من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿5869﴾.
عدد المشــاركات : ﴿722﴾.

في الثقافة الاقتصادية : العلاقة الفاعلة بين الاقتصاد الكلي والجزئي.
عند التفكير للوهلة الأولى في الاقتصاد الجزئي والاقتصاد الكلي قد تبدو مختلفة تماماً عن بعضها البعض، ولكن في الواقع، هذين المجالين في الاقتصاد متشابهان بشكل ملحوظ، والقضايا التي تدرسها في كثير من الأحيان تتداخل بشكل كبير.
فرغم أن الاقتصاد الجزئي يختلف عن الكلي في جوانب اهتمامات كل منهما، إلا أن هناك علاقة وثيقة بينهما، حيث أن الاقتصاد الكلي يرتكز على كثير من مبادئ وتحليلات الاقتصاد الجزئي في عمله وفي دراسات الوحدات الاقتصادية الكبيرة، وأيضاً تكمن العلاقة بين الاقتصاد الجزئي والاقتصاد الكلي في أن مستويات الإنتاج والاستهلاك الكلي هي نتيجة لاختيارات الأسر والشركات الفردية.
وأيضاً يتم استخدام الاقتصاد الجزئي في دراسة كيفية تأثير التغيرات الاقتصادية الكلية على سلوك الوحدات الجزئية. فمثلًا، دراسة كيفية تأثير الزيادة في التضخم على إنتاج السلع في دولة ما، أو نتيجة تأثير تغيير سعر الصرف الحقيقي أيضاً عليها، حيث أن زيادة معدل التضخم في الدولة يؤدي إلى التغيير في سعر المواد الأولية في الصناعات مما يؤدي إلى تغيير تكلفة وبالتالي سعر المنتج النهائي الذي يتكلفه المستهلك، وهنا نرى التداخل الواضح بين فرعي علم الاقتصاد فكل منهما يعتمد على الآخر.

وعلى هذا الأساس، يمكننا التفريق بين الإثنين عن طريق معرفة من يستخدم كل منهما، حيث يكون تركيز رجال الأعمال ومديري الشركات على الاقتصاد الجزئي بشكل كبير وتركيز أقل على الاقتصاد الكلي، بينما يركز صانعي القرارات والسياسات العامة في الدولة على الاقتصاد الجزئي والكلي معاً، وهذا الفرق واضح وجلي لأن صانعي القرارات والسياسات يهتمون بشأن الدولة كليًّا فيتم التوفيق واستخدام كلًا من الاقتصاد الجزئي والكلي للخروج بأفضل القرارات التي تخص الدولة كليًّا.

وأخيراً، فبغض النظر عن اختلاف كل منهما إلا أنه يتم دراستهما واستخدامهما معاً، من أجل معرفة واتخاذ أفضل القرارات التي تهتم بالشركات والصناعات بل وباقتصاد الدولة كليًّا.