من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

مجرد كلام ﴿1772﴾.
متعة الفشل ﴿2812﴾.
مفاهيم ملحة ﴿3710﴾.
شذوذ وخلل ﴿5358﴾.
كالماء .. كن ﴿3424﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أكرم محمد مليباري.
إجمالي القراءات : ﴿5032﴾.
عدد المشــاركات : ﴿26﴾.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد :
هذه هي المقالة الثالثة من مقالات (مقاربة)، وهي استكمال لما كنا نتحدث عنه في المقالتين السابقتين؛ حيث تكلمنا عن الجدل العقيم وبعض من عيوبه، وعن بعض المسلمات التي يعتقدها المجادلون، والتي تعتبر كأمور محورية بالنسبة إليهم مثل السيطرة على زمام الحديث وتهميش الآخر .. الخ.
ثم انتقلنا إلى المقال الثاني، وتكلمنا عن بعض الحقائق والمفاهيم التي ينبغي علينا الأخذ بها؛ مثل الإيقان بسنة الاختلاف التي أوجدها الله تبارك وتعالى، في هذه الحياة بين المخلوقات، وأن من متطلبات بقاء وسيرورة وتيرة الحياة أن يختلف الأحياء ليتكاملوا فيما بينهم، ويعوض البعض النقص الذي يخلفه البعض الآخر، وقد ضربنا بعض الأمثال لذلك.
ثم تطرقنا إلى مسألة مهمة وهي أن الإنسان لابد له وأن يعترف بعيوبه ونقصه وأخطائه؛ لأن ذلك من أصله وطبيعته، فلا مجال للهروب من ذلك، لأنها حقيقة وأصل في خلقته يدل على ضعفه وحاجته للهداية والإرشاد الذي يسعى لأن يتحصل عليه من الخالق جلت قدرته، ثم بفهم الطبيعة التي تكتنف علاقة الإنسان بالإنسان، وعلاقته بما حوله من أحياء و جمادات.
ثم أشرنا إلى أهمية النقد البناء الذي نحتاج إليه جميعاً، من نقد الذات، ونقد الغير، والذي يكون مؤطراً بالالتزام باحترام الآخر وعدم الانتقاص من كرامته وإنسانيته، بل الحرص على أعذاره ومسامحته للمحافظة على الأرضية التي تجمع البشر في حدود الأخوة في الدين، وحدود أخوة البشرية.
ونحاول في هذه المقالة بحول الله وطوله، أن نتحدث عن بعض النقاط التي لا تقل أهمية عما سبقتها من أدبيات نحتاجها جميعاً، ونحن نعيش عصر العولمة التي تغلغلت وترسخت أطنابها في جميع ميادين الحياة ومناحيها؛ مما نتج عنه فتور في العلاقات الإنسانية وركود في المشاعر الروحية، وزيادة النشاط في استهلاك الآلة؛ الذي حقق منه كثير من الناس مهارات ومستويات عالية، في إجادة التعامل معها، والآلة التي أصبحت الصديق شبه الملازم لهم، حيث سهلت لهم الكثير من التقدم في سبل العيش والرفاهية، ولكن بالمقابل أوجدت نوعاً من الفقر والغربة في التعامل الجيد مع الإنسان وجفاء في الصلة بالله تعالى.

