من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

مثلث الكوتش ﴿4489﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : يوسف نور الزبير شمس الحق.
إجمالي القراءات : ﴿5659﴾.
عدد المشــاركات : ﴿36﴾.

التوازن بين ثقافة الوظيفة ومتطلبات الحياة.
في دراسة سنوية تستهدف دراسة سر نجاح أكبر مائة شركة عالمية تم تلخيص 12 سبباً مشتركاً لنجاح تلك المنظمات، وبتطبيق تلك الأسباب على الحياة الأسرية يمكن تحقيق التوازن المطلوب للوصول إلى حياة سعيدة هانئة والمتتبع المتبصر لتلك الأسباب يجد أنها مستقاة في الأساس من الهدي النبوي الكريم.
1- بناء الفريق : تعمد الشركات العالمية إلى بناء فريق عمل متميز وانتقاء النجوم للعمل ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ولنا في قول الله عز وجل : (إن خير ما استأجرت القوي الأمين) أكبر شاهد على توظيف الكفء عليه فإنه يجب علينا العمل على البناء التربوي والثقافي للأسرة ليكون فريقاً منسجماً في كل مناحي الحياة.
2- الاحترام : احترام العميل سمة من سمات الشركات الناجحة، وكذلك يجب لبناء أسرة سعيدة أن يكون الاحترام المتبادل هي الصفة السائدة في العلاقة الزوجية وفي كل المعاملات مع جميع أفراد الأسرة.
3- الجودة : إن وضع معيار محدد للأداء للوصول إلى الجودة المطلوبة وقياسها على مستوى جميع فروع الشركة يظهر جلياً في كبريات الشركات العالمية، عليه فإن على الأسرة المسلمة أن تضع معياراً محدداً للجودة بالقدوة الصالحة للوالدين مستقاة من الاقتداء بسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
4- الملكية : تعتمد كثير من الشركات الكبرى إلى سياسة تمليك الأسهم لعامليها واحترام ملكيتهم لها، بما يولد في النفس البشرية الانتماء والولاء والإخلاص والتفاني وهذا ينعكس إيجاباً على مستوى أداء الشركة ككل .. وبنفس الطريقة ينبغي على الأسر السعيدة احترام ملكيات وخصوصيات أفرادها دون التعدي عليها.
5- المشروع المناسب : إن دراسة احتياج السوق ومعرفة الإمكانات والقدرات الحالية للشركة قبل خوض غمار الدخول في مشروع لهو أكبر مؤشر على نجاح الشركة في المشروع المستهدف، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، وعلى الوالدين مراعاة الفروق الفردية لأبنائهم، وعدم انتقاص فرد من أفراد الأسرة لقصوره في جانب تفوق فيه الآخر.
6- الثقافة المتوازنة : إيجاد ثقافة متوازنة مشتركة بين جميع أفراد الشركة العاملة ووضوح الرؤية والهدف يعمل على تأصيل المعرفة والإدراك لدى جميع العاملين بداية من العاملين برأس الهرم إلى نهايته ووجود برنامج ثقافي بالأسرة يشترك فيه الجميع يعكس إيجاباً على تحقيق السعادة الأسرية.
7- الوضوح والشفافية : من أكبر مقومات النجاح الوضوح والشفافية والمصارحة وهذا ما ينبغي أن تكون عليه الأسر، مبنية على المصارحة بين الزوجين والشفافية بين أفراد الأسرة في جميع الأمور، وبالأخص الأمور المالية.
8- المساءلة.
9- الأجر : تعمد الشركات على مساءلة ومحاسبة العاملين للمهام الموكلة إليهم بسياسة أن يقال للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت لتكوين قاعدة مكافآت وجزاءات مبنية على أسس صحيحة يدفع بعجلة الإنتاج إلى الإمام ويجب تشخيص الحالة على الحياة الأسرية وإيجاد نظام للترغيب والترهيب في تربية الأبناء.
10- التدريب : إن ما يميز تلك الشركات اتباع نهج التدريب والتنمية لأفرادها لتطوير الأداء، بما يعكس بالإيجاب على مستوى الشركة ككل وباتباع النهج نفسه مع أفراد الأسرة والعمل على التدريب الزوجي وتنمية الأبناء يكون الاستقرار النفسي.
11- الاتصالات : وجود قنوات اتصالات فاعلة وقوية بين العاملين في الشركة من أقوى العوامل في نجاحها، وحسن الاتصال ووضوحه بين أفراد الأسرة يزيل العوائق ويبني البناء الصحيح.
12- مواكبة التغيير : مما لا شك فيه أن على الشركات التفكير بجدية لمواكبة التغيير مع احتياج السوق، وكذلك على الأسر معايشة الواقع والتكيف معه ومواكبة التغيير بما يحقق رضا الله سبحانه وتعالى.

