من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : محمد عايض القحطاني.
إجمالي القراءات : ﴿6189﴾.
عدد المشــاركات : ﴿3﴾.

كيف تربي أبنائك كي يكونوا قادة في المستقبل ؟
■ تعد مُهمةُ تربِية وَإِعدَاد طِفل متوازن ناجح سعيد, نافع لنفسه ومجتمعه، تحدياً كبيراً يواجه كل أسرة وخاصة في ظل وجود عدة مؤثرات خارجية لا يمكن للأهل التحكم به, تؤثر بصورة أو بأخرى على شخصية وخلفية الطفل.
إحدى أهم الجوانب التي ترغب كل أم في زرعها في طفلها سواءً كان صبي أو فتاة هي تربيته على أن يكون صاحب شخصية قيادية في مجتمعه، وربما تكون هذه ميزة كبيرة ولكنها ليست شيء أساسياً لنجاح الإنسان أو بروزه في الحياة فهناك كثير من القادة الذين لم يضيفوا الكثير لأنفسهم ولا لمجتمعاتهم وهناك الكثير ممن يسموا "بالتابعين" ولكنهم نجحوا في حياتهم وتميزوا وبرزوا وأضافوا لأنفسهم وللآخرين الكثير والكثير ولكن ذلك لا ينفي أهمية غرس صفات القيادية وقوة الشخصية في نفس الطفل من الأبُّ والأم والأهل، فالعمل على إعداد جيل قائد يثق بنفسه ويتحدى العقبات التي تعترض طريق أمته هدف ضروري في تربية النشأ القادم، وزرع تلك الصفة فيهم تكسبهم القدرة على الثبات والصراع وامتلاك المؤهلات الضرورية للحفاظ على هوية الأمة ورقيها بعيداً عن التبعية والذوبان والانهيار.
وليس معني القيادية هو التحكم في الآخرين والتعالي عليهم والأنانية في أبراز الذات فقط و "البلطجة على خلق الله" أو فرض الرأي والفكر ولكن القيادية هي قبل كل شيء احترام للذات وللآخرين وثقه بالنفس وتحمل للمسئولية والقدرة على إدارة الأمور والنجاح في الحياة والتأثير الإيجابي في الآخرين.
تشكو كثير من الأمهات دوماً من أن أطفالهم تابعين لأصدقائهم في المدرسة أو في الجامعة أو حتي من الشباب التابعين لزملائهم في العمل أو كأزواج في حياتهم الزوجية، ونجد أن هؤلاء لا يمكنهم أن يرأسوا أو يقودوا أي مجموعة أو أفراد في عمل ما ولا يمكنهم التعبير عن انفسهم بسهولة ويعجزون عن إبراز مواهبهم كاملة أو إثبات ذاتهم للآخرين، وربما يعانون خجل وقصور في التعبير كما أنهم لا يتمكنون من رفض سلوك ما سلبي يكون على عكس عقيدتهم أو مبادئهم أو تنشئتهم، وكثيراً ما يتأثرون بمن حولهم في كل شيء ويفعلون كما يملي عليهم الآخرون تماماً وهذا بالتأكيد شيء مرفوض لأي إنسان.