■ الإنسان والجماد والحيوان.
خلق الله - تعالى - الإنسان والحيوان والجماد، وجعل لكل منهم صفات وخصائص؛ فالإنسان يشترك مع الحيوان في الحركة والنمو والشهوة والغذاء. أما الجمادات فلا تقع ضمن ذات الإطار .. ولكن يتميز الإنسان عن الحيوان بالعقل والتمييز والنطق، ولأن الحيوان لا يقف أمامه شيء يحول دون إروائه لغرائزه التي تسيره؛ فهو يسارع إلى العب من الشهوات دون رادع أو مانع، أما الإنسان فلديه قيود وقوانين تحكم شهواته وتنظمها، وتوفر له القنوات المشروعة لتفريغها ضمن أطر محددة، وأخلاقيات تسمو به وترفعه إلى مراتب عليا؛ تميزه وتفضله حتى على الملائكة، ولكن البشر متفاوتون في معرفة الطريق التي توصل إلى ثمة منزلة؛ ولذلك كان للتربية الدور الفاعل في الأخذ بيد ذلك الإنسان إلى حيث الرقي والسمو الأخلاقي، لنقله من مجرد مخلوق يتفوق على الجماد، ويشترك مع الحيوان فيما ذكرنا، ويتميز عليه بالعقل، إلى مخلوق يضاهي الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ولكنه في ذات الأمر؛ يتردى إلى ما دون الحيوانية؛ إذا أسلم أمره وقياده إلى شهواته وأصبح غارقاً في وحولها !
فالتربية تغذيه وتزوده بنوع من الحصانة والحماية، ضد تيارات الشهوات الجارفة والملذات غير المشروعة، بعد الصيانة الدورية والدعم المستمر للوازع الديني والأخلاقي.

■ الانفتاح الصحيح على الجديد.
لطالما أننا نعيش عصراً يفاجئنا كل حين بالجديد من القضايا والمستجدات، التي لم تخطر على قلوبنا من قبل ولا على قلوب الذين سبقونا؛ فإننا مطالبون بالتريث قليلاً وعدم تعجل الأمور في الرفض التام أو القبول التام، لما عند أصحاب الحضارات المختلفة الأخرى. ولتوضيح بعض الأمور نستعرض شيئاً من مواقف بعض الخلفاء الراشدين، وبعض السلف الصالح رضوان الله عليهم جميعاً؛ إزاء الانفتاح على القضايا القائمة والمتجددة، فقد أوضح الإمام علي - رضي الله عنه - موقفه حيال ذلك فقال : (العلم ضالة المؤمن، فخذوه ولو من أيدي المشركين، ولا يأنف أحدكم أن يأخذ الحكمة ممن سمعها).
كذلك قرر الصحابي أبو الدرداء - رضي الله عنه - أن الانفتاح على الآخرين شرط لاستمرار النمو والتفاعل الذين هما من صفات العالم الأصيلة. واتخذ الإمام الزهري نفس الموقف؛ فجمع إلى درايته الواسعة بالقرآن الكريم؛ ثقافة واسعة بالحديث والتاريخ والأنساب.
والإمام علي - رضي الله عنه - لم يقصر مقررات المنهاج على استظهار آيات القرآن الكريم وتلاوته، وإنما دعا إلى أعمال العقل في حدود الأطر التي رسمها القرآن الكريم. أما الصحابي عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - فقد قرر أن الناس لم يكونوا زمن البعثة بحاجة لإعمال قلوبهم إزاء المشكلات والقضايا المتجددة؛ لأن الوحي كان يعالجها ويصدر حكمه فيها، ولكن أما وقد صارت تحدث مشكلات لا يجد العلماء لها حلولا مباشرة في القرآن الكريم والسنة الشريفة؛ فلا بد من إعمال العقل والاجتهاد.
والثوابت أو القطعيات التي جاءتنا من القرآن الكريم والسنة النبوية على صاحبها أزكى الصلاة والسلام؛ انقطع فيها الجدل، ولا سبيل لنا حيالها إلا التسليم والانقياد لها. أما الأمور التي أجمع عليها العلماء بأنها من الجزئيات أو الفرعيات، وما كان منها من تفاصيل وتشعيبات، يجد المسلم نفسه أمام عدة اختيارات؛ قد لا يكون لديه العلم الكاف الذي يرشده للأخذ بأي منها؛ لأن أكثرها يختلف في حكمها العلماء؛ فمنهم من أخذ بها ومنهم من لم يأخذ بها؛ كوضع اليدين أعلى الصدر أو أسفله في الصلاة، ولذلك؛ فإن أصحاب العلم والفقه والفتوى؛ هم أفضل من يعمل العقل ويجتهد ويبحث في ثمة أمور وأحكام؛ بناء على ما لديهم من علم ومعرفة بالشأن ذاته.
ولا يكاد يوجد من يخالف القول في أن عدد ركعات صلاة المغرب ثلاث. ولكن هناك من يختلف في مدة القصر والجمع للصلاة في السفر؛ فالحنابلة مثلاً يرون أن المسافر إذا نوى الإقامة في بلد أكثر من أربعة أيام، فإن حكم السفر ينقطع في حقه، ويلزمه الإتمام ودليلهم في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قدم إلى مكة في حجة الوداع، يوم الأحد، الرابع من ذي الحجة وأقام فيها الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء، وخرج يوم الخميس إلى منى، فأقام - صلى الله عليه وسلم - في مكة أربعة أيام يقصر الصلاة. والحديث متفق عليه، أما الإمامان مالك والشافعي، فإنهما يقولان : إن المسافر إذا نوى إقامة أربعة أيام لزمه الإتمام.
والواجب التفريق بين ما كان من الثوابت والقطعيات، وما كان من مناط الاجتهاد، لئلا يؤخذ الظني على أنه قطعي، أو العكس. واختلاف العلماء أمر ليس بغير طبيعي؛ فالأئمة الأربعة - ضي الله عنهم جميعاً - اختلفوا في عدة مسائل مما كان في الفرعيات، أما القطعيات والثوابت فلم يختلفوا فيها البتة ولكن على الرغم من ذلك الاختلاف، إلا أنه لم يعرف عنهم أي اختلاف على مستوى علاقاتهم ببعضهم البعض.

