أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : أيمن سالم صابر.
إجمالي القراءات : ﴿2246﴾.
عدد المشــاركات : ﴿7﴾.

في العلاقات الإنسانية : كسر الحواجز ووضع الحلول.
■ كيف تخرج الدجاجة من الزجاجة بشرط ألا تكسر الزجاجة ولا تقتل الدجاجة ؟!
هذه قصة يرويها أحد المعلمين الأفاضل والذي كان يتصف بالذكاء والحكمة وسرعة البديهة، وكان هذا المعلم مدرساً للغة العربية، وفي إحدى السنوات كان يلقي الدرس على طلبة الفصل أمام إثنين من المشرفين التربويين؛ الذين حضروا لتقييمه؛ وأثناء إلقاء الدرس قاطع أحد الطلاب الأستاذ قائلاً: "يا أستاذ، اللغة العربية صعبة جداً".
وما كاد هذا الطالب أن يتم حديثه حتى تكلم كل الطلاب بنفس الكلام؛ وأصبحوا كأنهم حزب معارضة ! فهذا يتكلم هناك وهذا يصرخ وهذا يحاول إضاعة الوقت وهكذا. سكت المعلم قليلاً ثم قال: حسناً لا درس اليوم؛ وسأستبدل الدرس بلعبة ! فرح الطلبة وتجهم المشرفون التربويون.
رسم هذا المعلم على السبورة زجاجة ذات عنق ضيق؛ ورسم بداخلها دجاجة ثم قال: من يستطيع أن يخرج هذه الدجاجة من الزجاجة ؟ بشرط أن لا يكسر الزجاجة ولا يقتل الدجاجة !
فبدأت محاولات الطلبة التي باءت بالفشل جميعها. وكذلك المشرفان التربويان اللذان انسجما مع اللغز وحاولا حله ولكن باءت كل المحاولات بالفشل !
فصرخ أحد الطلبة من آخر الفصل يائسا ً: يا أستاذ لا تخرج هذه الدجاجة إلا بكسر الزجاجة أو قتل الدجاجة، فقال المعلم: لا تستطع خرق الشروط، فقال الطالب متهكماً: إذن يا أستاذ قل لمن وضعها بداخل تلك الزجاجة أن يخرجها كما أدخلها.
ضحك الطلبة؛ ولكن لم تدم ضحكتهم طويلاً فقد قطعها صوت المعلم وهو يقول: أحسنت، صحيح. هذه هي الإجابة، من وضع الدجاجة في الزجاجة هو وحده من يستطيع إخراجها؛ كذلك أنتم !
وضعتم مفهوماً في عقولكم أن اللغة العربية صعبة؛ فمهما شرحت لكم وحاولت تبسيطها لن أفلح إلا إذا أخرجتم هذا المفهوم بأنفسكم دون مساعدة كما وضعتموه بأنفسكم دون مساعدة.
انتهت الحصة وقد أعجب المشرفان التربويان بالمدرس كثيراً ؛ كما لاحظ المدرس تقدماً ملحوظاً لدى الطلبة في الحصص التي تلت تلك الحصة بل وتقبلوا مادة اللغة العربية بشكل سهل ويسير.

■ وأنت عزيزي القارئ :
كم دجاجة وضعت في الزجاجة طوال حياتك وجعلتها عائقاً يقف أمامك في تحقيق أحلامك وطموحاتك. ولكن إذا توكلت على الله أولاً ؛ وأخذت بالأسباب ثانيا ستنجزه دونما أي عوائق أو مشاكل. كم من التحديات والمشكلات الأسرية والاجتماعية والتربوية التى نراها صعبة ومعقدة ومستحيلة الحل؛ والسبب هو أننا نحن من وضعنا الدجاجة في الزجاجة.
لنبدأ من الآن في كسر الحواجز ووضع الحلول وبناء جسور الحب والرحمة مع كل من بجوارنا وخاصة الوالدين والأخوة والأخوات والأصدقاء والجيران والأقارب.