
اسمُ الكاتب : محمد أحمد الأكوع.
عدد المشاهدات : ﴿4309﴾.
عدد المشـاركات : ﴿56﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم
◄ من فضل الله ورحمة بعباده جعل أفضل أيام رمضان في آخره حتى يستدرك الإنسان ما فاته من الأيام المباركة في العشر الأواخر. فعن عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها". "وكان إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله". وقولها "وشد مئزره" كناية عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد فيها زيادة على المعتاد، ومعناه التشمير في العبادات، وقيل هو كناية عن اعتزال النساء وترك الجماع.
وجعل الله في العشر الأواخر ليلة مباركة وهي (ليلة القدر) قال تعالى : "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ". أي أن العمل فيها والاجتهاد فيها في الأعمال الصالحات أفضل من العمل في ألف شهر مما سواها وهذا فضلٌ عظيم. والف شهر تساوي تقريباً (83) عاماً.
ويقول الله عز وجل في محكم التنزيل : (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (سورة الدخان) ومعنى قوله عز وجل : (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) أي تقدّر في تلك الليلة مقادير الخلائق على مدى العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات والناجون والهالكون والسعداء والأشقياء والعزيز والذليل والجدب والقحط وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة.
وفي ليلة القدر فضل وخير عظيم. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وعنها يقول العلامة ابن باز رحمة الله : (فهي ليلة عظيمة، وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها تكون في العشر الأواخر من رمضان، وكان يعتني بها - صلى الله عليه وسلم -، وكان يقوم العشر الأواخر من رمضان يتحرى هذه الليلة، ويقول التمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر، يعني الأوتار أرجى وأحرى، إحدى وعشرين، ثلاثة وعشرين، خمس وعشرين، سبعة وعشرين، تسع وعشرين، مع أنها تلتمس في الليالي كلها، لكنها في الأوتار أحرى وأحراها ليلة سبع وعشرين، والسنة للمسلمين رجالاً ونساءً أن يتحروها في العشر كلها، وأن يجتهدوا في قيام هذه الليالي في الصلاة والقراءة والدعاء ؛ تأسياً بالنبي عليه الصلاة والسلام، وطلباً لهذه الليلة) انتهى كلامه.
■ العلامات التي تعرف بها ليلة القدر :
• العلامة الأولى : ثبت في صحيح مسلم من حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من علاماتها أن الشمس تطلع صبيحتها لا شُعاع لها (مسلم ـ 762).
• العلامة الثانية : ثبت من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة، ورواه الطيالسي في مسنده، وسنده صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ليلة القدر ليلة طلقة، لا حارة ولا باردة، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة) صحيح ابن خزيمة ( 2912 ) ومسند الطيالسي.
• العلامة الثالثة : روى الطبراني بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ليلة القدر ليلة بلجة "أي مضيئة"، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم "أي لا ترسل فيها الشهب") رواه الطبراني في الكبير ـ انظر مجمع الزوائد 3/179 مسند أحمد.
ولا يلزم أن يعلم من أدرك وقامها ليلة القدر أنه أصابها، وإنما العبرة بالاجتهاد والإخلاص، سواء علم بها أم لم يعلم، وقد يكون بعض الذين لم يعلموا بها أفضل عند الله تعالى وأعظم درجة ومنزلة ممن عرفوا تلك الليلة وذلك لاجتهادهم.
■ قبل الفوات والحسرة :
أوصيكم ونفسي بالاجتهاد في العشر الأواخر وعدم تفويت هذه الفرصة العظيمة للزيادة بالعمل والمغفرة من الذنوب فلا زالت الفرص قائمة والأبواب مشرعة، ليستدرك المتخلف ويلتحق المحروم ويستيقظ الغافل قبل الفوات، فلا تغفل عن عظيم الأفضال في العشر الأواخر ولا تنشغل بغير الصلاة والدعاء وسائر العبادات.
نسأل الله أن يتقبّل منا الصيام والقيام وأن يُعيننا فيه على ذكره وشُكْره وحُسْن عبادته، وصلى الله على نبينا محمد.
|| محمد أحمد الأكوع : عضو منهل الثقافة التربوية.
وجعل الله في العشر الأواخر ليلة مباركة وهي (ليلة القدر) قال تعالى : "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ". أي أن العمل فيها والاجتهاد فيها في الأعمال الصالحات أفضل من العمل في ألف شهر مما سواها وهذا فضلٌ عظيم. والف شهر تساوي تقريباً (83) عاماً.
ويقول الله عز وجل في محكم التنزيل : (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (سورة الدخان) ومعنى قوله عز وجل : (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) أي تقدّر في تلك الليلة مقادير الخلائق على مدى العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات والناجون والهالكون والسعداء والأشقياء والعزيز والذليل والجدب والقحط وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة.
وفي ليلة القدر فضل وخير عظيم. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وعنها يقول العلامة ابن باز رحمة الله : (فهي ليلة عظيمة، وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها تكون في العشر الأواخر من رمضان، وكان يعتني بها - صلى الله عليه وسلم -، وكان يقوم العشر الأواخر من رمضان يتحرى هذه الليلة، ويقول التمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر، يعني الأوتار أرجى وأحرى، إحدى وعشرين، ثلاثة وعشرين، خمس وعشرين، سبعة وعشرين، تسع وعشرين، مع أنها تلتمس في الليالي كلها، لكنها في الأوتار أحرى وأحراها ليلة سبع وعشرين، والسنة للمسلمين رجالاً ونساءً أن يتحروها في العشر كلها، وأن يجتهدوا في قيام هذه الليالي في الصلاة والقراءة والدعاء ؛ تأسياً بالنبي عليه الصلاة والسلام، وطلباً لهذه الليلة) انتهى كلامه.
■ العلامات التي تعرف بها ليلة القدر :
• العلامة الأولى : ثبت في صحيح مسلم من حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من علاماتها أن الشمس تطلع صبيحتها لا شُعاع لها (مسلم ـ 762).
• العلامة الثانية : ثبت من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة، ورواه الطيالسي في مسنده، وسنده صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ليلة القدر ليلة طلقة، لا حارة ولا باردة، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة) صحيح ابن خزيمة ( 2912 ) ومسند الطيالسي.
• العلامة الثالثة : روى الطبراني بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ليلة القدر ليلة بلجة "أي مضيئة"، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم "أي لا ترسل فيها الشهب") رواه الطبراني في الكبير ـ انظر مجمع الزوائد 3/179 مسند أحمد.
ولا يلزم أن يعلم من أدرك وقامها ليلة القدر أنه أصابها، وإنما العبرة بالاجتهاد والإخلاص، سواء علم بها أم لم يعلم، وقد يكون بعض الذين لم يعلموا بها أفضل عند الله تعالى وأعظم درجة ومنزلة ممن عرفوا تلك الليلة وذلك لاجتهادهم.
■ قبل الفوات والحسرة :
أوصيكم ونفسي بالاجتهاد في العشر الأواخر وعدم تفويت هذه الفرصة العظيمة للزيادة بالعمل والمغفرة من الذنوب فلا زالت الفرص قائمة والأبواب مشرعة، ليستدرك المتخلف ويلتحق المحروم ويستيقظ الغافل قبل الفوات، فلا تغفل عن عظيم الأفضال في العشر الأواخر ولا تنشغل بغير الصلاة والدعاء وسائر العبادات.
نسأل الله أن يتقبّل منا الصيام والقيام وأن يُعيننا فيه على ذكره وشُكْره وحُسْن عبادته، وصلى الله على نبينا محمد.
|| محمد أحمد الأكوع : عضو منهل الثقافة التربوية.