■ تجدد الرؤى والأفكار.
في الماضي البعيد كانت الدواب تنقل المسافرين وأمتعتهم، من بلد إلى آخر وقد كان يستغرق ذلك أياماً وشهوراً طوال، وقد يتعرض المسافرون بسبب بعد المسافات التي يقطعونها من بلدهم إلى البلاد التي يقصدوها، وعدم درايتهم بظروف وأحوال الطرق، إلى الانقطاع من الغذاء والماء، وكذلك الزاد اللازم للدواب، أو أنهم يواجهون من قبل اللصوص وقطاع الطرق، بالسرقة والاعتداءات. ولكن لم يكن لهم خيار آخر، فلم تكن حينئذ وسائل أخرى للتنقل والترحال؛ سوى الدواب، قال تعالى : (وتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ ۚ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ) (النحل : 7).
ولكن الحال - كما هو معلوم - لم يبق على ما كان عليه؛ فالسفر الآن يعتبر أحد أهم وسائل العلاج لكثير ممن أصابهم بعض العلل النفسية والملل؛ لما فيه من رفاهية ووسائل للتسلية وللترفيه والتجديد والراحة، فالسفر بالطائرة مثلاً يعد من أمتع أنواع التنقل والترحال، لما فيها من وسائل للتسلية والمتعة، بل وحتى الأمان للمسافرين، علاوة على اختزال الوقت في حال السفر إلى بلدان بعيدة. فقبطان الطائرة مثلاً، تزوده الأجهزة الملاحية التي أمامه بكافة المعلومات التي يحتاجها أثناء الرحلة؛ والتي تساعده في اختيار المسار المناسب واختصار الوقت، وتطلعه على تغير الطقس والظروف المناخية أولاً بأول، وما إلى ذلك.
وبالربط بين حديثنا عن السفر وتطور أساليبه وطرقه، والتي هي في الواقع؛ تطور لأفكار واختراعات، وبين تطور الرؤى والأفكار وتجددها بشكل عام؛ فلو أن الإنسان لم يخترع ويطور وسائل النقل الحديثة، التي جعلته يجول في أنحاء العالم، من أقصاه إلى أدناه في غضون ساعات ! لما استطاع الفكاك من الدواب التي كانت من ناحية، تنقله من بلد إلى بلد، ويتعرض من خلال ذلك السفر إلى أنواع شتى من المشاق والتعب والفناء، من ناحية أخرى. وقد يقول قائل : إن وسائل النقل الحديثة لا تخلو من المخاطر، وهذا صحيح ولكن نقول إن كل تقدم وتطور أو رفاهية له ثمنه، وما أطيب الدسم لولا السمنة !
وديننا الحنيف لا يقف ممانعا لما فيه التقدم والتطوير ومواكبة العصر في كل مناحي الحياة؛ بشرط أن لا يتعارض ذلك مع المبادئ السامية والثوابت التي لا تقبل أي مجال للخوض فيها أو المراجعة .

