من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : منى عواض الزايدي.
إجمالي القراءات : ﴿2353﴾.
عدد المشــاركات : ﴿51﴾.

إلى من يهمه الأمر : ذوي القيود الحديدية ــ فهل من مجيب ؟
في ذلك المكان وفي ذلك الممر وعلى ذلك المقعد كنت كغيري أنتظر وأترقب ساعات الانتظار متى تنتهي، حتى أنتهي وأخرج أتنفس الهواء النقي بعيدا عن روائح الأدوية وتلك الحقن المؤلمة، بعيداً عن أنين مؤلم يطرق أوجاعه على قلبي قبل مسامعي.
وفي تلك اللحظات وأنا أتأمل ذلك المكان وتلك العيون التي أنهكها المرض والألم، أسمع صوت لم تطرب له أذنايّ ولم يسعد بلحنه قلبي. أرفع بصري وإذ بتلك القيود الحديدية التي أسرت أصحابها وقيدتهم بها وحكم عليهم زمانهم وربما أفعالهم بأن يُقادوا بها أمام الجميع وأنا مذهولة من ذلك المنظر.
وتسارعت نبضات قلبي خوفاَ وحزناً لذلك المنظر، خوفاً من ذلك المنظر وحزناً على حال أولئك الأشخاص الذين أجبرتهم حالتهم الصحية أن يزوروا ذلك المكان وهم في تلك القيود أمام نظرات من الجميع منها ما يقتل إما شفقة أو خوفاً أو سخرية بهم، ولسان حالهم ونظراتهم وهيئتهم تقول (مجبراً أخاك لا بطلُ).
فهنا حركوا في داخلي لغة وحديث وهمس وكلمة إلى من يهمه الأمر :
فإلى من يهمه الأمر : فقط أنظروا بعين الإنسانية وبقلب الرحمة وبعطر الكرامة إلى أولئك الأشخاص ولتكرموهم برفع قيود الإحراج عنهم عندما يزورون تلك الأماكن الصحية والجميع يرفع أنظارهم إليهم بمجرد سماع صوت تلك القيود.

■ وهنا تساءلت، وحيرني ذلك التساؤل :
أين هي الجهة المسؤولة من حال هؤلاء ؟ لماذا لا يكون لهم الحق في زيارة هذه الأماكن وهم في تجنب مثل هذه الإحراجات وبدون تلك النظرات ؟ لماذا لا يكون لهم مستشفي خاص بهم بدون أن يحتاجوا لزيارة خارجية عندما يحتاجون لمثل هذه الأماكن ؟ أين هي الجهة المسؤولة عن مثل تلك الفئة ؟ هل شاهدت تلك النظرات ؟ هل سمعت همس من يرونهم ؟ هل أحست بمدى ما تعانيه تلك الفئة نفسياً عندما تزور مثل هذه الأماكن ؟