من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : أحمد فيصل الغامدي.
إجمالي القراءات : ﴿11251﴾.
عدد المشــاركات : ﴿5﴾.

تكاد تجمع التعريفات التي تناولت مفهوم الإشراف التربوي على أنه عملية فنية يمارسها المشرف التربوي بهدف الارتقاء بعمل المعلم في مدرسته، إلا أن هذا المفهوم يدور مع المراحل التي مر بها الإشراف التربوي وبالتالي تتنوع التعريفات وفق الهدف منه.

فهذا تشارلز وبوردمان وزملاؤه (1963م، ص 9) يعرفه بأنه (المجهود الذي يُبذل لاستثارة وتنسيق وتوجيه النمو المستمر للمعلمين في المدرسة فرادى وجماعات، وذلك لكي يفهموا وظائف التعليم فهماً أحسن ويؤدونها بصورة أكثر فاعلية).
وأشار الأفندي (1976م، ص 13) إلى أن الهدف من الإشراف التربوي (هو مساعدة المدرسين على أن يروا غايات التربية الحقيقية في وضوح تام، وأن يدركوا ما تقوم به المدرسة من دور متميز في تحقيق هذه الغايات).
وتناول مفهوم الإشراف التربوي حسين، وزيدان، (1976م، ص 43) حيث أشاروا إلى أن (الإشراف الفني خدمة فنية تعاونية تهدف إلى دراسة الظروف التي تؤثر في عمليتي التربية والتعليم والعمل على تحسين هذه الظروف بالطريقة التي تكفل لكل تلميذ أن ينمو نمواً مطرداً وفق ما تهدف إليه التربية).
ورأى متولي (1983م، ص 23) أن الإشراف التربوي يسعى إلى الفاعلية في تحقيق الأهداف التربوية من خلال (تنسيق وإثارة اهتمام المعلمين وتوجيه نموهم بقصد توجيه نمو التلاميذ ليتمكنوا من المشاركة بصورة فعالة في المجتمع الذي يعيشون فيه) إن الإشراف التربوي عند متولي (مجهود منظم مستمر لتشجيع المعلمين على النمو الذاتي حتى يصبحوا أكثر فاعلية في تحقيق الأهداف التربوية).
وتناول مفهوم الإشراف مكتب التربية العربي لدول الخليج، (1406هـ، ص 45) فأوضح أن الإشراف التربوي هو (العملية التي يتم فيها تقويم وتطوير العملية التعليمية التعلّمية، ومتابعة تنفيذ كل ما يتعلق بها لتحقيق الأهداف التربوية وهو يشمل الإشراف على جميع العمليات التي تجري في المدرسة سواء كانت تدريسية أم إدارية، أو تتعلق بأي نوع من أنواع النشاط التربوي في المدرسة، وخارجها، والعلاقات، والتفاعلات الموجودة فيما بينها).
ويعرف حسين وعوض الله (1427هـ، ص 14-15) الإشراف التربوي بأنه نشاط علمي منظم تقوم به سلطات إشرافية على مستوى عالي من الخبرة في مجال الإشراف يهدف إلى تحسين العملية التعليمية ويساعد في النمو المهني للمعلمين من خلال ما تقوم به تلك السلطات من الزيارات المستمرة للمعلمين وإعطائهم النصائح والتوجيهات التي تساعدهم على تحسين أدائهم.
وأشار مرسي، (1995م ص 274) إلى أن الإشراف التربوي (مفهوم ديناميكي متطور، يستهدف التوجيه والإرشاد للمعلم لمساعدته على تطوير نفسه علمياً وثقافياً، وتطوير مستوى أدائه المهني وبالتالي الارتفاع بمستوى العملية التربوية).
ورأى البعض الآخر أمثال موشير Mosher، وبربل (Purpel 1972 م، ص 2ـ3) أن الإشراف مهمة قيادية وتدريبية؛ فهما يعدان مهمة الإشراف هي تعليم المعلمين كيفية التعليم والقيادة المهنية في إعادة تشكيل التربية العامة، وبتحديد أدق تطوير مناهج التربية وكيفية تدريسها وأشكالها.
وورد في دليل المشرف التربوي، (1419هـ ص 35) : تعريف للإشراف التربوي بأنه (عملية فنية، شورية، قيادية، إنسانية شاملة، غايتها تقويم وتطوير العملية التعليمية والتربوية بكافة محاورها).
ويلخص حسين وعوض الله، (1427هـ ص 18) ذلك كله في أن الإشراف التربوي يتضمن :
خدمة تربوية : فالمشرف يوجه الفرد ويرشده، ويعمل على إعداد الظروف لنموه المهني ونمو التلاميذ في الاتجاهات السليمة.
عملية تعاونية : فالمشرف والمعلم زميلان في المهنة يتعاونان في العمل لتحقيق الأهداف المنشودة والارتقاء بمستوى التعليم والتحصيل للتلاميذ.
وسيلة لتحقيق أهداف التعليم والتعلم : فمهمة المشرف معاونة المعلم على فهم وتحقيقه أهداف التعليم.
ويعرف المسّاد، (1427هـ، ص 20) الإشراف التربوي بأنه (خدمة أكاديمية وتربوية يقدمها المشرف التربوي إلى المعلمين التابعين له على وجه الخصوص وإلى المؤسسات التربوية (المدارس) بكليتهم كونها نظماً فرعية على وجه العموم، بأساليب إشرافية حديثة تتماشى وحركة تعليم التفكير والتفكير الإبداعي الذي أخذت تتعاظم بسرعة واتساع من جهة، وبتوظيف فاعل لتقنيات التعليم ومصادر التعلم المتنوعة من جهة أخرى، وعبر تنوع اتصالي تفاعلي قائم على الود والثقة والدعم والخبرة).