■ التسليم الأصم للآراء الشخصية.
ولعلي أشير هنا إلى الاسم الذي اخترته لمجموعة المقالات التي بين يدي القارئ الكريم، و هو (مقاربة) ولأني موقن بأنه ليس بالإمكان دائماً أن تكون الرؤية الشخصية أو وجهات النظر الخاصة موضع صواب مطلق، أو إقرار تام من قبل الجميع، فجميع المقاربات ووجهات النظر والرؤى تكون عرضة للانتقاد والتغيير والتعديل من قبل أصحابها، أو من الغير.
وما أجمل قول الإمام مالك - رضي الله عنه - في ذات الشأن : (منهجنا صواب يحتمل الخطأ، ومنهج غيرنا خطأ يحتمل الصواب) وفي هذا الكلام وقوف عادل ومنصف تجاه ما لدى الآخرين من رؤى، بحيث أنها تحتمل الصواب، وأن ليس كل ما بها هو خطأ يجب اجتنابه. وفي نفس الوقت عدم إلباس ثوب العصمة والقداسة على كل ما يقال من قبلنا، إذ أن ما يكون فيها غير مضمون من خلوها من شوائب أو نقص أو عيب.

■ منزلة الشخص وعلمه.
في حياة كل واحد منا من يحظى بالتقدير والاحترام ومن نثق بكلامه، سواءً كان من العائلة، أو من خارجها من زملاء عمل أو أصدقاء؛ وقد يكونوا بالفعل يتمتعون بصفات حسنة، من دماثة خلق وتقوى لله تعالى، أو سعة أفق أو حسن في التعامل أو حكمة وما شابه، ولكن لا يعني ذلك أن نأخذ كل ما يقال منهم على أنه هو الصواب المطلق ومنتهى المعرفة، أو أنه ما وضع في موضعه ولا غير.
ولنا أن نتأمل في ما قاله الإمام مالك - رضي الله عنه - في حق بعض شيوخه ومعلميه : (إن من شيوخي من أتبرك بدعائه، ولا أقبل روايته) وكان ذلك في علم الحديث، فما بالنا بالكلام العابر أو الرأي الشخصي في قضية من القضايا أو أمر من الأمور التي تحتمل عدة تفاسير وتبريرات ؟! بل إن من علماء الحديث الشريف من لا حظ بعض التحريف والكذب في الأحاديث، أو بعض المآخذ على الرواة وضبطهم، وكان بعضهم يصف الراوي بأنه صدوق، إلا أنه غير ضابط؛ فأنشأ علم الجرح والتعديل الخاص بالرواة والحديث؛ وذلك للتنقيب عن الحقيقة وتجريدها من كل ما يمكن أن يصيبها من خطأ ودس ولغط، لا سيما وأنه كان ومازال هناك من يحرف ويكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لغرض تشويه الإسلام والتعريض به، وبالمسلمين، أو لزرع الفتن والفرقة بينهم، أو السخرية والاستهزاء، نعوذ بالله من الضلال.
فلنا أن نثق بمن نرى أنه يستحق منا ذلك، ونقدر مكانته أو علمه أو سنه، ولكن لا يمنع أن نجتهد فيما يكون قابل للاجتهاد بشرط عدم الخروج من الأطر الشرعية والثوابت، بعد المعرفة التامة للهامش المسموح التحرك فيه، فلا نتجاوز حدوده؛ حتى لا نقع في المحظور الذي يؤدي إلى عدم رضى الله تعالى.

