من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالعزيز عبدالله الحازمي.
إجمالي القراءات : ﴿5801﴾.
عدد المشــاركات : ﴿4﴾.

البيئة هي موطن الحياة. وأول ما يجب على الإنسان تحقيقه حفاظاً على الحياة حماية البيئة. وبما أن أكبر مؤثر في البيئة سلبيا أو إيجابيا هو الإنسان فإن حماية البيئة تستلزم فهم البيئة فهماً صحيحاً بكل عناصرها ومكوناتها ومقوماتها وتفاعلاتها المتبادلة إلى جانب العمل الجماعي الجاد لحماية هذه البيئة وضمان استمرارها موطنا مقبولاً للحياة.
ومن خلال ما حدث في العالم بسبب جائحة كورونا وحظر التجول الذي فرض على الإنسان في معظم دول العالم والتي استطاعت البيئة من خلاله أن تتنفس الصعداء ولسان حالها يقول: (رب ضارة نافعة). ولكي نعتني بالبشرية لابد ثم لابد من العناية بالطبيعة، ومن الواجب على المؤسسات التعليمية العناية والاهتمام بموضوع التربية البيئية وتوجيه سلوك الأطفال نحو زيادة الانتماء وشعور الفرد بالمسؤولية تجاه بيئته وأن يصبح الفرد نافعاً وقادراً على المحافظة على بيئته ويمكن تحقيق ذلك من خلال الأساليب التربوية التالية :
1- أن يكون الآباء والمعلمون قدوة في السلوك والتعامل الرشيد مع عناصر ومكونات البيئة، ومن أمثلتها تجنب الاستعمال السيئ للمياه، وخصوصًا في مناطق صنابير المياه المخصصة للخدمة العامة، ومنع إهدار المياه وترشيد استهلاكها، كالتأكيد على إغلاق الصنابير بعد استعمالها، وتنبيه الأطفال إلى ذلك وامتناع الآباء عن التدخين في الأماكن المغلقة وغيرها من الممارسات الخاطئة الأخرى.
2- المشاركة النشطة للأطفال في تجميل البيئة التي يعيشون فيها، مثل زراعة النباتات والزهور، سواء في المنزل أو المدرسة، وزراعة الأشجار في الشارع؛ مما يؤدي إلى شعورهم بملكية ما شاركوا في زراعته والعناية به، وبأنهم جزء من البيئة المحلية؛ مما يؤكد على انتمائهم إليها، ويشجعهم على المشاركة الفعالة في مناقشة مشكلات البيئة، وتوعية الأطفال بأهمية المحافظة على جمال ونظافة البيئة من حولهم، والاستمتاع بالزهور والنباتات، بدلاً من الاعتداء عليها وإتلافها.
3- صياغة دروس وبرامج بيئية مناسبة للأطفال مستمدة من بيئاتهم وخبراتهم، وتشتمل جوانب التعلم الثلاثة: المعرفة – المهارات – الاتجاهات وتقوم على فكرة أن البيئة نعمة من الله وإفسادها يتعارض مع شكر الله على نعمه، وأن يراعى في هذه الدروس والبرامج مستوى نضج الأطفال، وكذلك اللغة والأسلوب الذي تقدم بهما، مع الاستعانة بالصور والأفلام والرسوم الثابتة والمتحركة والأشكال التوضيحية التي تركز على السلوك البيئي الرشيد، وتدعو إلى نبذ السلوكيات الخاطئة في التعامل مع البيئة.

■ وتولي المملكة العربية السعودية اهتماماً كبيراً بالمحافظة على البيئة وتنميتها وحمايتها من عوامل التلوث، ولذلك تم اعتماد موضوع البيئة وحمايتها ضمن النظام الأساسي للحكم وفقاً للمادة (32) منه وتنص على التزام الدولة بالمحافظة على البيئة وحمايتها، وكان للدعم اللامحدود للجهة المسؤولة عن المملكة وهي (الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة) أثر واضح وملموس وذلك إدراكاً بأهمية البيئة والحفاظ عليها، ومن جهودها المباركة جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئة وتمثل الجائزة إحدى الدعائم المهمة في تشجيع العمل البيئي ونشر الوعي، وحافزاً لكافة المؤسسات والأفراد نحو تأمين مستقبل أبنائنا في المنطقة العربية ولصالح الإنسانية جمعاء. وقد شاركت المملكة العربية السعودية بشكل مؤثر في الجهود الدولية للحفاظ على البيئة، ومن تلك الجهود:
1- ساهمت المملكة خلال قمة أوبك عام 2007 بمبلغ 300 مليون دولار لإنشاء صندوق للأبحاث الخاصة بالطاقة والبيئة.
2- المملكة صاحبة أكبر مشروع إعمار بيئي في التاريخ، إذ احتفلت في شهر أغسطس 2013 لجنة الأمم المتحدة المشكلة بقراري مجلس الأمن رقم 692 و786، والمعنية بتعويضات حرب الخليج لعام 1991م، بالانتهاء من المشروع الذي كلف المملكة أكثر من 1,1 مليار دولار.