من أحدث المقالات المضافة في القسم.

د. خالد محمد الصحفي عدد المشاركات : ﴿113﴾ التسلسل الزمني : 1436/05/01 (06:01 صباحاً) عدد القراءات : ﴿3871﴾

وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم : عش الحياة.
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ (الشورى : 30).
■ أحببت أن أكتب عن هذا الموضوع بعدة نقاط :
ما أجمل تلك الحياة وأجمل ساكنيها، وما أجملك أيها الكون الواسع ربما يتساءل الكثير كيف تكون الحياة جميلة رغم ما فيها من أكدار ومصاعب كما ذكر لنا الله عز وجل في كتابة : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) (البلد : 4) نستطيع أن نعيش فيها بما تحمل في طياتها من عواصف وأكدرا وصفو الحياة من الاستحالة أن يدوم وهذه أبيات أرى مناسبتها للموضوع :
ودنياك لو تصفي تراها قصيـرة =وين الملوك اللي لهم سم يا بيـك
الكـل قفـى والتوابـع نذيـره = جيل ورى جيل عسى الرب ينجيك
والعبد مايامـن روايـح عبيـره = لابد من خبثات الأريـاح تاتيـك

نعم نستطيع أن نعيش حياتنا إذا أجتمع فينا قناعة في الرزق وإيمان بالله وإيمان بقضائه وقدره كما قال تعالي : (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) (التوبة : 51) وقوله تعالي : (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ۝ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ۝ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ) (الذاريات : 21 - 22 - 23).
لماذا الكدر ؟ ولماذا الهم ؟ فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا في حال رأينا أنفسنا تكدرنا على مصيبة يجب علينا أن نتذكر هذه الأية والآية الأخرى : (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) (الشورى : 30) قضاء وقدر وجزاء بالذنوب والمعاصي. فإذا أصابنا ما أصابنا علينا تذكر ذنوبنا والرجوع لله عز وجل.

ما أجمل العيش بهذا الكون إذا أجتمع الحب في الله فتصفو الأنفس فتجد الابتسامة بوجه أخيك ترسم لك حياة مشرقة وجميلة فكل ابتسامة بوجه أخيك صدقة فالحياة بسمة نزرعها بوجوه الغير ولن يضيرنا شيء بذلك فمع البسمة ترق قلوب الكثير وتلين ويذهب كدرها ودرنها، ما أجمل أن نحب الخير للجميع ونسعى لتحقيقه بعيداً عن حب الذات والأنانية وكراهيته للآخرين، حب يجمع بيننا لا يفرقه من في قلبه كراهية وحسد، حب في الله صادق وابتسامة من قلب محب تجلب لنا حياة أجمل وغد مشرق جميل، وإن أتى من يريد تفريق حبنا فلن يضير ذلك لأننا في الله متحابين ولن يضرنا ذلك أبداً.

ما أجمل العيش مع روحانية القرآن تلاوة وتدبراً ففيه الراحة وأمان القلب، وفيه الطمأنية والسعادة الحقة يجلي عن نفسك الهموم والغموم، ويسعدك في نفسك وقلبك، فلن تجد للهم ملاذاً بقلبك ففيه أنجلاء الهم والغم، وفيه الروحانية والأنس فعش يومك مع القرآن تجد روحك الحقة وتجد السعادة المرجوة كما قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد : 28).

■ رسالة لحاسد :
لماذا تحسد غيرك ؟ هل لرزق كتبه الله له ؟ فأنت قبل أن تحسده عارضت قضاء الله وقدره فهو الرزاق ومقسم الأرزاق دع عنك الحسد وحب للناس الخير ففي الحسد هم دائم وكراهية للغير ونفس بغيضة ووجه كالح. كفاك الله ما بك وشفاك مما فيك.
التوكل على الله في كل شي كما قال الله تعالى : (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) (الطلاق : 3) فمع التوكل على الله سعة في الرزق وكفاية عن الغير وسعادة حقة وطمأنينة مستديمة ومن توكل على الله كفاه ورزقه من حيث لم يحتسب، وكفاه شر الأشرار.
|| د. خالد محمد الصحفي : عضو منهل الثقافة التربوية.