■ قلباً وقالباً مع المتحدث.
كثير من الناس لا يبدي أي اهتمام وإصغاء عندما يتحدث الآخرون؛ فالبعض يعبث بلحيته مثلاً أو بضبط هندامه، بينما يحدثه الآخر، والبعض لا يدع الآخر حتى يكمل العبارة التي يقولها؛ حتى يجد من يكملها له ولا تكون أحياناً هي التي يريدها ويقصدها ! وقد أورد إبن عبدالبر نظماً جميلاً في ذات الشأن فقال :
وإن بدت بين الناس مسألة =معروفة في العلم أو مفتعلة
فلا تكن إلى الجواب سابقا = حتى ترى فيه غيرك ناطقا
فكم رأيت من عجول سابق= من غير فهم بالخطأ ناطق
أزرى به ذلك في المجالس = عنه ذوي الألباب والتنافس
وكل ذلك من عدم احترام المتحدث، وعدم معرفة الآداب العامة للاستماع، ووجود شيء من السطحية وعدم الجدية. مع أن النظر إلى عين المتحدث أثناء حديثه، وترك كل ما يشغل عن الانتباه لما يقوله؛ من أهم الوسائل التي تساعد على فهم ما يقول واستيعاب الفكرة الأساسية من حديثه، وتترك أثراً يلحظه المتحدث؛ وهو شعور إيجابي، بأنه محترم من قبل المستمع، حتى وإن كان هناك رأي مخالف لما يقوله؛ إذ إن الفكرة هي الاختلاف في الرأي والقول، لا العلاقة، لأن الاختلاف الذي يكون على المستوى الشخصي، الذي يؤدي إلى توليد الضغائن والكره؛ يؤدي إلى التحزب والتفرق والعداوات.
ومن أجل أن نحصل على مستوى جيد من العلاقات مع أزواجنا وأطفالنا وزملائنا في العمل؛ علينا أن نتعلم الإصغاء، ويتطلب ذلك قوة عاطفية. حيث يقتضي الإصغاء التحلي بالصبر، ورحابة الصدر، والرغبة في فهم الآخر - وكلها سمات في الشخصية تتسم بقدر كبير من النضج.

■ عدم الوضوح يفقد حلقة من حلقات الوصل.
وكلما كان كلام المتحدث يميل إلى الإبهام وعدم الوضوح، أو أنه يتكلم من خلال استخدام عبارات تلتصق بتخصصه مثلاً، أو يستخدم كلمات ووصف مبالغ فيه؛ كان ذلك سبباً في ازدياد شعور الحاضرين بعدم الراحة والانسجام أو التفاعل لما يقول. فالواجب على المتحدث مراعاة خلفيات الحاضرين التعليمية والثقافية إذا كان يعرفهم، أما إذا كان لا يعرفهم؛ فالأفضل أن يستشعر ردود أفعالهم وتجاوبهم لما يقوله من كلام، فيكون استرساله للحديث وفقاً لذلك.
ولا يخفى على كثير أن اللغة لها دور كبير في التواصل مع الآخر؛ كما أنها تسهم في تكوين المشاعر والأحاسيس، أي أنها لا تساعد على إيصال الرسالة فحسب، بل تصبغ في النفس صبغة خاصة ينبثق منها : انطباعات معينة عن الشخص الآخر، ذات أبعاد عميقة؛ بناء على الكلمات والتعبيرات التي يستخدمها المتحدث.
وهناك الكثير من النقاط المهمة التي تحتاج إلى شيء من الضوء، لإبرازها ولكن المقام لا يتسع لذلك، فحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق. ولعلنا نفرد لها مقالات أخرى بعون الله وقدرته، والله تعالى ولي الأمر والتدبير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
■ المراجع :
تطور مفهوم النظرية التربوية الإسلامية، الدكتور ماجد الكيلاني.
جدد عقلك، الدكتور عبدالكريم بكار.
التأملات اليومية للناس الأكثر فعالية، ستيفن كوفي.

image الفلسفة التطبيقية : فن المقاربة.