من أحدث المقالات المضافة في القسم.

د. يحيى علي الزهراني.
عدد المشاركات : 8
1443/11/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات :: ﴿﴿3325﴾﴾

الموهبة بين ممارساتنا التدريسية وأنشطتنا المتنوعة.
البيئة الآمنة والمحفزة تُبرِز المواهب :
كلما شعُر الطالب بالأمن، وعاشه واقعاً محسوساً في بيئة تعلُّمه؛ انعكس ذلك على أدائه إيجاباً، وعلى تكيفه مع المدرسة وبرامجها، وأنشطتها، وعزز اندماجه مع زملائه ومعلميه في المجتمع المدرسي. البيئة الآمنة تُؤوي الطالب؛ فيرى المدرسةَ آمَنَ بيتٍ، وأجمل منزل، فيها المربي الناصح، والزميل المعين.
البيئة الآمِنة تُنتج المعرفة، وتُصدِّر الموهبة، اكتشافاً، ورعايةً، وسلوكاً.
البيئة الآمنة تُوفّر مقومات الحياة التربوية والعلمية والعملية لكافة منسوبيها، نوعاً وكمًّا.
وتتيح لهم بيئة خصبة للإبداع، حيث تجد العقول غذاءها، والأجساد طاقتها، والاهتمامات مجالها.
وتُتيح له حُريّة منضبطة نحو التعلّم، والتدريب، والممارسة، والاستفادة من مصادر التعليم المتنوعة.
الأمن مُحفِّز على العطاء، كما الخوف مُولِّد للجفاء، والانطواء، فكم نحن بحاجة لأمنٍ مُعين.

■ لعلنا نتذكّر بعض خصائص الطلاب الموهوبين، والتي منها:
● دقة الملاحظة، والذاكرة القوية والقدرة على توظيف الخبرات السابقة في المواقف الحالية.
● القدرة على النقد، وتبرير المواقف، والدفاع عن الرأي، واتخاذ القرار.
● الربط بين المعلومات السابقة والجديدة، وسرعة فهم واستيعاب المواقف الجديدة.
● التركيز والانتباه مع الشرح، والتدقيق في التفاصيل.
● القراءة المتعمقة، والبحث في مجالات متنوعة، سيما مجال التخصص.
● الإحساس بالمشكلات: توقّعاً وحلاً.
● الإتقان، ودقة الحركة، مع وجود مهارات يدوية وفنية عالية، وحب الأنشطة المتنوعة.

■ استخلاص :
وجود هذه الخصائص في طلابنا الذين نُدرسهم أو نُشرِف على تعليمهم يُحتّم علينا أموراً، منها:
• الإعداد الجيد للدرس، وفق خبرات الطلاب، والأنشطة المناسبة، واهتماماتهم.
• الاهتمام بالأنشطة المتنوعة، والموجهة نحو المهارات كمهارات التفكير، والمهارات اليدوية.
• التحوّل نحو التعلّم، وأن يكون الطالب مرتكز التعليم، يسأل، ويشرح، ويشارك، ويَنقُد، ويَحكُم.
• التوسّع في التكليفات المقننة، والأبحاث المرتبطة بالدروس كمنهج، والأنشطة المتنوعة كإثراء.
• شد الانتباه يتطلب نوعية من الأداء، وإعداد مسبق جيد للدرس مع الاستفادة من مصادر المعلومات.