وأرى أن الإشراف التربوي هو : سلوك يهدف إلى إحداث التغيير لدى المعلم بهدف تحقيق الأهداف وفق آلية محددة تعتمد على التطوير، والتنسيق، وإثارة الدافعية، وحل المشكلات، وتقويم الناتج التعليمي، والتعرف على مشكلات البيئة المدرسية بصفة عامة، والعمل على وضع الحلول المناسبة سواء كان ذلك بصورة مباشرة أو بصفة استشارية من قبل المشرف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تشارلزو، بوردمان وزملاؤه (1963م) الإشراف الفني في التعليم، ترجمة وهيب وزملاؤه، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية.
(2) الأفندي، محمد بن حامد (1976م)، الإشراف التربوي، عالم الكتب، القاهرة.
(3) حسين، منصور، وزيدان، محمد بن مصطفى (1976م) سيكولوجية الإدارة المدرسية والإشراف الفني التربوي، القاهرة، دار غريب للطباعة.
(4) متولي، مصطفى (1983م)، الإشراف الفني في التعليم، دار المطبوعات الجديدة، القاهرة.
(5) مكتب العربي للبحوث التربوية لدول الخليج (1406هـ) الإشراف التربوي بدول الخليج العربي واقعه وتطوره، الرياض، مطبعة مكتب التربية لدول الخليج العربي.
(6) حسين، سلامه بن عبدالعظيم، وعوض الله، سليمان عوض الله (2006م) اتجاهات حديثة في الإشراف التربوي، عمان، دار الفكر للنشر والتوزيع.
(7) مرسي، محمد بن منير (1995م) الإدارة المدرسية الحديثة، عالم الكتيب، الطبعة الأولى، القاهرة.
(8) (Mosher,R. and Purpel, D. Supernision : the Relctant profssion Boston: Houghton Mifflin Co. 1972).
(9) دليل المشرف التربوي (1419هـ) وزارة المعارف، المملكة العربية السعودية.
(10) المساد، محمود بن أحمد (1427هـ) الإشراف التربوي القائم على الحاجات، الرياض، مطابع ركن الطباعة.