بسم الله الرحمن الرحيم

من أحدث المقالات المضافة في القسم.

اسمُ الكاتب : محمد عبدالعزيز الحارثي.
عدد المشاهدات : ﴿3082﴾.
عدد المشـاركات : ﴿33﴾.


التقوى كما عرفها السلف هي أن نعمل بطاعة الله، على نور من الله، نرجو ثواب الله، وأن نجتنب معصية الله على نور من الله خوفا من عقاب الله.
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : أوصني قال أوصيك بتقوى الله فإنها رأس الأمر كله؛ فالتقوى هي رأس الأمر والإسلام هو رأس الأمر وهذا يعني أن التقوى هي كلّ ما جاء في الإسلام في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، هي أن نحبَّ الله تعالى حبًا صادقا ونعمل بما أمر به سبحانه ونبتعد عن نواهيه ونتبع سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن نخشاه عزَّ وجل في السر والعلن.
الله سبحانه وتعالى عندما فرض علينا الصّيام فرضه لنتقيه والرّابح هو نحن فهو سبحانه غني عنا جل ّ في علاه. غنيّ عنا وعن الخلق أجمعين. نحن الفقراء إليه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ).
فضل التقوى عظيم فهي بركة الحياة وتكفير للسيئات ومفتاح الرزق وطريق للجنة لهذا فإنّ الله سبحانه وتعالى أرحم الرّاحمين يريد التقوى من النّاس أجمعين فعندما أمرهم بالعبادة قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
وعندما أمر الله بالصيام قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
قال ابن مسعود رضي الله عنه : إذا سمعت الله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ــ فأرع لها سمعك.
الله سبحانه وتعالى عندما فرض الصيام نادى المؤمنين لأنّ الصوم لا يقوم به إلا مؤمن والعبادات التي أمر بها تبارك وتعالى في رمضان لا يقوم بها إلا مؤمن؛ قال صلى الله عليه وسلم : "من قامَ رمضانَ وصامهُ إيمانا واحتسابا، غُفِرَ لهُ ما تقدمَ من ذنبهِ، ومن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانا واحتسابا، غُفِرَ لهَ ما تقدمَ من ذنبهِ" ولا يصوم ويقوم الليل بإيمان واحتساب إلا مؤمن، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا" ولا يقوم بهذا إلا مؤمن.
وقال صلى الله عليه وسلم: (عمرةٌ في رمضانَ تعدِلُ حجَّةً معي) ولا يقوم بهذا إلا مؤمن.
قال صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" ولا يعمل بهذا الحديث في حياته إلا مؤمن صادق في إيمانه.
كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أيها الإخوة أجودُ الناسِ، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضانَ؛ ولا يمكن أن يكون هذا الجود إلا في مؤمن اقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم وامتلأ قلبُه بتقوى الله.

■ تأملوا في واقع بعض الناس في رمضان :
هل من التقوى أن أضيع نهار رمضان في النوم عن الصلوات وأطلق لساني في المنكرات ؟!
هل اتق الله من يطلق بصره في الحرام في الشارع والأنترنت والجوال والقنوات ولم يستجب لقول العزيز الحكيم: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) ؟
أيّ تقوى هذه وبعض الفتيات يخرجن متعطرات متزينات متبرجات كاسيات عاريات ؟! لم يستجبن لقول من هو أشد حياء من العذراء في خدرها صلى الله عليه وسلم حيث قال في الحديث الصحيح : (صنفان من أهل النار لم أرهما) إلى أن قال : (ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ. رؤوسُهنَّ كأسنِمَةِ البختِ المائلةِ. لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها).
أيُّ تقوى من الظالم للناس بالقول والفعل فيسب هذا ويشتم ويقذف هذا ويسفك دم هذا ويأكل مال هذا ويرفع صوته على أمّه وأبيه ويعقهما ؟! أي تقوى لمثل هؤلاء وقد عجّل الله العقوبة لهم في الدنيا قبل الآخرة قال صلى الله عليه وسلم كلُّ ذنوبٍ يؤخِرُ اللهُ منها ما شاءَ إلى يومِ القيامةِ إلَّا البَغيَ وعقوقَ الوالدَينِ، أو قطيعةَ الرَّحمِ، يُعجِلُ لصاحبِها في الدُّنيا قبلَ المَوتِ.
هل من التقوى أن يغلق الموظف في وقت الدوام الرسمي باب مكتبه لينام ويترك عمله ؟!
أي تقوى في الذي يؤذي جاره بالقول والفعل وينشر أسراره ؟ّ!
كيف يكون خلوف أفواه هؤلاء عند الله أطيب من ريح المسك وقد اقترفوا كل هذه الذنوب والمعاصي؟! إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ولا يتقبل إلا من المتقين
كل هؤلاء لا ريب ولا شك بأن معيشتهم ضنكا، ويعيشون في شقاء لأنهم قد طعنوا التقوى في قلوبهم بخنجر الشهوات والشبهات ولا مخرج لهم ولا نجاة إلا بالتوبة النصوح.

■ التوبة سهلة لا مشقة فيها :
قد يكون في بعض الأوامر والعبادات مشقة مثل الصوم أو الحج إلا التوبة فهي سهلة على أصحاب القلوب الحيّة.. فقط استغفار وإقلاع عن الذنب وندم والعزم الصادق على عدم العودة إلى المعصية؛ والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
|| محمد عبدالعزيز الحارثي : عضو منهل الثقافة التربوية.

التسلسل الزمني: 1440/03/01 (06:01 صباحاً).