أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : محمد عبدالعزيز الحارثي.
إجمالي القراءات : ﴿5645﴾.
عدد المشــاركات : ﴿31﴾.

الدور الإيجابي للوسائل التعليمية.
■ أتذكر أول سنة تعينت فيها للتدريس ولم يكن تنوّع الوسائل التّعليميّة واستخدامها من اهتماماتي لأنني ظننت أن دورها الإيجابي محدود لكنّ النمو المهني المستمر، وزيارات بعض المشرفين المتميزين، وكذلك الخبرة العمليّة عمّق في داخل الحقائق التالية :
أ- أنّ الوسائل التعليميّة لها دور كبير في تقريب المعنى وتوضيحه ولنا في رسول اللّه أسوة حسنة؛ فقد كان صلّى اللّه عليه وسلّم يعلّم النّاس الفرق بين طريق الخير وطريق الشر من خلال الرسـوم التوضيحية؛ في الحديث عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال : خَطَّ لنا رسولُ اللهِ خَطًّا، وقال : هذا سبيلُ اللهِ، ثم خَطَّ خطوطًا عن يمينِه وعن يَسَارِهِ، وقال : هذه سُبُلٌ، على كلِّ سبيلٍ شيطانٌ يَدْعُو إليه، ثم قرأ قول الله تعالى : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام : 153).

ب- الوسائل التعليميّة ضرورة من الضرورات وجزء مهم من المنهج، ولا يمكن لأي معلّم الاستغناء عنها لأنّها تجعل المعارف والمهارات والمعاني التربويّة والعلميّة حيّة في قلوب وعقول المتعلمين، وتساعدهم بعد توفيق الله تبارك وتعالى إلى إتقان المهارات المستهدفة.

■ من نتائج استخدامها وتنوعها أيضاً :
♦ زيادة دافعـية المتعلم لاكتساب العلم والمعرفة والخبرات المتنوعة.
♦ تكوّن مفاهيم صحيحة ومنظّمة حول ما يريد أن يتعلمه الطّلاب.
♦ صناعة جو من الحيويّة والنّشاط داخل الصف يدفع الطلاب إلى المزيد من المشاركات الإيجابيّة.
♦ إشراك أكثر من حـاسّة ليتلقى التلميذ من خلالها المهـارات والمعارف، ويؤدي ذلك إلى حصول نتائج إيجابيّة وسريعة بمشيئة اللّه تعالى، وقد جرّبت هذه الطّريقة عندما كان لي شرف التّدريس في مشروع (القاعدة الجويّة بلا أمية) عام 1424هـ - 1425هـ؛ فقمت بعـمل وعرض وسيلة على الطّلاب أشركت فيها السّمع والبصر واللّمس وبعد أسبوعـين تمكّن أغلب الطّلاب من إتقان مهارة نطق الحـروف وكتابتها بعلاماتها بعد أن كانوا يستغرقون وقتًا أطول قبل استخدام هذه الوسيلة ممّا شجعني لعمل وسائل أخرى؛ فسبحان اللّه القائل : (وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل : 78).
♦ مراعاة خصائص النمو عند صناعة الوسيلة واستخدامها ينمي في التلاميذ الثقة لتكوين اتجاهات جديدة بناءة.
♦ تساعد على زيادة نسبة تذكر الحقائق والمعلومات.

■ الرجوع إلى السّلف :
لا أنسى أبدا أساتذة كانوا يأتوننا في الأسبوع مرتّين عندما كنت في الصّفوف الأوليّة في مدرسة سعد بن عبادة بالمدينة المنوّرة؛ وبعدما كبرت علمت أنهم طلاب إحدى الكليّات يأتون إلينا لتطبيق مادة طرق التّدريس في سنة تخرجهم. لا أستطيع أن أصف شعوري بالارتياح والأمن النفسي. أي سعادة كانت تغمرني ! وأي فرح كان يحيطني لحظة دخول أحد هؤلاء المرّبين وفي يده وسيلة تعليميّة، ويده الأخرى فيها هديّة تشجيعيّة، ثم يقفل الباب ويبدأ الدرس مستخدمًا وسيلته. كان جميع التلاميذ مسروراً بالدّرس متفاعلا مع المعلّم بسبب روحه الأبويّة والسّبب الآخر وسيلته التعليميّة التي كانت عبارة عن لعبة (قطار الحروف).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير)؛ وهذا الخير يحتاج لوسائل متنوعة لإيصاله.