علي الغامدي.
إجمالي القراءات : ﴿4511﴾.
عدد المشــاركات : ﴿39﴾.

إلى شباب الأمة : الاستقامة.
لقد أدركنا من زمن ما تعيشه أمتكم من تردي الأوضاع في شتى المجالات يعيشه همّا يؤرق العقلاء الغيورين صباح مساء مما جعلهم يحاولون اجترار الأمجاد السابقة لأمتكم التي أخرجت الناس بفضل الله من ضلالات الجهل وظلامه إلى نور الهدى والحرية حتى غدت مناراتهم في الأندلس منهلا للعلوم والمعارف خطى في جامعتها علماء الغرب الأوائل ولكن في غفوة تراجعت الخطوات وضعفت الإرادة فلم يعد يجدي إلا العودة إلى تلك الأسباب التي بنوا عليها أمجادهم.

■ أيها الشباب :
نحن في حاجة إلى نهضة نحن في حاجة إلى إحداث زلزال يهز كياناتنا لنستيقظ من سبات قد طال ندرك معه أنكم قد مللتم وحق لكم ذلك ونعرف أنكم قد أصغيتم شرقاً وغرباً في لحظة انهزام لما يملى عليكم من سموم الفضاء ولأننا أغمضنا أعيننا وصمينا آذاننا فقد تراكم الران فلم نعد قادرين على استئصاله و إزالة شوائبه وها نحن نستخدم لغة أخرى لعلها تغير بوصلة التفكير إلى وجهتها السليمة.
التغيير مطلب والإصلاح مطلب والنهوض بالأمة واجب ولكن هل يكون بالانحراف بمسار الفكر والعمل وطرق الكسب المعرفي والمادي ؟
كلا لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها فكيف كان ؟ بالغمز واللمز ! أم بالتحريض والنيل من القيادات والآخرين !
إنما صلحوا به هو الاستقامة على منهج الله والاتّباع لسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والابتعاد عن الهوى ونبذ الذات والانخراط في صفوف الأمة عاملين باذلين حاكماً ومحكومين دونما تمييز أو تأثر بمن حولهم من الحاقدين ولعمرك إنهم كانوا نجوماً يهتدي بمسار حياتهم الصادقون مع الله ومع أنفسهم فقد كان كبار الصحابة الذين شرفوا بمعايشة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لقد كانوا جنوداً تحت إمرة من هم اقل منهم سناً ومكانة فلم يكبر ذلك في أعينهم فها هو أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - فقد شرف أن يكون منزله سكناً للمصطفى عند وصوله المدينة يجاهد تحت إمرة الكثير من القادة لم يهمه أمرها بل كانت وصيته إذا مت فادفنوني في آخر مكان تصل إليه الفتوحات فمن بيته انطلقت دولة الإسلام ويدفن تحت أسوار القسطنطينية - رضي الله عنه - ويأتي أمر عزل خالد بن الوليد من قيادة الجيش فيظل جندياً في جيش أبي عبيدة حتى كتب الله النصر ولم يزد ذلك خالد إلا صدقاً في الجهاد وبسالة في المواجهة.
إننا بحاجة اليوم إلى أن نرسم لأمتنا صورة تواكب ما تحتاجه طبيعة هذا العصر بان تشمروا السواعد لاكتساب العلوم والمعارف في كل المجالات بعزيمة وإصرار فبالعلم نستطيع إعادة بناء الأمجاد وإعداد ما نستطيع به المواكبة والمواجهة من تقنيات المعرفة ومتانة الاقتصاد وحكمة البيان وعندها سنعود قبلة للعالم للحصول على إضاءات الكون بما حبانا الله من مشاعل الهداية في كتاب الله العزيز وديننا القويم.

■ وختاماً :
لا بالفوضى ولا بالتدمير ولا بالسخرية والنيل من الآخرين يكون لنا قوة في التأثير بل سيكون ذلك عوائقاً وشوائب نضيفها إلى ما قد رسمته على ملامحنا غفوة الأيام.
مرحى فقد وضح الصواب وهـفا إلى المجد الشباب=عـجلان يـنتهب الخطى هـيمان يستدني السحاب
فـي روحـه أمل يضيء وفـي شـبيبته غـلاب=قـد فـارق الجهل العقيم وهــش لـلعلم الـلباب
ورنــا إلـى مـستقبل يـرقى لـه متن الصعاب=قـد راح يـستهدي العلا ويـصارع الموج العباب
الـمـجد يـبنى بـالعلوم تـهز عـالمنا الـعجاب=والـعلم رايـة كل شعب نـاهض سـامي الرغاب
وعـليه فـلنبن الـحياة ولا نـساوم فـي الثواب=ولـننطلق فـي عـزمنا مـثل انطلاقات الشهاب
وما النصر إلا من عند الله وبالله التوفيق.