من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

سُر من رقا ﴿4441﴾.
دعوني أحلم ! ﴿5368﴾.
كلمات عابرة ﴿6131﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : خالد صابر خان.
إجمالي القراءات : ﴿8923﴾.
عدد المشــاركات : ﴿122﴾.

من روائع الإمام الشافعي : نعيب زماننا والعيب فينا.
هذا البيت لم يقوله صاحبه جزافاً بل يحكي واقعاً نعيشه يمثله شريحة من المجتمع الذين ينسبون تبدل أحوال الناس وضعف التواصل وقطع الأرحام والأنانية وجب الذات إلى الزمن وأنه السبب في التغيير الذي حصل فتجد بعض كبار السن يمدح الزمن الماضي بقوله : (الله يرحم زمن أول) (زمن أول كان أحسن) و (الزمن تغير) وما إلى ذلك من الأقوال.
نعيب زماننا والعيب فينا • • • وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ • • • ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ • • • ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا
■ وحقيقة الأمر عزيزي القارئ :
الزمن لم يتغير فالشمس تطلع من المشرق وتغرب في الغرب والأمطار ما زالت تنزل والنهار والليل يتعاقبان والريح والهواء والقمر والنجوم التي تزين السماء كل ذلك لم يتغير منذ أن خلق الله الأرض ولكن نحن الذين تغيرنا. تغيرت مشاربنا ومذاهبنا وعاداتنا ومبادئنا ونظرتنا إلى الحياة وتبدلت مشاعرنا ولم يعد لدينا وقت للتواصل والسؤال وتغيرت نفوسنا فأشغلتنا الحياة وانبهرنا بها.
بجب أن نراجع أنفسنا ونقف وقفة صادقة معها فلا يجب أن نلوم الزمن ونعزو إليه سبب التفكك الموجود بين الناس بل يجب أن ننظر في داخلنا ونسأل أنفسنا لماذا تغير الحال ؟ لماذا يمجدون كبار السن الزمن الماضي ويثنون عليه ؟ لماذا يتغنون بأمجاد الماضي ؟ ألا يمكن أن نكون أحسن حالاً منهم ؟ ألا يمكن أن نعيش أفضل منهم متحابين تملئنا مشاعر المودة والمحبة والألفة .. الزمن لا دخل له بتاتاً في تغير الأحوال بل الناس أنفسهم هم السبب قال تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

■ وهنا أورد لكم نقطة مهمة :
وهي أن بعضهم لا يتورع في سب وشتم ولعن اليوم أو الساعة التي حصل له فيها أمر ما وهذه قمة الجهالة وهو أمر خطير جداً ينبغي التنبه إليه لأنه يسب الدهر والدهر هو الله لقوله صلى الله عليه وسلم : (لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو الله) وفي رواية أخرى عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (قال الله تعالى : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر أقلب الليل والنهار).
ما ذكرته لكم هو مجرد رأي يحتمل الخطأ والصواب فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، والله من وراء القصد.