من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿5446﴾.
عدد المشــاركات : ﴿722﴾.

في ثقافة الرسائل العامة : الاستعجال بإصدار الأحكام.
في إحدى مدن الولايات المتحدة الأمريكية (حيث تعمل الفتيات الأبكار خاصة والمتزوجات كذلك من باب إغراء الزبائن لدخول المحلات العامة وجذب الرجال عامة والشباب خاصة، ومنهم طبعاً السياح العرب).
دخل صبي يبلغ من العمر (10) سنوات إلى مقهى وجلس على الطاولة، فوضعت الجرسونة كأساً من الماء أمامه فسئل الصبي : بكم الأيس كريم بالكاكاو ؟ أجابته : بخمس دولارات فأخرج الصبي يده من جيبه وأخذ يعد النقود فسألها مرة أخرى : حسناً وبكم الأيس كريم لوحده فقط بدون كاكاو ؟
في هذه الأثناء كان هناك الكثير من الزبائن ينتظرون خلو طاوله في المقهى للجلوس عليها فبدأ صبر الجرسونة بالنفاذ، فأجابته بفظاظة : بأربع دولارات فعد الصبي نقوده وقال : سآخذ الأيس كريم العادي. فأحضرت الجرسونة له الطلب، ووضعت فاتورة الحساب على الطاولة وذهبت. أنهى الصبي الأيس كريم ودفع حساب الفاتورة وغادر المقهى.
وعندما عادت الجرسونة إلى الطاولة اغرورقت عيناها بالدموع أثناء مسحها للطاولة حيث وجدت بجانب الطبق الفارغ دولار واحد أترون ! لقد حرم الصبي نفسه الأيس كريم بالكاكاو حتى يوفر لنفسه دولاراً يكرم به الجرسونة.

ما دعاني لطرح هذا الموقف أو القصة القصيرة هو أننا كثيراً ما نقع في حرج أو نتسبب في شحن نفسي تجاه أناس آخرين نحمل لهم الكثير من الحب والتقدير ولكن الاستعجال بإصدار حكمنا عليهم يتسبب في فهمهم بشكل خاطئ، فكما رأينا الجرسونة نفذ صبرها لأن الصبي أخذ يبدل رأيه بين الأيس كريم العادي أو بالكاكاو وظنت به ظن السوء دائماً نتسرع باتخاذ مواقف نجدها لاحقاً خاطئة لا نملك الصبر ولا نعطي مساحة للغير في الكثير من المواقف في الحياة سواءً في العمل أو في المحيط العائلي. وصدق الشاعر العربي :
(لا يعرف الشوق إلا من يكابده) (لكنني أقول لا يعرف طعم الحلاوة إلا من رآها فوق النار).
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.