مصطلح (حتى) : (المفهوم ــ الغايات ــ الإعراب)

بسم الله الرحمن الرحيم
د. أحمد محمد أبو عوض

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿10436﴾.
عدد المشــاركات : ﴿726﴾.

◄ مصطلح (حتى) : (المفهوم ــ الغايات ــ الإعراب).
■ (حتى) تأتي على أربعة أوجه.
1- تكون حرف غاية وانتهاء ولها ثلاثة أعمال :
أ- تجر اسماً صريحاً دون الضمير على أنها حرف جر نحو : (قرأت الكتاب حتى الصفحةِ العشرين).
ب- تجر مصدراً مؤولاً من (أنْ) والفعل المضارع نحو : (سأدرسُ حتّى يَحُلَّ الظلامُ) والتقدير : (حتى أنْ يحلَّ الظلام) والمصدر المؤول من : (أنْ يَحُلَّ) في محل جر بحرف الجر والتقدير : (سأدرس حتى حلولِ الظلام).
والجدير بالملاحظة في (أ - ب) أن ما بعد (حتى) غاية وانتهاء، فيكون ما بعدها داخلاً في حكم ما قبلها، ففي المثال : (قرأت الكتاب حتى الصفحةِ العشرين) تكون الصفحة العشرون مقروءة، ويتضح ذلك من خلال هذا المثال : (أكلتُ السمكةَ حتى رأسِها) فالرأس هنا مأكول. وهذا ما ذهب إليه جمهور النحاة أمثال المبرد وابن السراج وأكثر المتأخرين.
ج- تجر اسماً صريحاً أو ضميراً على أنها حرف جر بمعنى (إلى) يفيد الانتهاء نحو : (ضربتُ القوم حتى زيد).
والجدير بالملاحظة هنا أنه لا يكون ما بعد (حتى) داخلاً في حكم ما قبلها، ويتضح ذلك في هذا المثال : (أكلتُ السمكةَ حتى رأسِها)، أي : أكلتُ السمكة إلى رأسها، فالرأس هنا غير مأكول، وهذا هو الغالب.
ويرى سيبويه والفراء وابن مالك وثعلب في مجرور حتى أنه يحتمل أن يكون داخلا ًفيما قبلها أو غير داخل والقرائن وحدها هي التي تحدد ذلك ومذهب هؤلاء هو الأصح، فإذا قلت : (ضربت القوم حتى زيد) فـ(زيد) يجوز أن يكون مضروباً، انتهى الضرب به ويجوز أن يكون غير مضروب انتهى الضرب عنده.

2- تنصب الفعل المضارع الواقع بعدها على أنها تدل على معنى (إلى أنْ) الغائية نحو : (اجتهدْ حتى تنجحَ).
وتنصب الفعل المضارع الواقع بعدها على أنها تدل على معنى (كي) التعليلية التي يكون ما قبلها سبب وعلة لما بعدها نحو : (سأشربُ الدواءَ حتى أصحَّ) ولا يصح هنا أن تكون (حتى) لانتهاء الغاية؛ لأن هذا الانتهاء يقتضي انقطاع ما قبل (حتّى).
ويُشترط لنصب الفعل بعدها أن يكون مستقبلاً لما قبلها، أما إذا كان الفعل للحال نحو : (تأخر الطالب حتى لا يضربُه زملاؤه) أو (سألتُ عنك حتى لا أحتاجُ إلى سؤال) فإن الفعل يُرفع بعدها وتكون (حتى) في هذه الحالة حرف غاية مهمل لا عمل له.

3- تكون حرف عطف بمعنى (الواو) يُشْرِك في الحكم والإعراب، وتعطف الاسم على الاسم فقط نحو : (دخل الطلابُ حتى المتأخرون).
• وللمعطوف بحتى أربعة شروط :
أ- أن يكون اسماً ظاهراً لا مضمراً ولا فعلاً ولا جملة نحو : (جاء الجنودُ حتى المشاةُ).
ب- أن يكون بعضاً من جمع قبلها نحو : (قدم الصيادون حتى كلابُهم).
ج- أن يكون جزءاً من كلّ نحو : (أكلتُ التفاحةَ حتى قشرتَها).
د- أن يكون غاية لما قبله في زيادة أو نقص، وتشمل الزيادة القوة والتعظيم نحو : (مات الناسُ حتى الأنبياءُ) ويشمل النقص الضعف والتحقير نحو : (هذا المتهور انتقده الناسُ حتى الأطفالُ).
والجدير بالملاحظة هنا أن ما بعد (حتّى) غاية فيكون ما بعدها داخلاً في حكم ما قبلها، ويتضح ذلك.
بهذا المثال : (أكلتُ السمكةَ حتى رأسَها) فالسمكة هنا أُكلتْ حتى رأسها مأكول.

4- تكون حرف ابتداء :
ويُستأنف بعدها الكلام ومضمون ما بعدها غاية لما قبلها وتقع بعدها الجملة الاسمية والفعلية التي ليس لها محل من الإعراب. وعلامة (حتى) الابتدائية أن يصحَّ جعل الفاء في موضعها التي تفيد معنى السببية، وكون ما بعدها فضلة ومثال ذلك : (ما أمسكتُ حتى طلعَ الفجرُ - تدهورتَ صحته حتى العلاجُ عنده باطلٌ - ازدحم الشارع بالسيارات حتى المشاةُ لا يستطيعون السير).
والجدير بالملاحظة هنا أن ما بعد (حتى) غاية، فيكون ما بعدها داخلاً في حكم ما قبلها، ويتضح ذلك في هذا المثال : (أكلتُ السمكةَ حتى رأسُها) وتقدير الجملة : (أكلتُ السمكةَ حتى رأسُها مأكولٌ).
فالجملة في المثال السابق جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر، ففي هذه الحالة أُكلتْ السمكة بما في ذلك رأسها.

■ ملاحظة :
أجاز مجمع اللغة العربية بالقاهرة استعمال (حتى) في التعبيرات التي تكون فيها غير مسبوقة بمذكور يصح أن يكون ما بعد (حتى) غاية له، وجاء في قراره : تجيء (حتى) في بعض التعبيرات العصرية غير مسبوقة بمذكور يصح أن يكون ما بعد (حتى) غاية له، ومن أمثلة ذلك : (لم يقرأْ حتى الصحف - ترْك الخلاف أثره حتى على العلاقات الثقافية بين البلدين).
وقد رأى المجمع أن (حتى) في الأمثلة السابقة عاطفة والمعطوف عليه محذوف مفهوم من المقام.

■ وأخيراً :
تذكر أخي الحبيب أن معرفة معاني (حتى) تساعدك بإذن الله في فهم كتاب الله حيث وردت كلمة (حتى) في 138 موضعاً في القرآن الكريم، وفقني الله وإياكم لكل خير.
■ المواد المنشورة في مَنْهَل تعبر عن رأي كاتبها. ويحق للقارئ الاستفادة من محتوياته في الاستخدام الشخصي مع ذكر المصدر. مُعظَم المقالات أعيد ترتيب نشرها ليتوافق مع الفهرسة الزمنية للقسم.
Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.