■ الممارسات التدريسية تمايز وتنوع :
نتفق جميعاً على وجود التفاوت بين أبنائنا الطلاب تفاعلاً وفهماً ودافعيةً وأداءً وتحصيلاً، وهذا التفاوت يستلزم منا أن نغاير بين ممارساتنا التدريسية، ننوع، ونُجرّب، ونُطبّق، ويشارك الطلاب إعداداً وتنفيذاً وتقويماً.
ونتفق جميعاً على أن العصر العلمي والتقني اليوم تغيّر كثيراً، تطوّر، وتقدّم وقدّم الكثير عما كان عليه قبل بضع سنوات، والاستفادة من ذلك الثراء المعرفي والتدريسي وفي الجوانب التقنية يُتيح للطلاب الإقبال والتفاعل والمشاركة.
ولزوم طريقة واحدة، ونشــاط واحد.. لا يُمكّن الطلاب جميعـــاً من تحقيق الأهداف المرجـــوة، ورصد التقدّم المستمر في الأداء الذي يتطلب نوعية تناسب كل طالب واستعداداته وقدراته، وتراعي ميوله وتلبي حاجاته وتشبع رغباته.
إن إكساب طلابنا للمهارات الأساسية للتعلم الذاتي، وتدريبهم على الممارسات العملية في بيئات محاكية للواقع، وتعهّد دافعيتهم، بعثاً وترغيباً.. سيُعزز فرص اتجاههم إلى التعلم الذاتي! فوجود الدافعية نحوه، وتوفر مصادره من أهم محفزات الطالب، وبالتالي سنُحقق أقصى استفادة ممكنة من المنصات التعليمية، ووسائل المعرفة المتعددة.
ولو سألنا أنفسنا: ما آخر (كتابٍ/ نشرةٍ/ بحثٍ/ مقالٍ) قرأناه في مجال التدريس؟ في المادة العلمية؟...
ونتذكّر أن بقاء أثر التعلّم مما يُحدّده نوعية (تفاعل ومشاركة وأدوار الطلاب) في ممارستنا التدريسية، والمهام المنوطة بهم، والناتج المتوقع منهم.
وكلما كان تخطيطنا نحو خبرات تعليمية ذي مستوى أعلى من الإبداع والابتكار كانت مشاركة وأدوار الطلاب أكبر، والنتائج أكثر مصداقية، فكما نستهدِف الطلاب الأقل أداءً بالبرامج العلاجية، فمن حق الأعلى أداءً أن نُوجّه لهم ما يتناسب ومستوياتهم، وقدراتهم، واستعداداتهم.

■ معايير النجاح :
وإذا أردنا أن نأخذ صورةً لواقع تعليمنا والأداء الذي نطمح للوصول إليه، فانظر -مثلاً- إلى نتائج الطلاب في القدرات، فثمة تفاوت واضح، تظهر فيه قدراتهم واستعداداتهم.
ونُقِرّ أن التدريب المستمر لهم، وتجريب المقاييس المحاكية لها سيُقلّص الفجوة، وسيرفع من نسبة أدائهم فيها.. وكذلك الاختبارات المقننة التي نجريها لطلابنا، والتي راعت مواصفات الاختبار الجيد، هي فرصة لنا لنأخذ صورة عن واقع الأداء.
وكلما كان توجّهنا نحو مهارات التفكير العُليا، ودرّبنا طلابنا عليها، وضمّناها دروسنا اليومية، وأنشطتنا التعليمية، داخل وخارج المدرسة، وراعينا التنوع في تلك الأنشطة، والمهام الأدائية كان تفاعل الطلاب مع تلك المهارات أكثر، واستخدامنا لها أكبر، وهو ما يعني تغيّر نتائج هذه المقاييس والاختبارات نحو الأفضل، وارتفاع المعدلات الفصلية والختامية.

■ وأخيراً : الطالب الذي يمتلك المعرفة والمهارة يستطيع أن يتعلّم، ويتدرّب، فقط هو بحاجة للتوجيه والمتابعة.

image د. يحيى علي الزهراني.
هل تُعطي وزارةُ التعليم الأمانَ لمعلميها ؟!
التربية بين الكواسر والحواسر.
الاستثمار في أيام.
سَدُّ معاوية : ما هو مشروعك العمري ؟
المخاطر التربوية للتقنيات الحديثة ووسائل التواصل وحلول مقترحة لمواجهتها.
الموهبة بين ممارساتنا التدريسية وأنشطتنا المتنوعة.

قصيدة : في وداع جامعة.
قصيدة : يا قدس ! هذي بلادي دعتكم يوم فرقتكم.