■ ماذا نوازن ؟
انتقل الحديث إلى موازنة الوقت في حياة الإنسان بما يكفل تحقيق الهدف من خلق الإنسان ألا وهو عبادة الله سبحانه وتعالى، "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" وبتفصيل المهام اليومي للإنسان الفرد لا يتعدى برنامجه اليومي من الأوقات التالية :
1- الوقت الشخصي.
2- الوقت العائلي والاجتماعي.
3- وقت العمل.
4- وقت العبادة.
والسعيد في حياته من يستطيع أن يوازن هذه الأوقات ضمن عقارب الساعة على مدار اليوم ليصب في النهاية نحو تحقيق هدفه الأسمى وهو عبادة الله سبحانه وتعالى ونيل رضاه والفوز بجنة عرضها السموات والأرض فعلى كل إنسان أن يرسم دائرته الخاصة وتوزيع النسب لكل عنصر من العناصر الأربعة وتقييم نفسه لينظر إلى نفسه في أي موقع هو على خارطة الحياة.

■ خاتمة !
هل تعلم أن أهم شيء في الحياة .. أن تجعل أهم شيء .. هو أهم شيء !
أيهما أهم لديك ؟ أهلك وبيتك ! أم وظيفتك !

■ ومضات من محاضرة "التوازن بين الحياة والعمل" :
1 - إن ما يسبب الضغط النفسي والقلق لدى الإنسان هو عدم وجود هدف محدد، أو وجود هدف ولكن المضي إليه مشوب بكثير من الملهيات والمعوقات ولا يتم السيطرة عليها وتوجيهها الوجهة الصحيحة.
2 - للقدوة الأثر الأكبر في تربية النشء، وقد أدرك الغرب أهمية القدوة في حياة الطفل وعمل على إيجاد القدوة بواسطة الشخصيات الخيالية (الكرتونية أو الهوليودية) ويكفينا أن أسوتنا خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
3 - يجب مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء حيث أنه يمكن تقسيم الذكاء إلى أنواع أربعة : وهي الذكاء الحركي، الذكاء اللغوي، الذكاء الاجتماعي، الذكاء التحليلي الرياضي ونبوغ الطفل في نوع منه لا يشترط تفوقه في النوع الأخر بنفس النسبة، حيث تتفاوت النسب ويجب على المربي العمل على تأصيل ورفع مستوى النقص لدى الطفل.
4 - عائشة الصديقة رضي الله عنها من فقهاء المدينة المنورة تعلمت الشريعة في بيت النبوة على يد معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وتعلمت الشعر والطب على يد أبيها الصديق مما يدل دلالة واضحة على ضرورة بناء الثقافة والمعرفة لجميع أفراد الأسرة من قبل رب الأسرة.
5 - في مقولة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لعائشة الصديقة بعد فتح مكة : "لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت ‏ ‏بالبيت ‏ ‏فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض وجعلت له بابين باباً شرقياً وباباً غربياً فبلغت به أساس ‏إبراهيم" دليل على مرونة النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع ثقافة قومه، ودليل على بناء ثقافة الحديث الأسري البناء.
6 - دول الغرب تعمل على التخطيط الخمسي أو العشري، بينما دول الشرق (اليابان) تعمل على التخطيط لخمسمائة عام فالتخطيط الصحيح هو ما يكون طريقاً واضحاً للأجيال المتعاقبة وليس للفرد نفسه فقط وقد وضع المنهج الإسلامي هذا المبدأ بالوصية الشرعية وأثرها على الفرد وأبنائه من بعده، حيث يضع الأب المنهج الصحيح له ولأبنائه ويوصي به من بعده لجميع جوانب الحياة بما فيها الجانب المادي.
7 - "أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين" لهو عمر قصير مقارنة بأعمار الأمم السابقة، إلا أن الله ميز هذه الأمة بميزات تضاعف أعمالها الصالحة أضعافاً مضاعفة، فليلة القدر خير من ألف شهر (83.33 سنة)، والنية الصالحة في العمل تغلفه بطابع العبادة، والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف "واتبع السيئة الحسنة تمحها" فالحسنة الواحدة مقابل السيئة الواحدة لا تمح سيئة واحدة فقط. ولكن الحسنة تضاعف فتمحو سيئات مضاعفة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم.
8- "ما من نبي إلا ورعى الغنم" وترك الأبناء لرعاية الدواجن (أغنام - دجاج - حمام .. إلخ) وانطلاقهم في البراري وعلى الرمال وشواطئ البحار له أبلغ الأثر في التربية السليمة والتنمية الفطرية.
9- "أرحنا بها يا بلال" الإنسان مكون من مادتين (طين وروح) ووقوف الإنسان على الأرض للصلاة واتصال روحه بالخالق جل وعلا هو سر الراحة التامة ويتكرر هذا الاتصال خمس مرات يومياً لشحن مادة الطين بالطاقة.
10- أثبتت الدراسات الحديثة أن أداء الإنسان للركوع على الهيئة الصحيحة يمنع عنه الإصابة بآلام الظهر (الديسك).
11- غسل الوجه ومسحه في الوضوء خمس مرات في اليوم مع غسل اليدين والرجلين لهو أفضل مساج لجسم الإنسان بما ينشط الدورة الدموية.
12- "مروا أبنائكم بالصلاة لسبع" جاءت الكلمة بصيغة "مروا" مع ليونة ولم تأت بكلمة "أمروا" دليل على المرونة في توجيه الأطفال إلى الصلاة وتدريبهم عليها على امتداد ثلاث سنوات من عمره السابع حتى العاشر ليكون تدريباً له بمعدل (5 صلوات في اليوم × 365 يوم × 3 سنوات = 5475 تدريب).