من أحدث المقالات المضافة في القسم.

د. أحمد محمد أبو عوض.
عدد المشاركات : 707
1440/03/10 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات :: ﴿﴿1909﴾﴾

قراءة موضوعية في الهندسة التربوية (2).
وكذلك الهندسة التربوية - لا تنجح العملية التربوية إلا بالتخطيط والإعداد المسبق بمشاركة عامة مع كل كادر التربية والتعليم بالمدرسة أولا والمجتمع المحلي ثم الارتقاء والارتفاع الى مقام معالي وزير التربية والتعليم ومجلس الوزراء وجلالة الملك أو الرئيس أو أمير الدولة هذه او تلك لكل العالم - وذلك بتشكيل لجنة عليا لتخطيط مسبق لسياسة التربية والتعليم لغرس قيم أخلاقية وتربوية أولا ثم غرس المعلومات العامة وسقيها بماء تربوي وأخلاقي نظيف وسليم صحيا فعلا وخاصة تخطيط المناهج والمقررات المدرسية باشراك المعلمين الخبراء بميدان التدريس –والحصة الصفية فعلا لعدة سنوات والمرشد التربوي ومختلف أعضاء كادر التعليم الحقيقي وليس ممن يجلسون على الكراسي الدوارة والغرف المكيفة فقط وأصحاب السيارات الحديثة الفارهة والعقارات التجارية مثلا - أي ممن وقف على السبورة واقفا عدة سنوات بل عشرات السنوات فعلا.
فلا بد لمعلم أية مادة أن يقوم بالإعداد الذهني في بيته ليلة دوام يوم الغد وشرح الموضوع المقرر بالكتاب المدرسي وزارة التربية التعليم في بلاده إعدادا ذهنيا عميقا في غرفة وحده، وتوقع ما يمكن أن يسأل عنه الطلاب الأذكياء خاصة، وربما عبارة او جملة او كلمة بين السطور مثلا، بل يجب أن تكون عنده مقدمة شيقة للدخول بكل ثقة واطمئنان على استيعاب الطلاب له، لا سيما خلال مناقشة أسئلة الاستيعاب بعد القراءة الصامتة باللغة العربية أو الأجنبية الأخرى بالمدارس العربية كمادة مقررة أصلا مثل الانجليزية أو الفرنسية في بعض المراحل الدراسية.
فأنا شخصيا كنت معلم لغة عربية لمدة 44 سنة بحمد الله تعالى بكل من السعودية واليمن وليبيا ثم أخيرا الأردن، فكنت بتحضير وقراءة الدرس ذهنيا بالبيت قبل التحضير الكتابي بدفتر التحضير الرسمي من الوزارة بتلك الدولة، أقوم بوضع خط أحمر بكتابي الخاص خطٌا أحمرا تحت همزات القطع (أ - إ – ؤ- ئ- ء -) وتنبيه ذلك لصحة وسلامة قراءة الطلاب قراءة نموذجية سليمة، أولا ثم لاعتبار تلك الهمزة من صلب وأساس الكلمة أولا، لأن عدم وجودها بالكتابة الإملائية خاصة يعني لا بد من اختلاف المعنى – وكما يقال لغويا : إن اختلاف المبنى يؤدي إلى اختلاف المعنى، مثل :
(سال – سأل .. الخ) فإن سال هو فعل ماضٍ مبني على الفتح من حالة السيولة، وأما سأل – فهو أيضا فعل ماضٍ مبني على الفتح وهو بمعنى الاستفهام أو الاستفسار أو طلب جواب لمسألة ما (وقد قيل بأن العلم ما هو إلَّا سؤال وجواب).
وكانت هذه الطريقة تعجب وتزيد فضول كل مشرف وموجه لغة عربية يحضر عندي بالصف بالسعودية والأردن خاصة إعجابه الشديد بدقة الملاحظة والتحضير الذهني لي بحمد الله تعالى لموضوع كل درس مقرر بأي صف وبأية مدرسة.
وأيضا من هندسة التربية تحضير درس النحو خاصة بشرح شيق جدا مني بحمد الله بالأقلام الملونة قبل التقاعد عام 2017م أو الطباشير الملونة سابقا لتسهيل وكشف فهم واستيعاب الطلاب لشرح الدرس، ليقوموا هم باستنتاج القاعدة النحوية لدرس القواعد، مما يجعلني بحمد الله تعالى مطمئن جدا على رضاء ربي أولا ثم فهم الطلاب للشرح المفصل مني شخصيا، بغض النظر عن أي تقرير سري من مدير المدرسة بآخر العام أو تقييم أي مشرف أو موجه تربوي من إدارة التعليم لأني أنا أتعامل مع الله أولا ومعلم رسالة تربوية مقدسة بغض النظر عن مقدار وعلاوة الراتب السنوية. وأكاد أن أقسم بأني لم أسأل أي مدير مدرسة او مشرف عن أي تقييم أو تقرير حلال زيارة الحصة الصفية مدى حياتي العملية بكل تلك السنوات كلها.
ولا ننس أبدا أنه كانت هناك في بلاد الإغريق (اليونان حاليا) مدرسة تسمى مدرسة المشّائية، أي يتعلمون خلال المشي بالأسئلة والإجابات بين الطلبة ومعلمهم (أرسطو) أي ليست في غرف صفية ومقاعد وسبورات أبدا.
image الهندسة التربوية : قراءة موضوعية.
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.